خلال المعركة التي استبسل فيها أسود كتيبة جنين، التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، صباح يوم الخميس (31/3)، في الذود عن مدينة جنين ومخيمها، بعد اقتحامهما من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، النفير العام لمقاتلي "السرايا" في كافة أماكن تواجدهم.
لم ينتظر النخالة انتهاء المعركة، ليُصدر هذا القرار، بل جاء في خِضم المواجهة، ليؤكد أن القيادة مسؤولية وأمانة عالية، ويجب ألا تتردد للحظة في اتخاذ الموقف، فعدونا لا يفهم إلا لغة القوة.
وسائل الإعلام العالمية، تفاعلت سريعاً مع الخبر، وكذلك إعلام العدو الإسرائيلي، الذي يُدرك أن النخالة لا يُطلق تهديدات جوفاء، وهم الذين خَبِروه من قبل مراراً.
قرارُ النخالة، حمل رسالةً واضحة للعدو المرتعب والمتخبط على وقع العمليات البطولية - والتي كان آخرها عملية الطعن في مستوطنة "غوش عتصيون"، وعملية "بني براك" في "تل أبيب"، التي نفذها الشهيد ضياء حمارشة- بأن الدم الفلسطيني مقدس، ولا يَقلُ قداسةً عن حرمة المسجد الأقصى المبارك.
العدو الإسرائيلي أراد بهذا العدوان الذي استهدف مدينة جنين ومخيمها، وأطلق عليه اسم "كسر الأمواج"، أن يُحيد "القنابل الموقوتة"، في إشارة لاغتيال أو اعتقال فرسان كتيبة جنين والمقاومة، الذين رأيناهم في ميدان المواجهة، وهم يخوضون اشتباكات عنيفة مع جيش الاحتلال، ارتقى خلالها المُجاهِديْن يزيد السعدي، وسند أبو عطية، وأصيب فيها جندي إسرائيلي من قوات "دوفودفان"، وفق زعم العدو.
حاول رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، بهذا العدوان على جنين ومخيمها، أن يُرمم صورة الردع الإسرائيلية، التي أصابها الشهيد حمارشة برصاصاته الاثنتي عشرة، والتي لم تُخطئ أيٌ منها أهدافها.
العدو تنبه للحِرفية القتالية العالية التي أبداها الشهيد حمارشة، ولعله وصل لقناعة أنه كان مستعداً بصورة جيدة للعملية، وأُخُضِع لتدريب عالي المستوى.
وأمام ذلك، فإن العدو الإسرائيلي سيواصل محاولاته لاغتيال أو اعتقال مقاتلي كتيبة جنين، الذين يراكمون الخبرات والتجربة، وباتوا أكثر حِنكة ودراية بأساليب العدو بفعل المواجهات التي خاضوها.
ولاشك أن الحاضنة الشعبية لهؤلاء الشباب الأبطال، هي صمام الأمان لبطولاتهم، فكل بيت في جنين ومخيمها قدَّم شهداء وجرحى وأسرى على طريق التحرير والاستقلال.