في 20/12/2000 وفي يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المباركة وفي يوم القدس العالمي كنت قد صليت في المسجد الأقصى المبارك المسجد المحاط والمحاصر من الجيش وقطعان المستوطنين.
أثناء خطبة الجمعة والخطيب يتحدث عن قدسية َاسلامية المسجد الأقصى وانه مسجد خالص للمسلمين ولاحق لاحد فيه سوي لأهله واصحابه المسلمين وداعين الجميع للوحدة من أجل القدس وان الأمة عليها واجب الدفاع عن المسجد الأقصى َالقدس وهو واجب شرعي وأخلاقي َانساني َعربي وقومي.
في الخطية قررت أن اصعد اولا للسطح المسجد القبلي لكي ارفع عليه العلم الفلسطيني وفعلا تسلقت َبصعوبة وكدت ان أسقط وقد َوضعت العلم الفلسطيني الذي يرمز لفلسطين ويرمز للشعب الفلسطيني العاشق لوطنه وللحرية والانعتاق و الخلاص من المستعمرين الارهابيون القتله الصهاينه.
وضعت العلم على رأس ماسورة طولها اكثر أمتار وقمت برفقة احد الاخوه َعلقت العلم الأول على احد زوايا سطح المسجد القبلي امام مرأى أفراد الشرطة الصهيونيه الذين يعتلون أسوار المسجد الأقصى ومدججين بالسلاح والعتاد وبعضهم يقوم بتصوير كل شيء في المسجد الأقصى ومناظ جوي فوق سماء الاقصى والقدس المحتلة.
نزلت وبعد قررت أن أضع علما اخر على قبة الصخره المشرفة القبة المذهبه الساحره المدهشه التي تجعلك وانت تنظر إليها تشعر وتحس بجمال ومذاق ليس عادي.
فعلا صعدت وصوت صراخ الجنود على انزل ولكنني لم اعطي اهتماما بذلك ولا القى بالا علقت العلم.
العلم في فهم الفلسطيني ليس مجرد قطعه قماش إنما يرمز لألاف الشهداء الذين نزفت دمائهم وهم يحملون العلم الفلسطيني وكذلك لأسرى الذين ضحوا وهم يحلمون يرفع العلم فوق مآذن وصوامع المسجد الأقصى وكنيسة القيامه.
العلم كان رفعه ولازال في القدس وفلسطين المحتلة تهمه يتم اعتقال َضرب من يرفعه من قبل الاحتلال.
بعد انتهاء صلاة الجمعه كنت أقف على مقربة من باب المغاربه القريب من حائط البراق الذي يسيطر عليه اليهود َوهو الحائط الغربي للمسجد الأقصى.
صلينا صلاة الغائب على اروح الشهداء الذين سقطوا في الأسبوع الماضي وقد كانت الانتفاضه الثانية في اوجها والشهداء يتزفعون والجرحى والاسرى مجرد انتهاء صلاة الجنازه هتفت بصوتي الله اكبر الله اكبر الله اكبر تعالت التكبيرات والتهليل والصيحات واندلعت المواجهات العنيفه والقوية وقد كنا قبل الخطبة قد احضرنا الحجاره وادخلنها من خارج المسجد.
وظلت المواجهات حتى قبل أذان المغرب واستشهد صديق لي في المواجهات قرب باب حطه القريب من باب الاسباط وهو من عائلة جده هذه العائله من اصول مغربيه ومعروفه بنضالها ومقاوميها وعمه يكون الصحفي والوطني المقدسي علي جده.
وقد سقط مخ الشهيد جده على جسمي وبعد ذلك اشتدت المواجهات في المسافة التي بين باب حطه َباب الاسباط وزادت الاصابات وكان الشباب بالآلاف يلقون الحجاره في هذه اللحظات تمكنت وحدة خاصة من ما تعرف بالمستعربين الذين يلبسون الزي العربي وغطاء الوجه الكوفية الفلسطينية بالتسلل بين الشباب المنتفض فقاموا بالهجوم على والاعتداء على وضرب وسحلي على الحجارة والزجاجات أمام كل وسائل الإعلام وانهالَوا على كما الوحوش وهنا تم تسليمي لأفراد الشرطة الصهيونيه الذين بدورهم ادخلوني الى داخل حمامات باب حطه وقاموا هناك بوضع راسي في أسفل المراحيض وقاموا بضربي على كافة أنحاء جسدي وبعد الاذان المغرب مباشره قام أفراد الشرطه الصهيونيه بتغطية وجهي وراسي كاملا وتقيدي للخلف وقام الجنود بسحبه بقوة عبر طريق الالام التي يعتقد الأخوة المسيحيين ان السيد المسيح عليه السلام قد سالكها يوما عندما كان ذاهبا للصلبه.
وقام احد افراد الشرطة الصهيونيه بنزع احد حذائي والقائه على الأرض.
ومن هناك الى منطقة الى القشله وهناك هجم المستوطنين علينا يشتموننا ويصرخون الموت للعرب وتم توزيع الحلوى على الجنود لأنهم قاموا باعتقالنا وطبعا كانت الدماء تغطي وجهي وملابسي تم نقلنا لمركز تحقيق المسكوبية وهناك بدء فصل جديد من الحياة والعذاب والقهر لأجل حرية فلسطين.
ولكن رغم ماجرى معي إلا انني رفعت العلم الفلسطيني على الصخره والمسجد الأقصى. المبارك.
الكاتب السياسي
إلاسير المحرر
ثائر حلاحله
خاراس _الخليل