بقلم/ خالد صادق
أربعة شهداء فلسطينيين على يد المحتل الصهيوني المجرم في اقل من اربعة وعشرين ساعة من بينهم شهيدتان فلسطينيتان اغتالهما الاحتلال بدم بارد امام عدسات الكاميرا, لم نسمع استنكار سريع لرئيس السلطة الذي يسارع دائما في استنكار عمليات الفلسطينيين الفدائية ضد الاحتلال الصهيوني, ولم نسمع استنكار الامارات والبحرين ووزراء خارجية قمة الشر في النقب, لم نسمع صوتا لماجد فرج وحسين الشيخ المنهمكان في التعاون الامني مع الاحتلال الصهيوني, حتى عندما قام جنود الاحتلال الصهيوني بالتنكيل بأحد عناصر الامن الفلسطينيين بشكل مهين وفيه استهزاء واستخفاف كبير, لكن كل ذلك "الشر" الذي يحيط بنا من كل جانب لم يفت في عضد شعبنا, ولم يوهن من عزيمة مقاومتنا الفلسطينية الباسلة, ولم يضعف من ارادة الفلسطينيين الذين يخرجون للاحتلال في كل وقت ليذيقوه الوان العذاب, ردا على جرائمه البشعة وانتهاكاته لكل القوانين والاعراف الدولية, الاحتلال لا زال يصعد ويتحدث عن اقتحامات جديدة للمسجد الاقصى المبارك, وممارسة طقوسهم التلمودية وفي سابقة خطيرة يتحدث المستوطنون الصهاينة عن ادخال للقرابين داخل باحات الاقصى, وقد هيأ الاحتلال لذلك من خلال منع الاعتكاف في الاقصى بقرار وافق عليه رسميون عرب وتم تسويقه في قمة الشر التي عقدت في النقب, ويبدو ان صراعنا مع الاحتلال الصهيوني سيأخذ اشكالا عدة, وهو يحتاج الى رص الصفوف ومشاركة الجميع في والداخل الفلسطيني المحتل وفي الشتات في الموجة القادمة للمواجهة مع الاحتلال, الذي يحاول ان يكسر المعادلات الجديدة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية بالدم.
لقاء الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد زياد النخالة مع قناة المنار وضع روشته علاج لهذا الواقع الصعب الذي نعيشه في ظل تخلي الجميع عن القضية الفلسطينية ومحاولاتهم المستميتة لإنهاء المقاومة وانقاذ اسرائيل من مصيرها المحتوم بالزوال, وكأنهم يتحدون قوانين السماء, ويحاربون الله عز وجل ووعده لعباده المؤمنين "فاذا جاء وعد الاخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا" هذا الواقع الرسمي العربي عبر عنه القائد النخالة بالقول "الدول العربية التي طبعت علاقات أمنية واقتصادية مع الاحتلال حاصرتنا وانفتحت على الكيان وهذا الأمر خطير, وجميع من اجتمع في النقب هم ليسوا معنا أصلاً، وقمة النقب التطبيعية لن تغير شيئاً على أرض الواقع، وهذا دليل على حالة الضعف التي تمر بها المنطقة العربية أمام "إسرائيل"، و أن ربط الدول العربية مصيرها بالتحالف مع الاحتلال هو ضعف فوق الضعف", انه توصيف واقعي جريء لما وصل اليه حال الحكام العرب, ودلالته الواضحة انهم يطرحون نفسهم كاتباع لأمريكا و"اسرائيل", وانهم تحت الوصاية الصهيو-امريكية, لحماية انفسهم وعروشهم وسلطانهم, لكن هذا الواقع العربي لن يحبطنا لأننا نراهن على الشعوب التي ستنبعث يوما لمواجهة سطوة الحكام الطغاة وتنحاز لخيارها الاصيل "فلسطين", وتنخرط في معركة التحرير للأرض والمقدسات, فالمقاومة سبيلنا لذلك وقد عبر القائد النخالة عن ذلك " بأن ما يجري من عمليات بطولية في الأراضي المحتلة ليست رد فعل على جرائم الاحتلال فقط إنما هو واجب على كل فلسطيني وممارسة طبيعية ضد الاحتلال.
انتهاكات الاحتلال الصهيوني لحرمة المقدسات ومنع اعتكاف المصلين في الاقصى, وملاحقته للمقاومين الفلسطينيين وتصفيتهم, واغتياله للسيدات الفلسطينيات على الحواجز العسكرية, وتماهيه مع رغبات اليمين الصهيوني المتطرف في السيطرة على بيوت الفلسطينيين وتهجيرهم منها عنوة, كل ذلك الفعل الشنيع للاحتلال عبر عنه القائد زياد النخالة بالقول "أن ممارسات الاحتلال في الأقصى والضفة الغربية تُصعد من حالة الغليان الفلسطينية؛ ولذلك نحن في مواجهة مباشرة مع الاحتلال وفي كل لحظة يجب أن نتوقع حالة الاشتباك الشامل, فقرار منع الاعتكاف في المسجد الأقصى هو قرار رسمي عربي لإتاحة الفرصة للمستوطنين باقتحام الأقصى"، مشددًا أن تدخل العرب لتهدئة الفلسطينيين، أمر خطير لصالح العدو. وأضاف: "شهر رمضان له أهمية خاصة في مسيرة المقاومة لدى المجاهدين وأبناء الشعب الفلسطيني، إذ نؤكد أنه في حالة تصعيد إسرائيلي يمس في المسجد الأقصى وفي اقتحامات للمسجد الاقصى فإن ذلك يزيد حالة التوتر والاشتباك. مشيرًا إلى أن الفلسطيني لديه خيارات واسعة في المقاومة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة. ولفت إلى أن قوى المقاومة جميعها منفتحة على بعضها البعض وبروز تنسيق الجهاد مع فصيل ما تفرضه الجغرافيا الفلسطينية", وقد حذر النخالة الاحتلال من الاستفراد بمخيم جنين وقال: "يجب أن يفهم الإسرائيلي أن أيدينا ليست مكتوفة عن التدخل لدعم أهلنا في الضفة والقدس، لأن مسألة الفصل بين الفلسطينيين جغرافيًا ليست في عقل الجهاد الإسلامي، وستبقى غزة تصنع سلاحها بأيديها وتصنع المعجزات, وقوى المقاومة تصنع القرار في الميدان مجتمعة وموحدة، إذ أن لدى قوى المقاومة واجبات وأمامها استحقاقات ولن نخذل أهلنا في جنين والقدس وكل فلسطين" واختتم القائد النخالة بان احداث الشيخ جراح هي التي فجرت ملحمة سيف القدس, والمقاومة لن تسمح للاحتلال بالاستفراد بالقدس ومقدساتها واقصاها مهما كلف ذلك من تضحيات, فهل وصلت الرسالة .