إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس. 

ميلاد فارس:

كان مخيم جنين على موعد مع فارسه شادي محمد إغبارية "النوباني" في30 مارس 1983م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، تعود جذورها إلى بلدة أم الفحم قضاء حيفا المحتلة. وقدمت أسرته المجاهدة المكونة من 11 فرداً، الشهيد نضال الذي استشهد بتاريخ 7 نيسان 2002م، والأسرى ماهر الذي أمضى 15 عاماً وعماد أمضى سنتين في سجون الاحتلال.

أنهى فارسنا دراسة الصف الثالث الإعدادي وانتقل إلى معهد قلنديا، وهناك درس ميكانيكا سيارات لمدة سنتين، ثم التحق بسوق العمل، وكان يلعب حارس مرمى لنادي مخيم جنين.

روح وريحان:

تصفه والدته بقولها: "حافظ على صلاته، وأحب مساعدة الآخرين، حظي بحب الجميع، صاحب شخصية حيية، كثير الصيام، عشق الجهاد في سبيل الله، وتمنى الشهادة، كما تميز بالكتمان"،  وتضيف أمه: "في يوم استشهاد شادي الطوباسي منفذ عملية حيفا من كتائب القسام قال لي: إذا كنت تحبينني ادعي لي أن أستشهد أو أنتصر".

في صفوف الجهاد:

بدأ مشواره الجهادي في مارس 2002م، وتعرف على الشهيد الشيخ محمود طوالبة وآمن بفكر الجهاد الإسلامي إلى جانب الشهيد المجاهد عبد الرحيم فرج، وتعرف على الشهداء أشرف أبو الهيجاء وإياد أبو الليل من كتائب القسام. 

شارك في معركة جنين أبريل 2002م، وقام بحراسة الحي الغربي للمخيم في الليل، ومع دخول المعركة بدأ من جديد إلى جانب مجموعته بالقتال والمقاومة بشراسة لصد العدوان الهمجي الذي شن على المخيم والمدن الفلسطينية في حينها في سياق ما سماه الاحتلال عملية "السور الواقي".

شهيداً على طريق القدس:

استشهد إثر قصف المكان الذي كانوا يتحصنون فيه لمواصلة معركتهم، من بطائرة أباتشي، وكان معه الشهيد القائد محمود طوالبة والشهيد عبد الرحيم فرج. وفي يوم 19 أبريل 2002م، ورد الخبر لبقية المجموعات بأن المجموعة المتواجدة في بيت أبو جواد القاسم استشهدت.