نزاع كبير بين الوصاة العرب على وصايتهم على المسجد الأقصى المبارك, فالأردن تقول انها صاحبة الوصاية على الأقصى ؤوينازعها في ذلك السلطة الفلسطينية والمملكة العربية السعودية وملك المغرب رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي, وهناك صراعات معلنة وغير معلنة ونزاعات فوق الطاولة ومن تحتها, وكأن المسجد الأقصى يحتاج الى وصاية هؤلاء, لقد وضع هؤلاء المتنازعين أسساً غريبة للوصاية على المسجد الأقصى, فهى لا تتخطى بالنسبة لهم دفع رواتب العاملين في الأقصى وتجديد «الموكيت» داخل المسجد, وصيانته من أي عطل او خراب في بنيته التحتية, وهذا المفهوم للوصاية على المسجد الأقصى حدده الاحتلال وقبل به الاوصياء دون نقاش, فهم يريدون الشكل وليس الجوهر, فلا يعنيهم ان يدخل جنود الاحتلال ببساطيرهم وسلاحهم ونجاستهم الى داخل الأقصى ليعتدوا على المصلين ويقمعوهم ويعتقلوهم ويطلقوا الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني والمطاطي والرصاص الحي على المصلين فهذا ليس من ضمن الوصاية لأنها تؤدي الى مشاكل والاوصياء مسالمون مهادنون منسجمون مع الاحتلال ولا يريدون تعكير صفو العلاقة معه مهما حدث, وعلى ما يبدو انهم متفهمون لرغبات الاحتلال واطماعه في المسجد الأقصى المبارك, فتحولت وصايتهم على الأقصى الى وشاية بحق الأقصى والموافقة على التقسيم الزماني والمكاني بحجة حرية العبادة لكل الديانات السماوية, وممارسة الطقوس الدينية للجميع بحرية ويسر, وفق تعاليم الديانة الابراهيمية التي فرضها عليهم الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب وفريقه المتصهين, والتي تعني بالنسبة لهم حق اليهود في ممارسة طقوسهم داخل الأقصى بحرية.
لذلك فان الشعب الفلسطيني العظيم هو صاحب الوصاية الوحيد على المسجد الأقصى المبارك, وهو ينوب عن المسلمين في شتى بقاع العالم في الدفاع عنه وحمايته من أطماع الاحتلال الصهيوني, اما أصحاب «الوشاية» فلا مكان لهم في الأقصى, ولن يستطيعوا اقناع طفل مقدسي بالسماح لليهود بالصلاة في الأقصى, وسنبقى نسرج للأقصى بدمائنا وارواحنا حتى نحرره من الاحتلال الصهيوني البغيض, هل سمعتم أيها الاعراب والمسلمون في شتى بقاع العالم بصلاة الفجر العظيم, هل شاهدتم عشرات الاف الفلسطينيين وهم يتوافدون الى الأقصى لإحياء صلاة الفجر العظيم واحياء ليالي رمضان بالتعبد وإقامة صلاة التراويح, هل شاهدتم المرابطين وهم يعتكفون في المسجد الأقصى متحدين قرار ملك الأردن واوقافه بمنع الاعتكاف في المسجد الأقصى والذي جاء استجابة لرغبة الاحتلال الصهيوني الذي يريد ان يسهل من عمليات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى وإقامة طقوسهم التلمودية هناك, فاتفق ساسة الأردن ومليكهم مع ساسة الاحتلال الصهيوني وحكومتهم اليمينية المتطرفة لتجنب اندلاع مواجهات في الأقصى بمنع المصلين من الاعتكاف داخله, لكن هذا افشله أهلنا المرابطون في الأقصى منذ بداية شهر رمضان المعظم, وكثفوا من تواجدهم داخله, وقامت قوات الاحتلال باقتحام الأقصى في محاولة لإخلائه من المصلين واعتقلت اكثر من خمسمائة منهم واجلتهم خارج المسجد الأقصى, واصابت اكثر من مائة وسبعين منهم بجراح بعضهم جراحه خطيرة, دون ان يؤدي هذا الى خوف المقدسيين وخروجهم من الأقصى, بل ازداد تواجدهم فيه بعد ان لمسوا نوايا خبيثة للاحتلال للتمكين للمستوطنين في الأقصى بتواطؤ عربي رسمي فاضح.
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قالت انه « لا قيمة لأي وصاية على المسجد الاقصى إذا لم توفر حماية حقيقية للأقصى ولا تقوم بالواجبات الاساسية لمنع تهويد الاقصى ووقف الانتهاكات» ودعت الحركة، لاستمرار الرباط في المسجد الأقصى وقالت: «لن نتخلى عن واجباتنا لحماية الأقصى والاحتلال يتحمل مسؤولية كل هذا العدوان والارهاب الذي يمارسه على مرآى ومسمع العالم كله..», فمن يريد وصاية على الأقصى عليه ان يسرجه بالدم, نحن لا يلزمنا سجاجيدكم ولا رواتبكم ولا صيانتكم للبنى التحتية للأقصى, نريد من يدافع عن الأقصى ويحميه من بطش بني صهيون, نريد من يشهر سيفه في وجه الاحتلال الصهيوني كما اشهره الناصر صلاح الدين الايوبي في وجه الصليبيين, ماذا فعلت لجنود الاحتلال عندما داس ببساطيره النجسة سجاجيدكم واراق عليها دماء المصلين الفلسطينيين الأبرياء, هل باركتم هذا الفعل الصهيوني من خلف الستار, لكنا نبشركم ان الأقصى وعد الله لعباده المؤمنين والله لا يخلف الميعاد, ثم ألم يشارك وزير الخارجية المغربي الذي يمثل مليكه رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي في قمة الشر في النقب والتي أسست للعدوان الصهيوني على المسجد الأقصى, ألم يجتمع ملك الأردن برئيس السلطة لمنع ثورة الفلسطينيين واخمادها ردا على محاولة ذبح القرابين في الأقصى, ألم تعطِ البحرين والامارات الإشارة للاحتلال للبدء بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى, اليست هذه مخرجات «قمة الشر» التي عقدت في النقب بين أربعة وزراء خارجية عرب ووزير الخارجية الأمريكي ووزير الخارجية الصهيوني المجرم, لكن هيهات فالشعب الفلسطيني فالشعب الفلسطيني لن يتخلى عن مسراه.