إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس:
كان مخيم جنين على موعد مع فارسه محمود عفيف سرحان في 29 يوليو 1986م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها تنحدر أصولها من قرية "المنسي" المحتلة. تلقى محمود تعليمه للمرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس مخيم جنين، ثم السنة الأولى من الثانوية.
في صفوف الجهاد:
التحق فارسنا بحركة الجهاد الإسلامي وتتلمذ على يد الشهيد القائد حسام جرادات وتعلم منه فنون القتال وتصنيع العبوات، وكانت عملية اغتيال الشهيد القائد حسام جرادات اللحظة الأكثر تأثيراً في حياته.
ونشأت علاقة وطيدة بين محمود وعدد من قادة السرايا في المخيم ممن استشهدوا لاحقاً منهم أحمد الطوباسي وأشرف السعدي ومحمود أبو عبيد، فوقف معهم في كل مواجهة يقاوم ويجاهد ويصنع ويلقي العبوات.
توطدت علاقته مع الشهيد محمود أبو عبيد، فقاما معاً بتصنيع العبوات والتصدي للاحتلال، وخططا لتنفيذ عملية استشهادية، لكن اعتقل الاستشهادي قبل وصوله إلى تل أبيب.
نصبت قوات الاحتلال كميناً لمحمود ورفاقه وتسللت تحت جنح الظلام للحي حيث محمود وبعض رفاقه يتواجدون داخل أحد المنازل، ولكنها فشلت في اعتقال أو اغتيال الفارس المقدام.
شهيداً على طريق القدس:
في يوم 21 أبريل 2007م داهمت قوة خاصة صهيونية كانوا يرتدون الزي المدني الشهيد محمود واثنين من رفاقه في المقاومة، ودار اشتباك عنيف بين الشهداء الثلاثة وقوات الاحتلال الصهيوني أدت إلى مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال واستشهاد الفرسان الثلاثة وهم: الشهيد المجاهد محمود سرحان من سرايا القدس، والشهیدان المجاهدان أحمد العيسة ومحمد الدمج من كتائب شهداء الأقصى.