بقلم/ مصطفى الصواف
مرة أخرى وستتبعها أخرى وقد تكون في تل أبيب أو في جوارها أو في حيفا أو حولها ،هكذا اصبح الأمن الشخصي مفقود رغم كل ما يقوم به الاحتلال من تجنيد وحشيد وتسليح، وكاسر للأمواج، والأسوار الواقية، إلا أن المقاومين يمرحون ويسرحون ويطلقون النار ويقتلون ويصيبون يزرعون الرعب والخوف والهلع في نفوس المستوطنين.
عملية تتبعها عملية والمنفذون غير آبهين بما يقوم به الاحتلال، استبدلوا السكين بالرشاش وحولوا الانظار من هنا إلى هناك ونفذوا ما خططوا له دون خوف من موت أو إعتقال ، جرأة لم تكن في حسبان الاحتلال ، وطريقة عمل باتت القاعدة التي يسير عليها المجاهدون ، في عقر دارهم واليوم في شارع إقتصادهم (ديزنقوف) وباتوا في حيرة من أمرهم لدرجة أنهم قتلوا أنفسهم حسب إعلامهم بأن الشرطة اطلقت النار على مستوطن بدعوا انه منفذ العملية وهو يهرول حاملا سلاحه ، باتوا في حيص بيص لا يدرون ماذا يفعلوا، يجرون ولا يدرون أين ، اختلط حابلهم بنابلهم وفقدوا وعيهم من هول الحدث.
عملية تل أبيب قطعت الطريق على الوفد الأمني المصري قبل الوصول، وكأنها رسالة تقول للجميع نحن أصحاب القرار ومنفذوه، وفروا على أنفسكم عناء السفر، ولا داعي للحضور، فنحن من يضع حدا للفجور، وإرهاب يهود، فلا داعي للوجود.
عملية بطولية فاقت تصور الجميع بعد أن ظنوا أنهم أقوياء وأن قوتهم مانعتهم من الموت ، وإذا بالموت يسير بينهم ويحصد منهم وهم ينظرون ولا يملكون إلا الهروب ، يا لها من حقيقة لم يدركها بعد اليهود ، والسؤال هل فات الأوان ،؟ أم لا زال أمامهم متسع من الوقت للهروب وترك الأرض لأهلها وأصحابها الحقيقيين، يا لها من حقيقة لم يدركوها بعد.