غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

«عادل مقبل».. العابد الزاهد والباحث عن الشهادة في ميدان التضحية

الشهيد عادل مقبل
شمس نيوز - غزة

في حضرةِ من رسموا ملامح المرحلة وتجذّرت فيهم كل معاني التضحية والفداء، تفانوا في العمل لرفع راية الإسلام عالية، هنا تقف كل الكلمات عاجزةً أمام عظمة ما قدموه لفلسطين أهلها، فكل الكلمات والمفردات أقصر من قاماتهم، فهم تاريخنا وكل أمجادنا، هم المخلصون لأرضهم وشعبهم وقضيتهم، جادوا بأعمارهم ليكتبوا لفلسطين نشيد الحرية والانتصار، عظماء تزينوا بعباءة الجهاد، تربوا في مدرسة المؤسس الأمين، مدرسة الإيمان والوعي والثورة، جعلوا من فلسطين قبلة لجهادهم، ، لم يحيدوا عن درب الأحرار، عاهدوا الله ورسوله على التضحية والفداء نصرة للمستضعفين، أضاءوا بعملهم المقاوم عتمة الطريق وأسرجوا من عرقهم ودمائهم قناديلاً على طريق القدس، ومن فوهات بنادقهم أبصروا مآذن القدس.

حديثنا اليوم عن الصادق بأخلاقه والمخلص بانتمائه والطيب بقلبه، الشاكر العابد الزاهد بطبيعته الودود بين أهله وجيرانه وأصدقائه إنه الشهيد المجاهد عادل سعيد مقبل.

الميلاد والنشأة

ولد الشهيد عادل سعيد خميس مقبل بتاريخ 13-1-1971م في مخيم جباليا شمال قطاع غزة فتربى وترعرع في كنف أسرى فلسطينية مجاهدة تعود جذورها لبلدة هربيا المحتلة عام 1948م، التزم المسجد منذ صغره محافظاً على الصلوات الخمس داخل المسجد وخاصة صلاتي العشاء والفجر، فكان يساعد في إعمار ونظافة المسجد مع أصدقائه، نشأ على العزة والكرامة حتى اشتد ساعده فكان قوياً حاملاً هم دينه ووطنه وقضيته.

درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، ثم انتقل للعمل لمساعدة أهله في توفير قوت أيامهم، تزوج من امرأة صابرة محتسبة، فرزقه الله عشرة من الأبناء 3 من الذكور و7 من الإناث، حرص على تربيتهم تربية إسلامية، ونشأت على حب الجهاد والمقاومة، فغرس فيهم حب الوطن وفكر الدكتور فتحي الشقاقي.

صفاته وأخلاقه

يقول نظير نجل الشهيد عادل مقبل عن والده: "عُرف أبي بين أهله وأصدقائه وجيرانه بصاحب الشخصية المجاهدة الصادقة والشجاعة التي لا تخاف لومة لائم كان خادماً لأبناء قضيته، كاظما للغيط وعافياً عن الناس، فكان يألف ويؤلف، تربّى في بيوت الله وتميّز بالتزامه الدائم وحضور جلسات العلم مصطحباً أبناءه معه في جلسات القرآن والذكر".

ويضيف خلال حديثه لموقع السرايا:" ربطت الوالد أبو كرم علاقة طيبة مع والديه وإخوته والمجاهدين في كافة الفصائل الفلسطينية وهذا ما تجلّى بعد وافته وحديث الكثير عن طيبته وعلاقته القوية ومساعدته للناس وكل من طلب منه المساعدة، وكان مثالًا للقيادة الحكيمة ونعم المجاهد الذي ما تغيب يوماً عن نصرة دين الله ودفاعاً عن أرضه وأبناء شعبه".

ويتابع نظير حديثه:" اليوم رحل الوالد بعد رحلة طويلة من العمل والكفاح في هذه الدنيا الفانية وما يصبرنا اليوم هو الإيمان بأن أمر الله نافذ وسيرته الطيبة عند كل من عرفه من الجيران والأصدقاء والمجاهدين من كافة الفصائل الفلسطينية العاملة في ميدان الجهاد والمقاومة".

يألف ويؤلف

يقول أبو يوسف صديق الشهيد عادل مقبل لموقع السرايا:" يعتبر الشهيد عادل ركن أصيل من أركان العمل التنظيمي في منطقة الجرن وزمو، حيث تدرّج وتقلد في العديد من المناصب الإدارية بالمنطقة وكان مسؤول لجنة إعمار مسجد صلاح الدين بعد وفاة صديقه توفيق زرق، وعمل في التدريب والتطوير، وحلقات الذكر وجلسات العلم بمسجد صلاح الدين".

ويضيف:" تميّز شهيدنا أبو كرم بأخلاقه العالية التي انعكست على حياته، فكان سهل التعامل وكان رجلاً مصلحاً بين الناس وبين إخوانه ويعتبر ملجأ في حل المشاكل، فهو الرجل الذي لم يدخر جهداً في خدمة المجاهدين والعمل معهم وخاصة الشهيد إبراهيم الحو، فكان مجاهداً ورجلا معطاءً في خدمة أبناء شعبه".

مشواره الجهادي

انتمى الشهيد عادل مقبل لحركة الجهاد الإسلامي، في التسعينيات، فكان ذلك الشاب المهذب والملتزم بالقيم الإسلام العظيم، القائم بواجباته التنظيمية على أكمل وجه دون تردد، حمل فكر الحركة فكان خير ممثل عنها.

مع اندلاع انتفاضة الأقصى شارك الشهيد مقبل الشباب الفلسطيني بكافة فعاليات الانتفاضة المقاومة للاحتلال الصهيوني في كل المراحل والميادين، وخلال انتفاضة الأقصى تعرّف على الشهيد القائد الميداني "إبراهيم الحو" والتزم معه العمل في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مشاركًا إياه وإخوانه المجاهدين كافة الفعاليات الحركية على مستوى العمل الجماهيري والسياسي والدعوي.

انضم إلى صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مع بداية انتفاضة الأقصى فكان نعم المجاهد المتفاني في العمل، فشارك إخوانه كافة الأنشطة العسكرية وإطلاق الصواريخ على المدن المحتلة، تدرّج في العمل العسكري حتى أضحى مسؤولاً للجنة الدعوية في سرايا القدس لمنطقة الجرن وزمو شمال قطاع غزة.

شارك الشهيد القائد توفيق زرق حملة إعمار المساجد في منطقة الجرن، وفي عام 2007م كلّف مسؤول ملف التدريب والتطوير لمنطقة الجرن وزمو في اللجنة التنظيمية، حيث كان له الدور البارز في إنجاح ذلك الملف، كما عرف عن الشهيد مقبل خلال عمله العسكري حزمه في العمل ملتزماً بالمواعيد صارماً في تنفيذ الأوامر الموكلة له.

رحيل طيب الذكر

خلال عمله الدعوي والجهادي تعرّض أبو كرم مقبل لحادث سير عام 2013م، حيث تلقّى العلاج حتى عام 2017م في جمهورية مصر العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل العودة إلى أرض الوطن عام 2018م، وبعد عودته إلى قطاع غزة بدأت مرحلة جديدة من المعاناة مع الأمراض أبرزها مشاكل في الكبد، وبعد تدهور حالته الصحية سافر لجمهورية مصر العربية مرة أخرى لتلقي العلاج وإجراء عملية زراعة كبد لكن أمر الله كان نافذ، فانتقل إلى رحمة الله بعد رحلة جهاد وعطاء طويلة، وذلك يوم الجمعة 8 شعبان 1443هـ، الموافق 11 مارس 2022م، ليتم نقله بعدها من مصر إلى شمال قطاع غزة حيث مسقط رأسه ليوارى الثرى في مقبرة الشهداء شرق مخيم جباليا، تاركاً خلفه أثره وسمعته الطيبة، وإلى الله في الخالدين. نقلاً عن الإعلام الحربي لسرايا القدس.