أكد الخبير العسكري والأمني عبد الله العقاد، أن مناورة "مركبات النار" التي بدأها الاحتلال اليوم الاثنين، تكشف حالة الاستعداد والخشية من المجهول القادم، والذي قد تفاجئه به المقاومة على الجبهات كافة.
وأضاف العقاد لـ"شمس نيوز": "المناورة قد تكون حالة استعدادية أكثر من أنها حالة تهيئ؛ لمواجهة ردود فعل في أكثر من جبهة، أو لإشغال الرأي العام الصهيوني؛ حتى يخفف من الضغط المتراكم، بفعل الملفات الكثيرة التي لا زالت مفتوحة".
وحول تسمية المناورة بـ "مركبات النار"، بيّن أنها مناورة ذات طابع هجومي، وستكون مبادرة في استهداف شخصيات مقاومة ومقدرات عسكرية، أو اقتحام جنين والعمل على تصفية المقاومة بداخلها.
وذكر العقاد، أن الاحتلال زعم أن هذه المناورة كانت مقررة قبل "سيف القدس"، مشيرًا إلى، أن هذا الأمر ينبئ بنية الإقدام على جريمة كبيرة قد تستدعي فعلا مقاوما على أكثر من ساحة.
ولفت العقاد إلى، أن مقابلة المقاومة هذه المناورة باستنفار كبير يعني خطوة الأخذ بالحيطة والحذر، مضيفًا أن "مثل هذه المناورات يواجهها عمل عسكري أو أمني، والاحتلال في حالة عدوان وإجرام مستمرة، ويمارس دائماً الغدر، ويجب أن تبقى العصا فوق رأسه".
وتابع :"الفلسطيني يواجه الاحتلال في كل الساحات؛ الأمر الذي أقلق العدو وأزعجه، وكشف سوءته، وهذا ما حدى بالأمة أن تناصر الشعب الفلسطيني في إطار جبهة مقاومة واحدة أسمتها الأمة" القدس هي المحور"، مؤكدًا أن اتحاد الأمة بأركانها تحت عنوان القدس، أمر يزعج الاحتلال، ويضعه أمام أكثر من ساحة.
وتوقع الخبير العسكري، أن يلجأ الاحتلال لرد الاعتبار بإقدامه على جريمة اغتيال، وهو يدرك تماماً أنها ستكون بوابة حرب إقليمية، مضيفًا " الاحتلال يريد تصدير أزمته من خلال التهديد بالاغتيالات".
وبشأن اجتماع الكابينت الذي ناقش اقتحام جنين ومهاجمة غزة، أوضح العقاد أن الاحتلال محاصر بعمل ثوري كشف هشاشة الاحتلال في ظل حكومة ضعيفة تريد أن تهرب من حالة الضعف، إما باغتيال لشخصية وازنة في المقاومة، أو رفع الكلفة في موضوع جنين؛ الأمر الذي قد يدفع بغزة إلى الدخول للمعركة.
وبيّن العقاد، أن الاحتلال يوازن بين ما هو السقف الذي سيدخل به في جنين، وما هو السقف عند اغتيال شخصية في المقاومة، لافتًا إلى أن الخيارات أمام الاحتلال صعبة؛ ما سيدفعه لارتكاب حماقة.
وقال الخبير العسكري والأمني، أن كل السيناريوهات متوقعة، مشيرًا إلى أن الشيء الوحيد الذي يفشل كل هذا هو الاستعداد الجيد والعالي من قبل المقاومة، في كل الأقاليم وجبهات القتال، والتحسب لغدر الاحتلال، مضيفًا: "أي حماقة يرتكبها العدو سيكون قد اتخذ القرار بنفسه أن يذهب إلى الجحيم".
يُشار إلى أن وسائل إعلام عبرية ذكرت، أنّ جيش الاحتلال أوصى في نقاش أجرته المؤسسة الأمنية والعسكرية بعدم الذهاب إلى عملية في غزة، معلنةً أنه بدأ اليوم المناورة الكبرى في تاريخه واسمها "مركبات النار".
وقالت القناة الـ "13": إنّ " الجيش أوصى بزيادة الاعتقالات، وتغيير أوامر فتح النار، واعتبار السياج الفاصل بين الضفة المحتلة والأراضي الفلسطينية المحتلة خط حدود بكل معنى الكلمة".
ولفتت إلى أنّ قوات الاحتلال بدأت اليوم المناورة الأكبر في تاريخها، والتي تحاكي حرباً متعددة الساحات"، مشيرة إلى أنّ السنة الماضية ألغيت هذه المناورة بسبب عملية "حارس الأسوار"، وهذه السنة يأملون على الأقل إنهائها كما يجب من دون حرب.
وعلّق رئيس أركان الاحتلال أفيف كوخافي مناورة "مركبات النار" العام الماضي، بعد يومٍ من إطلاقها، والتي كان من المقرر استمرارها لمدة شهر كامل.