قائمة الموقع

فكرة الريادة في فكر الشقاقي وأثرها  في كل مراحل تطور حركته المباركة.

2022-04-07T21:20:00+03:00
فتحي الشقاقي
بقلم: أ.محمد أبو ندى "أبو إسلام"

ومن جديد فتحي الشقاقي هو الأكثر ريادة حضورا وعنفوانا، أدرك مبكرا أن فلسطين تترقب دورا رياديا لفارس من فرسانها للنهوض بخيار مقاومة الاحتلال، آمن بدوره الريادي في قيادة الجماهير واستنهاض الأمة، آمن بالريادة تضحية ونهضة وبكل استحقاقاتها، رسخ الريادة فكرة ومنهاجا، جعل الريادة تنبت نصرا وعزا لكل السائرين على خطاه المباركة.

مثل رأس حربة من فلسطين لوحدة  أمة مقاومة وهو يردد كلماته الخالدة بوصف العالم العربي الإسلامي أنه الوطن الاسلامي، شكلت ريادته طليعة محور ممتد من فلسطين الي لبنان ودمشق وطهران حتى صنعاء وما بعدها في المنامة وبغداد .

فلسفة الريادة التي رتل حروفها الشقاقي، قدسيتها وحرمتها لازالت في صرخات وتمتمات أبناء الجهاد الإسلامي ترسم عناوين المعركة، فأينما حَل صوت الأمناء على المقاومة وقدسيتها فثم صوت فلسطين وريادتها.

صوت الريادة هو الصوت الأكبر، وهو صوت الثورة والشهداء، صوت يتردد صداه عنفوانا في أرجاء الوطن أن الدم يطلب الدم والشهيد يحي الملايين، وان الدم قانون المرحلة.

لقد قبل سليلي مدرسة الشقاقي فلسفة الريادة التي خطها لهم الشهيد المعلم أن يلقوا أنفسهم بالنار ذات الوقود في أخدود الظالمين ليكونوا الشمعة التي تضئ الطريق للتائهين والحيارى، وليكونوا النور في زمن الظلام.

الريادة في فلسطين فلسفة لا يتقنها الا رجالها، هي الريادة التي تصنع الانتصار في وسط الجمر والنار، فلسطين يوم الصالحين الموعود، فلسطين فيها الشاهد والشهيد، فلسطين النار الوقود التي ستحرق وهم المحتل في اخدود جنين ونابلس وسيف القدس في غزة وكل أزقة الوطن وضواحيه، فلسطين أبنائها قبلوا الريادة في القعود على النار ورفضوا وهم التطبيع والتسوية والحكم والسلطة، قبلوا الريادة والتقدم في زمن التراجع والوهم والسراب.

فترجمة الريادة في عاصمة المقاومة جنين القسام تسجل لوحة فنية في صناعة صناعة جيل قراني فريد يحمل الاصرار والعناد منهجا، فريادة فرسان الوطن وشهداؤه في بئر السبع والخضيرة وجنين تصنع معادلة انتصار الدم على السيف.

ريادة استثنائية يتقدم بها تلامذة الشقاقي في جنين جعلت جيش العدو يشعر أن اقتحام مدن الضفة ليس نزهة بعدما كان يصول ويجول فيها تحت حراسة قوى أمن السلطة، وقد جعلت قطعان المستوطنين يشعرون بالرعب في محيط مستوطنات الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل.

وعبر مراحل الصراع قد صنعت فلسفة الريادة معادلات كبرى في حصار وضرب المشروع الصهيوأمريكي، ريادة المقاومة هي التي تكسر إرادة الجيش الذي لا يهزم في فلسطين ولبنان، ريادة المقاومة هي مرغت هيبة دولة العدو في التراب، وهي تحاصر تمدده وتضرب اوكاره من طهران الى أربيل ومن لبنان الى حيفا ومن الجولان إلى ديمونا ومن غزة إلى تل أبيب وعكا.

الريادة التي تطل علينا من وحي السماء هي ريادة الايمان، والريادة التي تحمل الماضي والحاضر والمستقبل لفلسطين هي ريادة الوعي، والريادة التي تتحمل مسؤولياتها في قيادة الجماهير واستتهاض أمتها للمعركة الكبيرة  هي ريادة الوحدة وريادة الفكرة، والريادة التي تصنع خيارها بدم قادتها وأبنائها لمواجهة قوى الشر في فلسطين هي ريادة الثورة، والريادة في عشق فلسطين هي قبلة الشقاقي أينما كان في حله وترحاله فَإليها نُوَلي وجوهنا وقلوبنا.

وقد سجلت فكرة الريادة دورها وحضورهاالبارز في التحضير لانتفاضة الحجارة ١٩٨٧م منذ أواخر عقد السبعينيات برفع راية العداء للمحتل، وانتجت ثورة الحجارة والسكاكين، والهروب الكبير لفرسان الشهادة ومعركة الشجاعية لمصباح وإخوته الشهداء،  وأنتجت حالة من التمرد على المحتل وتحدي السجون والابعاد لشيخها ومفكرها، وصنعت المبادرة وجرأة القرار بتنفيذ بعض العمليات الجهادية بالقنابل، والسيارات المفخخة وكان روادها الملائكيين الشهيد انو عزيز والشهيد القائد عصام براهمة .

كل ذلك الجهد الريادي انطلق للنهوض في وعي الشارع الفلسطيني وفتح معركة شعبية شاملة مع الاحتلال في قطاع غزة والضفة والداخل الفلسطيني المحتل لضرب الاحتلال ومخططاته.

شدة المواجهة وقوة ضربات الشعب الفلسطيني أرغمت العدو على الانسحاب من المشهد في الضفة وغزة وتسليمها لشرطة أوسلو للقيام بمهام أمنية لملاحقة المقاومة، وقد استطاعت فكرة الريادة الاستمرار بخيارها الجهادي برغم ملاحقة أجهزة أمن السلطة والشاباك الصهيوني، وقد وجهت ضربات لم تشهد قوتها دولة الاحتلال من قبل في كفاداروم ونتساريم وبيت ليد وديزنقوف وفي القدس المحتلة وغيرها، وقد غطت هذه الضربات كل أماكن تواجد الاحتلال مما شكل حالة ردع ورعب حقيقي وإرباك لمشروع التسوية والهزيمة، وشكلت ريادة القادة الكبار الخواجا والزطمة وصالح والحردان والنعمان وضوحا ونضوجا  للخيار المقدس.

ومع بداية انتفاضة الأقصى سنة ٢٠٠٠م  كانت الريادة الفكرية الصلبة ووحيها المقدس لازال يسكن في قلوب وعقول أبناء الشقاقي في ضواحي الوطن لتستعيد دورها وتوجه باكورة ضرباتها ضد العدو في غزة والضفة بأشلاء المباركة للشهداء نبيل العرعير وراغب جرادات وحمزة السمودي حتى أصبحت دولة الكيان تعيش حالة رعب لم تشهد مثله قبل من حجم العمل الاستشهادي للمقاومة، واستبسال فرسانها القادة طوالبة حردان وصوالحة وحمران والسبع وبشير ومقلد والشيخ خليل.

وغداة مسيرات العودة كان الموقف الرائد في الدفاع عن شعبنا الفلسطيني في ترسيخ معادلة الردع لجنود الاحتلال في حدود قطاع غزة، وقطعان المستوطنين في غلاف غزة، وقد قدمت فارسها الجنرال بهاء أبو العطا لقيادة مرحلة صنعت قواعد جديدة للاشتباك أصبح يدرك فيها العدو أن القنص بالقنص، والقصف بالقصف، وجعلت المبادرة بالقرار بيد بهاء الريادة والمقاومة، ووضعت العدو أمام أزمة سياسية وأمنية أدخلت الرعب لمستوطنينه وجنوده المعتدين في غلاف وحدود غزة.

واستمرارا للريادة وتألقها في كل الساحات والمواقع، كانت ثورة الكف الذي تواجه المحرز كانت ثورة الإضرابات في سجون الاحتلال والتي فرضت إرادة مجاهديها على غطرسة المحتل، ولا زالت ثورة الإرادة والصبر تمثل خيارا للحالمين بالحرية والكرامة، الابداع الجهادي للريادة جعل هذا المحتل عاجزا وضعيفا أمام إرادة الشيخ خضر عدنان وعزيمة هشام ابو هواش، وقد سجلت ريادة السجون ما هو أبعد بكثير، فقد دهشت العدو واسقطت نظرياته الأمنية ووجهت ضربة أمنية نوعية جديدة في سجن جلبوع بقيادة القائد الكبير محمود العارضة.

فالريادة أكاديمية روحانية، وفلسفة عشق للشهادة، وثورة للسماء على الباطل، الريادة هي طريق الاسراء إلى فلسطين، والعروج نحو بوابات المجد والكرامة، الريادة هي قبلة للثلة الصادقة من فتى الاخدود وفتية الكهف والرقيم وراية خيبر وبعث أسامة وثورة سيد الشهداء في كربلاء وثورة عز الدين القسام في يعبد والشقاقي في مالطا، والسيد عباس في بيروت، وبدر الدين في صنعاء، والقاسم في طهران، والمهندس في بغداد، وكل صوت يهتف باسم فلسطين ويعلن عداءه لاسرائيل فوق الجمر والنار.

اخبار ذات صلة