حذرت فصائل فلسطينية، اليوم الأربعاء، الاحتلال الإسرائيلي من مغبة السماح للمستوطنين بتنفيذ مخططهم باقتحام المسجد الأقصى المبارك غدا الخميس، بمناسبة احتفالهم بذكرى تأسيس كيان الاحتلال فوق أنقاض فلسطين التاريخية عام 1948.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي، إن دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى بتحريض إسرائيلي علني غدا، "لا يمكن السكوت عنه وينذر بتصعيد خطير".
وأكد المتحدث باسم الحركة بالضفة الغربية، طارق عزالدين، في تصريحات صحفية، أن "قادة المستوطنين والمسؤولين في حكومة نفتالي بينت تحرض على اقتحام المسجد الأقصى"، مضيفا أن "التحدي كبير مع حكومة بينت".
وبيّن أن الأيام المقبلة "في مدينة القدس حاسمة، والجميع يقف على مفترق طرق، فيما حمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن إشعال الأوضاع في المدينة ومقدساتها".
وأضاف عز الدين أن "الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة سيبقون مدافعين عن المقدسات، ولن نسمح للمستوطنين باستباحة الأقصى وفرض سياسة الأمر الواقع".
وشدّد على أن القدس والأقصى محور الصراع مع الاحتلال الذي يريد تهويدهما لصالح الاستيطان والمستوطنين و"جماعات الهيكل" المتطرفة، داعيا إلى شد الرحال والرباط في الأقصى على امتداد الأيام المقبلة لإفشال سياسة الاقتحام والتهويد.
لعب بالنار
في ذات السياق، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس في تصريح صحفي، إن اقتحام الأقصى غداً الخميس لعب بالنار تتحمل حكومة الاحتلال مسؤوليته.
وأضافت حماس أن السماح لقطعان مستوطنيه، باقتحام باحات المسجد هو لعبٌ بالنار، وجرٌّ للمنطقة إلى أتون تصعيد يتحمّل الاحتلال كامل المسؤولية عنه.
وجددت حماس دعوتها إلى أبناء شعبنا البطل، "لشد الرحال والاحتشاد في المسجد الأقصى المبارك، والاستنفار في مدينة القدس، دفاعاً عن هويّتنا وديننا وقبلتنا الأولى، وليعلم الاحتلال أن محاولات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، ومشاريع التهويد لمقدساتنا لن تمر، ولن تحقق أهدافه الخبيثة".
غضب فلسطيني وعربي
فيما دعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، لتصعيد المواجهة الشاملة مع الاحتلال الإسرائيلي ردًا على الاقتحام في المسجد الأقصى غدا، مُؤكدةً أنّع سيُواجه بتفجير الغضب الفلسطيني والعربي في وجه الاحتلال.
وقالت الشعبية في بيان صحفي، إنّ "اقتحام الأماكن المقدسة وإجراءات تقسيمها يأتي في سياق الإصرار على قهر الفلسطينيين والتنكيل بهم، ويُعبّر عن تمادي الاحتلال في عدوانه الوحشي على الشعب الفلسطيني، وتحدٍ وقح لإرادة الشعوب العربيّة، وهذا إلى جانب جرائم التهجير والاستيطان في القدس".
وأضافت أنّ "هذه الجرائم تُظهّر سياسات الاحتلال الذي يعتاش على المجازر والممارسات الوحشيّة، وأنّ كنس الاحتلال واستعادة سيادة شعب فلسطين على أرض عاصمته القدس وسماءها ومقدساتها وانتزاعه لأرضه وحقوقه الكاملة، هي الضمانة الوحيدة لوقف العدوان وحفظ حقوق الفلسطينيين في مدينتهم المعرّضة لأبشع جرائم التهجير".
ولفتت الجبهة إلى أنّ "المقاومة إذ ترفع جاهزيتها وتكرّر تحذيرها للمحتل، لا تستند لجهوزيّة مقاتليها للدفاع الفدائي عن حقوق شعبهم فحسب، لكن وبالأساس إلى إرادة واستعداد كل فلسطيني في مواجهة هذه الوحشيّة والغطرسة الاحتلاليّة المتمادية، وإلى موقف الجماهير العربيّة التي ندعوها لمواجهة هذا التصعيد تجسيدًا لمواقفها الملتصقة بقضية فلسطين والرافضة للاحتلال".
ودعت الشعبية للبناء على "الموقف الجماهيري الموحّد، الذي أظهره شعبنا دفاعًا عن القدس وأهلها، باتجاه استعادة البنى النضاليّة الجامعة، وتحقيق الوحدة الوطنيّة الكفيلة بتعزيز طاقة أبناء شعبنا ودعم صمودهم وتوسيع المواجهة مع الاحتلال".
دعوة لأحرار الأمة
من ناحيتها شددت حركة المجاهدين الفلسطينية على أن السماح للمغتصبين الصهاينة باقتحام المسجد الأقصى عدوان إجرامي يفجر صاعق موجة البارود والنار في وجه قيادة هذا الكيان المؤقت، فالقدس والمسجد الأقصى خط أحمر لا نسمح بالمساس بهما.
وحذَّرت "المجاهدين" الاحتلال من التمادي في جرائمه بحق المسجد الاقصى التي لن تمر مرور الكرام، وقيادة العدو المهزومة هي المسؤولة بشكل كامل عن هذه الأفعال الاستفزازية والاجرامية وعليها تحمل تداعياتها.
ودعت شعبنا في القدس والداخل المحتل والضفة المحتلة إلى النفير العام والزحف الشامل للرباط في باحات المسجد الأقصى، والانتفاض في وجه المحتل وإشعال الأرض تحت اقدامه بكافة الوسائل المتاحة لوقف إجرامه.
كما دعت كل من يحمل السلاح في ضفة الأحرار، والداخل المحتل، للتصعيد من العمليات البطولية ضد هذا العدو المفسد، مضيفة "هذا واجبكم المقدس في الدفاع عن شعبنا ومقدساتنا".
كما ودعت "المجاهدين" أحرار الأمة للقيام بمسؤولياتهم في نصرة المسجد الأقصى الذي يدنسه الصهاينة الملاعين، مطالبة إياهم بالوقوف إلى جانب شعبنا مقدساتنا وإسناد قضيتنا العادلة.