لفترات ظن البعض أن الضفة والقدس والداخل خضعت وخرجت من المعادلة واستسلمت للواقع ولم تعد تشكل تهديد، والمقاتلة والمناوشة فقط محصورة في غزة، والعدو على فترات يخوض جولة نزال ويترك أثر على جسد المقاومة والمقاومين ويعمق من ازدياد الاحتياج الناجم عن الحصار.
لقد جاءت معركة "سيف القدس" مايو العام الماضي وما قبلها من أحداث لترسم ملامح مرحلة جديدة تكاملت فيها الأضلاع الأربعة وحدة الشعب والأرض والهدف والمصير، وأن ما ينتظر العدو في تلك الأماكن سيكون بركان يتصاعد ولن ينطفئ.
ما حصل في النقب والخضيرة وتل الربيع والقدس وفى جنين وطولكرم ونقاط تماس اخرى شواهد على المرحلة القادمة.
الأيام الماضية كل أجهزة الكيان الأمنية والعسكرية والسياسية تعيش كابوسا من نوع ثقيل وهو تهديد على مستوى الوجود.
كل تصريحات الصادرة عن كل المستويات من رئيسي الوزراء بينت وما دونة من كافة الأجهزة تتحدث عن عنوان رئيس إعادة الهيبة والأمن للشارع والتخلص من الرعب الذي سيطر وهيمن.
التئام قمة في النقب بجوار قبر المؤسس للكيان بن غورين
على مستوى وزراء خارجية عرب ويهود وأمريكان، ولقاءات المقاطعة وفى الخارج، تحمل دلالات جميعها طمأنة الكيان ومده بمقومات الإنعاش، وأن استقرار اسرائيل ودمجها لتكون من النسيج ومن الحلف امام داعش ومحور الشر والارهاب الذي تمثل المقاومة ركنه حان توقيت التخلص منه.
عنوان المرحلة الجديد الذي سطره الشباب الثائر يشير بوضوح أن سريان روح المقاومة والعمل لاشتعال الأرض تحت اقدام الغزاة.
وما البشريات التي نعيشها مجموعة من المجاهدين يتحركوا بثقة ويصلوا الى قلب البقرة المقدسة (تل ابيب)، كيف تحرك الشهيد ضياء حمارشة بكل ثقة وطمأنينة ويأبى أن يقتل طفلا ولا امرأة وأحدث حالة من الهلع والرعب، كما حدث مع محمد أبو القيعان فى النقب يطعن ويستولى على السلاح ويقتل، وعلى الجانب الآخر تتحرك أجهزة دولة بكل أدواتها وهى بالأساس (ثكنة عسكرية) لتغتال مجاهد؟!.
هذا هو المدخل الوحيد لتفكيك واستئصال تلك الغدة السرطانية، خلال الدماء الزكية الطاهرة وتناثره هو بمثابة النور الذي يبارك المكان ويحدد شكل المرحلة القادمة اساءة الوجه ودخول المسجد.
إن كلفة المقاومة واستمرارها ومشاغلة العدو واستنزافه وحرمانه من الاستقرار وتهديد وجوده وتصاعدها ووضع الكيان والمهرولين والمطبيعين في دائرة الخطر، أقل بكثير من الموت المجاني والاستكانة لينفذ العدو برنامجه الطرد والتهجير لنصبح هنود حمر.