إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

ميلاد فارس:

كانت بلدة عرابة قضاء جنين، على موعد مع فارسها صالح ذيب دهيدي في 3 يوليو 1985م، لعائلة مؤمنة بدنيها ووطنها، مكونة من أحد عشر فرداً. ودرس صالح المرحلة الابتدائية والاعدادية في مدارس عرابة ثم التحق بمدرسة عرابة الثانوية للبنين وأنهى منها الصف الثاني عشر.

روح وريحان:

عرف الفارس صالح بالكتمان والمحافظة على صلاته في المسجد وطيب العلاقة مع كل الناس وبر الوالدين وطاعتهما.

في صفوف الجهاد:

تأثر كثيراً باعتقال شقيقه القائد أحمد دهيدي الذي اعتقلته قوات الاحتلال في 15-6-2003م، وحكمت عليه بالمؤبد مرتين، بتهمة العمل في سرايا القدس والمشاركة في قتل جنود صهاينة.

فكان ذلك دافعآ للانخراط في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، ثم انضم لصفوف جناحها العسكري سرايا القدس وتعلم استخدام الأسلحة وتصنيع العبوات والأحزمة الناسفة.

اعتقل عدة مرات من قبل الاحتلال، الأولى ما يقارب الشهرين في معتقل قدوميم العسكري، وبعد الافراج عنه عمل في صفوف الامن الوطني لمدة 5 سنوات وتعرض للفصل بسبب انتمائه للجهاد الإسلامي.

خاض العديد من الاشتباكات مع العدو وقواته برفقة إخوانه في سرايا القدس الذين أقسموا أن يذيقوا الاحتلال من الكأس التي يجرعها لأبناء شعبنا.

شهيداً على طريق القدس:

في شهر مارس 2008م، تعرض شمال قطاع غزة لعدوان صهيوني غاشم، استشهد فيه عشرات المواطنين، فعزم الشهيد المجاهد صالح على الانتقام، وخطط للقيام بعملية كبيرة فتوجه برفقة اثنين من المجاهدين للقيام بها، وفي الطريق طاردت قوات الاحتلال سيارتهم التي ما لبثت ان انقلبت لسرعتها البالغة، فاستشهد المجاهد صالح في 19 نيسان 2008م، وأصيب اَخرون.