عملية فدائية مركّبة نفّذها الاستشهادي ضياء حمارشة "أبو مهند" وسط حالة من الصّدمة التي خيمت على كامل المنظومة الأمنية الصهيونية، في هذه العملية الجريئة اختصر أبو مهند حكاية فلسطين كلها وأعلن بداية عهد جديد عنوانه: فلسطين تعني كل فلسطين، البطل ضياء اختصر حجم التراجع المُهين للأنظمة العربية من القضية الفلسطينية وهرولتها نحو التطبيع مع "إسرائيل"، اختصر ضياء التضييق على الفلسطيني أينما وُجد، اختصر قصة التوطين، واختصر التراجع الفكري لتلك الانظمة حيث باتت في عقولهم فلسطين هي "إسرائيل" لدرجة أنهم داسوا تراب النقب الفلسطيني على أنه "إسرائيلي"، ولكي لا تصبح فلسطين هي "إسرائيل" ترجل الفارس أبو مهند ليؤكد بدمه لكل هؤلاء طبيعة المرحلة وكيف يجب أن تكون بوصلتها، ليُذكِّر من ضلّ بالتكليف الشرعي والواجب الديني والأخلاقي بضرورة الاشتباك مع العدو وتقديم الواجب على الإمكان.
العدو الصهيوني لم يتوانى في قتل الفلسطيني في كل حارة وفي كل شارع وكل قرية وفوق كل تلة، ضياء حمارشة كما ضياء التلاحمة وكما مهند الحلبي وكما كل مشتبك مع هذا العدو، هم يؤكدون للجميع بأنه يجب مواجهة هذا العدو أولاً دفاعا عن أنفسنا وكذلك من منطلق المسؤولية الدينية والأخلاقية والوطنية.
الهرولة نحو "إسرائيل" مصدرها عدم وضوح المشروع الصهيوني في عقول وأذهان البعض والذي وصل ببعضهم لاعتبار "إسرائيل" حليف وصديق استوجب عقد اجتماعات ولقاءات وقمم أمنية واتفاقيات دفاع مشترك معها، ولو سألنا: دفاع ضد من؟ مؤكد انه ضد كل من يقاتل "إسرائيل"، والفلسطيني يقاتل "إسرائيل" باعتبارها تحتل أرضه، وإن هكذا لقاءات وهرولة وتطبيع وانهزام هي ترجمة فعلية لاعتبار هؤلاء أن فلسطين هي "إسرائيل".
كل هؤلاء المهرولون نحو "إسرائيل" يخطئون بحساباتهم لأنه ليس لديهم قراءة دقيقة للمشروع الصهيوني، ظانين أن "إسرائيل" ستحمي عروشهم، كيف ذلك وهي لا تستطيع حماية نفسها!! كل هؤلاء يخطئون التقدير، ووحدهم الفرسان المجاهدين أمثال الفارس الشهيد ضياء من لديهم وضوح الرؤية واليقين بأن فلسطين لن تكون يوما "إسرائيل"، فعيون الأطهار لا ترى سوى فلسطين ودمائهم وحدها من يضيئ قناديل القدس.