بقلم/ مصطفى الصواف
يظن البعض أننا عندما نتحدث عن سوء الأوضاع وإستمرارها من قبل الاحتلال، وكأننا نريد مواجهة مع العدو ، ونقول نحن ندرك قول رسول الله صل الله عليه وسلم (لا تتمنوا لقاء العدو).
ما نتحدث به ليس من باب الأماني بلقاء العدو ليس من باب قوة او ضعف، ولكن نحن نستعرض الوقائع على الأرض، وما يقوم به الاحتلال من حالة تصعيد، وإرهاب، وقتل، ومصادرة، وحصار، ومضايقات، سواء على الأرض أو في البلدات الفلسطينية أو بحق المصلين والمسجد الأقصى والقدس وزاد الأحتلال الأمر تطرفا من خلال دعوة متطرفيه ويمينيه، وكلهم كذلك، لذبح القرابين في المسجد ،أليس هذا مدعاة لصب الزيت على النار؟ ، أليس ما يجري سببا في إشعال فتيل المعركة مع المقاومة؟ وليست المقاومة وحدها بل كل الشعب الفلسطيني ،أليس هذا لعبا في النار من قبل الاحتلال؟، ولكن لا يدرك الاحتلال بما يقوم به ويفعله من إرهاب, وقتل,أنه يشعل نارا سيكون هو أول من يحترق بها.
لم تعد الأمور سهلة كما كانت سابقا، ولا حتى كما كانت في معركة سيف القدس ،بل الأمور تأخذ منحنى خطير سيؤدي إلى معركة حامية الوطيس.
الاحتلال يعاني من حالة من التخبط. الارتباك على كل الصعد، ودليل ذلك هذا السعار الذي أصاب قادته العسكرين والسياسين وهذا الإسهال في تصريحاتهم بالعدوان على كل ما هو فلسطيني حتى المقدسات، هو أمر يدل على تخبط هذه القيادات، والتي كما قلنا تعتقد أن مزيدا من القوة يحقق لها أمنا ، علما أن قوانين الطبيعة تقول لكل فعل رد فعل مساوي له بالقوة ومعاكس له في الإتجاه، هذا يبدو العدو تناساه فتراه يصعد ، وغاب عنه أنه يتعامل مع أصحاب حق، وصاحب الحق أقوى من القوة التي يمتلكها الاحتلال ، وأن الشعب الفلسطيني في غالبيته لم يعد كما كان، لا في غزة، ولا في الضفة، ولا في فلسطين ال ٤٨، ولا حتى في الخارج، فوحدة الجغرافيا الفلسطينية باتت هي عنوان المرحلة، وهذه الوحدة أعطت المقاومة زخما كبيرا قد يكون خارج تصور العدو.
نحن لا نتمنى لقاء العدو، ولكن ذلك لا يعني الصمت على ما يقوم به من عدوان، وممارسات، بل يجب العمل على الرد عليه، لأنه لم يعد ذلك البعبع الذي يخيف ، ولكن بالإعتماد على الله أولا، وبالمقاومة، ووحدة الشعب الفلسطيني ،أصبح بالإمكان هزيمته وتحقيق نتائج على الأرض ترضي ربنا اولا، ثم شعبنا التواق للحرية والمستعد لدفع ثمنها .
لذلك يبدو أننا نعد الأيام عدا ، وقد لا يستمر هذا العد طويلا بل هي أيام إذا إستمر الاحتلال بافعاله وممارساته وإرهابه ، ستشتعل النار وعندها لن يوقفها إلا بوضعنا على أول الطريق نحو التحرير.