لا فرق بين انتخابات المعارضة الداخلية وانتخابات الأحزاب الحاكمة في الوطن العربي فالثقافة واحدة والمقدرات واحدة والهدف واحد وهو الوصول للكرسي والاختلاف فقط في الشعارات المرفوعة والأصوات المسموعة' .. ولكن
الفرق بين الانتخابات العربية بصفة عامة وانتخابات دول العالم المتحضر التي تحترم مواطنيها أن لديهم في الدول المتحضرة منافسة حقيقة بين المرشحين ' والجميع يخطب ود الناخب بما يقدمه من خدمات حقيقية ملموسة 'وما يقدمه من انجازات ترفع من مستوى الوطن والمواطن وتحقق الرفاهية للشعب فيتم اختيار المسئول بناءا على كفاءته وقدراته في تحقيق البرنامج الذي وعد به الجماهير في دعايته الإنتخابية أما في عالمنا العربي فإن معظم المرشحين يأتي للناخبين بقدراته الكلامية وبلاغته وفصاحته وجاذبيته وسعة وعوده الاستهلاكية وعبر عائلته وقبيلته وصحابته ويخاطبهم قائلا لهم :
أيها الشعب العظيم .. أيها الجمهور الكريم .. اسمعوني بالعقول وافهموا ماذا أقول .. إنني منكم وإليكم .. وأنا خادم لديكم فاطلبوني اطلبوني .. تجدوني تجدوني...
اطلبوني لا تخافوا .. اطلبوا كل الحوائج .. اطلبوا كل السعادة والمباهج !!
سَألبى كل الحوائج .. سَألبى ... وعليكم بالنتائج .. أيها الشعب تمنى .. لك مني ما تشاء قل لي ماء .. قل لي ماء .. فستشرب بصفاء وهناء .. أي فرد في الرعية له حاجة .. سيراني مطيع كالدجاجة .. وسآخذ منه بعض قمح أو شعير ...وسأعطيه البيض الكثير ليس ذنبي آن تكسر أو تعسر .. كل شيء متعلق بالمشيئة .. جل شأنه خالق الشمس المضيئة ...
اسألوني .. اسألوني لم لا يوجد دواء ؟؟ وجوابي : إننا شعب قوي ووفي ومعافى ليس فينا أي داء ..!! اسألوني أين تلك الكهرباء ؟؟ فأجيب : إننا شعب مضيء متوهج كالسناء ..!! وهي بدعة لم تكن .. وكل بدعة ذات شر .. كل صالح منها فر ..!! واسألوني لم رشحت نفسي ؟؟ وأجيب كي أعيد كل حق ضيعوه .. وأنميه إليكم كي تروه ضمن أملاكي سليما .. نعم ضمن أملاكي واطلبوه مني غير منقوصا وسليما ولكن لن تأخذوه وستسمعون نعيما ونعيما .. فاشكروني واحمدوني واحملوني ولكم مني عيوني..!!
أن لي عليكم بالأمانة .. وسأفتح كل أبواب الخزانة .. إن لي منكم نتائج ونتائج ولكم مني كل أنواع المباهج فاحملوني .. أوصلوني وأجلسوني وخذوا مني عيوني وعيوني ومع أني كفيف وأعمى لا أرى .. رغم ذلك انتخبوني وسأعطيكم عيوني ..!!!