إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس:
كانت بلدة عرابة بمحافظة جنين على موعد مع فارسها رائد عارف المغير في 24 أكتوبر 1973م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، وأتم دراسته في معهد قلنديا في تخصص المساحة. وتزوج المجاهد رائد ورزقه الله ابناً واحداً.
في صفوف الجهاد:
التحق رائد بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مرحلة مبكرة، وكانت تربطه علاقة حميمة مع الشهيد القائد إياد حردان، فكانا زميلي دراسة، ومعهم الأسير المحرر أحمد العارضة الذي أمضى حكماً بالسجن 20 عاماً في سجون الاحتلال.
شارك فارسنا رائد في تشكيل مجموعات "عشاق الشهادة" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، مع الشهداء القادة عصام براهمة وصالح طحاينة وإياد حردان، والتي كان لها الدور الأبرز في عمليات إطلاق النار على دوريات جيش الاحتلال.
بعد تخرجه في المعهد بدأ رائد مشواره الجهادي حيث تم اعتقاله لأول مرة عام 1993م لمدة عشرة شهور، في سجون الاحتلال، واعتقل مرة ثانية في 1998م، أصيب بعدها بالمرض وقضى فترة علاجه في مستشفى الرملة، وتم الإفراج عنه وهو في حالة مرضية صعبة جداً وتحمل أهله مسؤولية علاجه.
وتم اعتقاله مرة ثالثة أثناء عودته من مدينة نابلس للعلاج في كمين في 23 مايو 1999م إلى 25 أغسطس 1999م وساءت حالته الصحية في السجن ما أدى إلى إصابته بفشل حاد وكامل في كليته، وبعدها تم الإفراج عنه واستمر في العلاج، حتى تم زرع كلية له عام 2002م في مستشفى الأردن وبتبرع من والده وقضى فترة 9 سنوات بالأردن لعدم قدرته على العودة إلى البلاد خشية اعتقاله مرة أخرى.
شهيداً على طريق القدس:
عام 2010م، أصيب رائد بفشل كلوي بنسبة 80% وقضى فترة علاج لمدة شهر في مستشفى بالأردن، وبدأ يعمل غسيل كلى ثلاث مرات في الأسبوع، وعندما عرض عليه أن يزرع كلية مرة أخرى رفض ذلك قائلا: "تعافیت سنوات وتزوجت وانتظرت طفلي مصعب وأخذت حقي من الدنيا، وآن الأوان لألتحق بركب الشهداء، وليتها كانت کما قضوا ولكنه قدر الله عز وجل".
عاني المجاهد رائد من ارتفاع ضغط الدم الشرياني وأصيب بجلطة دماغية أدت إلى صعوبة في الحركة والكلام إلى أن توفاه الله في 30 أبريل 2011م.