يرى رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ دينيس كوركودينوف، أنَّ الحرب الروسية – الأوكرانية أظهرت بشكلٍ صارخٍ سياسة "ازدواجية المعايير" التي يمارسها الغرب تجاه القضية الفلسطينية.
ويقول المُفكر الروسي دينيس كوركودينوف، في حوارٍ مع "شمس نيوز": إنَّ القضية الفلسطينية لم تعد على سلم اهتمامات الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما مع انشغالها بالأزمة الأوكرانية"، مشيراً إلى أن ابتعاد الولايات المتحدة عن القضية الفلسطينية، و"ازدواجية" الغرب بالتعامل مع معاناة فلسطين وأوكرانيا يمثل فرصة للفلسطينيين لبناء تحالفات جديدة قائمة على المصالح، بما يخدم قضيتهم.
ولفت كوركودينوف إلى أنَّ الأجواء باتت مهيأة تماماً أمام الفلسطينيين على الصعيد الدولي لبدء مرحلة جديدة في النضال، داعياً الفلسطينيين إلى الاستفادة من الأزمة العالمية بما يخدم مصالحهم.
ويرى كوركودينوف أنَّ القضية الفلسطينية ستلقى تأييداً كبيراً لدى كثيرٍ من الدول الموالية لروسيا والمناهضة للسياسات الأمريكية؛ قائلاً: "موسكو سترحب بالفلسطينيين، لاسيما أنَّ فكرة المقاومة الفلسطينية تحظى بتأييد واسع".
وعلى صعيد الأزمة الازمة الأوكرانية – الروسية، أشار كوركودينوف إلى أنَّ إدارة البيت الأبيض متورطة في تأجيج حالة الصراع والعداء بين موسكو وكييف، لاسيما أنها أوقعت الأخيرة بفخٍ أكبر منها.
وعن السيناريوهات المتوقعة، يرى كوركودينوف أنَّ تغيرات أساسية حدثت في عملية المفاوضات الروسية - الأوكرانية، وذلك تحت تأثير عدد من العوامل الخارجية؛ إذ صعدت بولندا بشكل ملحوظ من نشاطها العسكري في الاتجاه الغربي لأوكرانيا؛ مما زاد بشكل كبير من خطر حدوث صدام مباشر بين وحدات من الجيش الروسي والأفراد العسكريين في حلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أنَ واشنطن تحاول استخدام "الورقة البولندية" لممارسة أقصى قدر من الضغط على الكرملين، إذ تعمل القوات البولندية على تعزيز مواقعها بسرعة في المناطق المتاخمة لأوكرانيا، كما أنها زادت بشكل كبير من أنشطتها الاستخباراتية في منطقة لفيف، إلى ذلك فإن توقع موسكو بتحقيق نصر سريع لم يكنْ في محلهِ؛ خاصة أنَّ القوات المسلحة الأوكرانية تقاوم مقاومة شرسة، وهو ما دفع موسكو للحد من عملياتها العسكرية في اتجاهي كييف وتشرنيغوف على الجبهة. وهو ما سمح للجيش الروسي بالتركيز على اتجاهات لفوف وأوديسا، والتي لها أهمية استراتيجية كبيرة لدى روسيا.
وذكر أنَّ السيناريو الأكثر احتمالية هو إدخال مجموعات ضاربة متنقلة من القوات إلى كييف، وإيفانو، فرانكيفسك، ولفيف، مع إشارته إلى أنّ الاستراتيجية الروسية في المرحلة الحالية ترتكز إلى قاعدة مهمة وهي تجنب التضحيات غير الضرورية، وبالتالي يُنظر إلى الدخول المباشر للجيش الروسي إلى أراضي المراكز السياسية في أوكرانيا كخيار استثنائي.