غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

إخلاء الأقصى من المصلين بداية التقسيم الزماني

خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

اعتاد الاحتلال الصهيوني على اصطحاب قطعان المستوطنين صباحا لاقتحام المسجد الأقصى المبارك, وممارسة الطقوس التلمودية والصلوات الصامتة في باحات الأقصى, وعلى مدار الأربعة أيام الماضية في شهر رمضان يقوم الاحتلال باقتحام الأقصى وافراغه من المعتكفين والمرابطين في داخله بالقوة, ثم يقوم بإدخال المستوطنين لباحات الأقصى لممارسة طقوسهم بحرية بعيدا عن اعين المرابطين وحراس وسدنة الأقصى, ويبدو ان الاجتياح الصباحي المعتاد للمسجد الأقصى معناه ان الاحتلال نجح في تقسيمه زمانيا, حتى بات المقدسيون يدركون انهم بعد صلاة الفجر سيتعرضون لاعتداءات على يد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين لاخلائهم من الأقصى وإقامة الطقوس الدينية, وهو الامر الذي عبر عنه طفل مقدسي مرابط في باحات الأقصى على وسائل الاعلام عندما قال اننا نعلم تماما انه بعد صلاة الفجر سيقوم الاحتلال والمستوطنون باقتحام الأقصى, ونقوم بالاستعداد للتصدي لهم ومنعهم من استباحة حرمة المسجد الأقصى, ما تحدث به الطفل المقدسي هو ما يدركه كل المقدسيين, فهذه خطوة البداية لتقسيم الأقصى زمانيا, وهذا الجرم الذي يرتكبه الاحتلال يجب ان يدفع ثمنه حتى يدرك بالفعل ان الأقصى خط احمر, وان المقاومة وهى الوصية الحقيقية على المسجد الأقصى المبارك بتكليف من شعبها الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية, عليها واجب الرد على خطوة الاحتلال «التقسيمية زمانيا» حتى لا يظن ان فعله الاجرامي مر دون عقاب, ولن تتوقف مساعي الاحتلال الصهيوني لفرض امر واقع جديد داخل المسجد الأقصى, اذا ما كان هناك رادع حقيقي يدفعه للتراجع عن خطواته واطماعه في المسجد الأقصى وفي القدس المحتلة.

المقاومة الفلسطينية اشعلت ملحمة سيف القدس البطولية عندما تجرأ الاحتلال على أهلنا في حي الشيخ جراح وحي سلوان في القدس المحتلة، فما بالكم ان تعلق الامر بالمسجد الأقصى، هل يمكن ان تصمت المقاومة إزاء ذلك؟ بالتأكيد لا, فالرد سيكون قويا على أي انتهاك لحرمة الأقصى, ورسالة الامس التي بعثت بها المقاومة للاحتلال باطلاق صاروخ من نوع «ستريلا» الروسي تجاه منطقة الغلاف الحدودي, والتصدي لطائرات الاحتلال التي قصفت موقع القادسية في قطاع غزة ردا على الصاروخ الفلسطيني بالمضادات الأرضية, يدل على قدرة المقاومة على ردع الاحتلال, ومفاجأته بامكانيات المقاومة وتطور سلاحها وقدراتها الصاروخية, فصاروخ «ستريلا» الذي اطلقته كتائب القسام بالأمس تجاه طائرات الاحتلال هي صواريخ مضادة للطيران, وتعمل بالتوجيه الحراري وتحمل رأساً حربياً شديد الانفجار, والمقاومة ارادت بذلك ان تقول للاحتلال ان سماء قطاع غزة لم تعد مسرحا مفتوحا للاحتلال وان الطيران المغير على غزة قد يتعرض لأخطار, وقد أدى اطلاق الصاروخ «ستريلا» على طائرات الاحتلال الى هروب الطيران الحربي سريعا من سماء قطاع غزة, خوفا من أن يؤدي ذلك الى اسقاط احدى الطائرات, وسيكون لذلك انعكاس وخيم على نفتالي بينت وحكومته الضعيفة, والحقيقة ان هشاشة حكومة نفتالي بينت لا تعطيها مساحة للمناورة, ولا تسمح لها بان تغامر, لان الفشل ليس له الا معنى واحداً وهو انهاء المجرم المتطرف نفتالي بينت واغلب أعضاء حكومته اليمينية المجرمة, لمستقبلهم السياسي, وسقوطهم المدوي امام رئيس المعارضة الصهيونية المجرم المتطرف بنيامين  نتنياهو في أي انتخابات قادمة.

في ظل كل هذا التخلي الإسلامي والعربي عن القدس والمسجد الأقصى المبارك ومحاولة التنصل من أي التزامات سياسية او اقتصادية او امنية او حتى إنسانية تجاه الفلسطينيين، تبقى المقاومة الفلسطينية هي الوصية على المسجد الأقصى والمدافعة عن فلا وصاية للأردن ولا السلطة ولا آل سعود ولا العاهل المغربي على الأقصى, لانهم ارادوها وصاية على السجاجيد والموكيت والبنية التحتية للأقصى, وهم غير مستعدين للبذل بالروح والنفس دفاعا عن الأقصى, لكن وصاية المقاومة ممهورة بالدم, وفيها فداء بالأرواح والأموال وكل ما تملك, لذلك فالوجهة نحو المقاومة التي قالت ان قيادات بارزة من الصف الأول في حركتي حماس والجهاد الإسلامي تلقوا نحو 150 مكالمة هاتفية من وسطاء خلال الـ 48 ساعة الماضية؛ بهدف تطويق الأحداث ومنع الانجرار إلى مواجهة عسكرية جديدة. ونقل موقع «الجزيرة نت» عن المصدر الذي وصفه بالموثوق والقريب من فصائل المقاومة المنضوية في «غرفة العمليات المشتركة» بغزة، قوله: «إن أطرافًا غير معتادة دخلت على خط الوساطة لأول مرة، وتبذل جهودًا إلى جانب الوسطاء التقليديين كمصر وقطر والأمم المتحدة», وأضاف المصدر أن تدخل الوسطاء جاء لضمان عدم دخول غزة عسكريًا على «خط المواجهة» في ظل تصاعد سخونة الأوضاع في الضفة الغربية، وخاصة في المسجد الأقصى, وأشار إلى أن «إسرائيل» هي من بادرت بطلب تدخل هذه الوساطات، التي كثفت جهودها واتصالاتها بفصائل المقاومة، فهذه هي اللغة التي يمكن ان تحاور بها «إسرائيل» لتنتزع حقوقك منها، وعلينا ان ندرك ان احباط مخطط التقسيم في الأقصى يمر عبر فوهة البندقية وليس له من سبيل آخر.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".