ترتدي الطفلة "دانا" أجمل ما عندها من ملابس، وبابتسامتها البريئة تُمسك بيد شقيقتها استعدادًا للخروج من المنزل، تحمل على كتفها حقيبتها المزركشة بألوان "البنات" التي يطغى عليها اللون الزهري، تسألها والدتها قبل أن تُغلق الباب، إلى أين يا دانا؟، لتجيبها بسرعة "إلى العيد" تبتسم والدتها وتقول: العيد شاورما.
الطفلة دانا عبدالله (10 أعوام) صغيرة في العمر؛ لكنها كبيرة في الأفعال والأعمال، تعتمد عليها والدتها لشراء كل ما يلزم للبيت، كانت تستعد كغيرها من الأطفال منذ أن بدأت صلاة عيد الفطر السعيد لجمع العيديّة من أسرتها (والديها وأعمامها وأخوالها وخالتها وعماتها وجديَّها) فكانت تُجمع الأموال في حقيبتها الصغيرة.
وبعد مرور ساعات على اليوم الأول للعيد التقت دانا بصديقاتها اللواتي جمَّعن العيدية كما فعلت دانا، واتفقوا جميعًا على شراء "الشاورما" بعد المغرب، كما يفعل الكبار، تقول دانا لـ"شمس نيوز": "أنا بحب الشاورما كل عيد بأشتري منها أنا وصديقاتي، والشاورما هي العيد بالنسبة إلنا".
وتضيف دانا ببراءة الطفولة الجميلة: "جمَّعت في أول أيام العيد 60 شيكل؛ يعني أنا بقدر أكل شاورما لمدة 3 أيام ورا بعض في اليوم فرشوحتين، وفي بعض الأوقات بشتري لصاحباتي الي ما تعيدوا زيَّي".
وعلى يمين دانا يصطف العشرات من الأطفال خلف بعضهم البعض ينتظرون قطع التذكرة، لدخول أحد مطاعم الشاورما في حي الشجاعية شرق غزة، وتعد الشاورما أحد الطقوس التي لا يمكن اغفالها لدى الأطفال في عيد الفطر، حيث يتجمع الأطفال ويتجهون إلى مطاعم الشاورما أفواجًا أفواج.
بسبب طفولتهم البريئة، وعفويتهم في شراء الشاورما كطقس من طقوس العيد، فلا يخفى على أحد أن بعض أصحاب المحال الصغيرة تستغل الأطفال بشكل سيء؛ فمنهم من يُخفض الأسعار لكن يتلاعب بالوزن، ومنهم من يقدم لحم الشاورما دون استواء كامل؛ بسبب السرعة لتكثيف البيع، وبين هذا وذاك يكون الطفل ضحية تلاعب بعض محال بيع الشاورما.
وتلقى مراسل شمس نيوز عديد الشكاوى من آباء وأمهات من قلة وجود اللحمة داخل فرشوحة الشاورما، ومن عدم استواء اللحمة بشكل كامل، وقلة قليلة من اشتكت من طعم اللحم؛ معتقدين أن ما يقدم ليس لحم صدر الدجاج كما يقولون.
أما لميس التي ترتدي "بنطلون أسود وجكيت لونها كموني" تحمل على كتفها حقيبة البوب الملونة بألوان قوس قزح اللافت للانتباه، تقف إلى جانب دانا وتقول: "جمَّعت 50 شيكل، وبدي أشتري اليوم شاورما، والباقي بدي أطلع فيه على المراجيح .."، قالتها ببراءة الأطفال وعدم وعيهم الكامل لما بين أيديهم.
وحصلت صديقتهم زينب على فرشوحة شاورما بعد وقت طويل قضته على طابور الانتظار، حيث بدى مظهر الشاورما أبيضًا وهذا يدلل على أن اللحمة بحاجة إلى مزيد من الوقت على النار لتحصل على كفايتها التامة من الاستواء.