قائمة الموقع

مفكر لبناني لـ"شمس نيوز": المعركة الإقليمية باتت قريبة والمقاومة تطور سلاحا استراتيجيا لا يمكن ردعه

2022-05-10T21:56:00+03:00
محور المقاومة
شمس نيوز - خاص

أكد المُفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د. طلال عتريسي، أن المعركة المقبلة بين المقاومة في فلسطين ولبنان ضد الكيان الصهيوني ستكون معركة إقليمية شاملة؛ لتحرير الأراضي المحتلة كافة، مشيرًا إلى الوقائع والمؤشرات الخطيرة التي يعيشها الكيان بعد مرور عام على معركة "سيف القدس".

وأوضح د. عتريسي في حوار لـ "شمس نيوز" أن الكيان الصهيوني بات يعيش في مأزقٍ وجودي حقيقي؛ إثر تداعيات معركة "سيف القدس" التي قلبت المعادلات، وأسست لمرحلة جديدة في الصراع الإقليمي مع الكيان؛ إذ أن المقاومة أصبحت تمتلك اليوم قوة ضاربة لا يتوقعها العدو.

وقال: "من الممكن اندلاع المعركة الإقليمية الشاملة بين المقاومة والاحتلال في أي وقت؛ إذ أن المقاومة تنتظر أي حماقة يرتكبها العدو الإسرائيلي"، لافتًا إلى أن المقاومة تُجري استعداداتها على قدم وساق لهذه المعركة الشاملة، خاصة وأن قدراتها وإمكانياتها باتت موجودة تُغطي كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف: "تمتلك المقاومة أسلحة مختلفة ومتنوعة وقادرة على الوصول لجميع المدن المحتلة في فلسطين"، مذكرًا بمعركة سيف القدس التي فاجأت خلالها المقاومة العدو الإسرائيلي بما تمتلكه من صواريخ وصلت لمناطق لم تستهدف من قبل.

 

سلاح استراتيجي

وتساءل د. عتريسي كيف سيصبح حال الكيان الصهيوني بعد عام على معركة "سيف القدس" وما تلاها من تطوير المقاومة لما تمتلكه من صواريخ وأسلحة استراتيجية كالطائرات المسيرة، التي باتت اليوم تعد السلاح الأساسي لأي مواجهة قادمة مع العدو.

واستذكر المفكر اللبناني تصريحات قادة الاحتلال الذين أكدوا بأن القبة الحديدية خلال معركة "سيف القدس" كانت عاجزة عن التصدي لصواريخ ومسيَّرات المقاومة، إذ أن القبة الحديدية لم توفر الحماية للمحتل سوى بنسبة 20% فقط، لافتًا إلى أن تطوير قدرات المقاومة بعد عام من "سيف القدس" جعلها في موقع أقوى؛ فهي باتت تمتلك من الأسلحة ما لا يستطيع العدو الوقوف في وجهه أو تعطيله أو ردعه؛ لذلك فإن الكيان يعيش أزمة حقيقية.

ويرى د. عتريسي أن المقاومة تطور إمكانياتها وأسلحتها؛ لأنها تدرك تمامًا بأن المعركة الشاملة الإقليمية الكبرى ضد الكيان الصهيوني ستقع؛ لكن لا أحد يعلم متى سيكون ذلك؟.

 

رسالة قوية للعدو

وعن الإشارات والدلائل التي تؤكد وجود تنسيق وتواصل بين قادة محور المقاومة للمعركة الشاملة، أشار المفكر اللبناني إلى تصريحات قادة المقاومة في فلسطين ولبنان؛ سواء كانت على لسان "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، ورئيس حركة حماس اسماعيل هنية، وغيرهم من قادة المقاومة في إيران وفلسطين واليمن ولبنان والعراق وسوريا" الذين أكدوا وجود تنسيق وتواصل ومتابعة دقيقة لما جرى في معركة سيف القدس وما يجري حاليًا بعد مرور عام على تلك المعركة.

وشدد د. عتريسي إلى أن التنسيق والتعاون المشترك المعلن بين محور المقاومة هي رسالة قوية للعدو الإسرائيلي بأن المعركة المقبلة باتت معركة إقليمية تتجهز لها المقاومة بكل تفاصيلها، قائلًا: "من إيجابيات معركة سيف القدس هو أن المقاومة باتت في مرحلة جديدة من الثقة بالنفس".

وأشار إلى أن التنسيق المشترك بين محور المقاومة سينعكس على المخاوف العميقة لدى قيادة الاحتلال السياسية والأمنية، والأهم أنه انعكس رسميًا على المستوطنين الذين باتوا يشعرون بأن هذا المكان –فلسطين المحتلة- غير آمن لهم، مؤكدًا أن استراتيجية وفلسفة تأسيس الكيان الإسرائيلي بأنه مكانٌ آمنٌ لليهود في العالم قد انتهت وسقطت، وهذه هي بداية النهاية لهذا الكيان الصهيوني.

 

أربعة متغيرات بعد "سيف القدس"

وفيما يتعلق بواقع المقاومة بعد مرور عام على معركة سيف القدس قال المفكر اللبناني د. طلال عتريسي: "إن المعادلات بين المقاومة والاحتلال باتت مختلفة، وهي تتراكم تدريجيًا لصالح المقاومة قبل معركة سيف القدس، ووصلت لمرحلة جديدة خلال المعركة وبعدها".

وذكر د. عتريسي أربعة متغيرات أساسية حققتها معركة سيف القدس تتمثل فيما يلي، "أولًا المقاومة أصبحت تحمي كل فلسطين، وليس غزة فقط، ثانيًا أن الشعب الفلسطيني في كل مناطق الاحتلال في الضفة وأراضي عام الـ 48 كان شريكًا في المقاومة للدفاع عن القدس ومواجهة الاحتلال، ثالثًا ما بعد معركة سيف القدس خاصة في الشهرين الماضيين كشف عن حجم الاندفاع لدى الشباب الفلسطيني في القيام بعمليات هجومية ضد المستوطنين؛ دفاعًا عن القدس عبر عمليات فردية، بحيث أصبحت المقاومة حالة متنوعة، وليست حالة قصف بالصواريخ أو انتفاضة شعبية واسعة، بل أضيف إليها حالات فردية لا يمكن السيطرة عليها.

وفيما يتعلق بالمتغير الرابع أكد المفكر اللبناني أن صواريخ المقاومة جعلت مدناً ومناطق كثيرة غير آمنة؛ لكن الأسود المنفردة –منفذي عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار- جعلت كل الأحياء والمقاهي والأزقة غير آمنة، قائلًا: "بعض المستوطنين كانوا يقولون كنا نخاف ركوب الباص؛ بسبب العمليات الاستشهادية، أما اليوم أصبحنا نخاف السير في الشارع، وخرجت بعض الأصوات في هذا الكيان تقول إن الكيان أصبح غير آمن، وإن التفكير بالهجرة أصبحت أمرًا واقعًا وحقيقيًا.

 

الاغتيالات تزيد من تعاظم المقاومة

وفيما يتعلق بتهديدات الاحتلال لاغتيال قادة المقاومة قال د. عتريسي: "إن التهديدات باغتيال قادة المقاومة هي تهديدات تقليدية، يلجأ إليها العدو وينفذها في حالات كثيرة؛ اعتقادًا منه أن الاغتيال سيضعف المقاومة، أو يؤثر على معنوياتها ويجعلها تتراجع أو توقف عملياتها ضد وجوده في الأراضي المحتلة.

وأكد، أن التجربة التاريخية بيَّنت أن اغتيال قادة المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين أدى لتعاظم حركة المقاومة، وزاد من اندفاع الشباب والتحاقهم بالمقاومة التي طورت أساليبها وأدواتها لمواجهة العدو.

واستذكر د. عتريسي، اغتيال قادة المقاومة في حزب الله، وفي حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، وقادة حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى، قائلًا: "ما نشهده اليوم من حضور للمقاومة في فلسطين ولبنان بعد اغتيال أبرز قادتها العسكريين والسياسيين يؤكد أن مثل هذه الاغتيالات لم تؤدِ للنتائج المتوقعة من الجانب العدو.

وأشار إلى أن "الشعب سواء في فلسطين أو لبنان لا يتراجع عند اغتيال أحد القادة؛ فهو يعتبر هذا أمراً طبيعيًا في معركة من هذا النوع، مستدلًا بذلك بانخراط أبناء القادة والشهداء بالمقاومة"، مشددًا أن "حركة المقاومة متواصلة من جيل إلى جيل، و لن تتوقف إلا بالتحرير".

 

هدفان لمناورات "عربات النار"

وفيما يتعلق بـ"مناورات عربات النار" التي بدأتها قوات الاحتلال الإسرائيلي توقع د. عتريسي أن المناورات جاءت لتحقيق أهداف عدة للعدو الإسرائيلي، الهدف الأساسي منها رفع معنويات المستوطنين في فلسطين المحتلة، إضافة إلى أنها رسالة إقليمية لإيران وحركات المقاومة بأن "إسرائيل" جاهزة للحرب.

ووفقًا للمفكر اللبناني د. عتريسي، فإن "إسرائيل" تعيش هاجسًا حقيقيًا من اندلاع معركة متعددة الجبهات داخل فلسطين -غزة والضفة والقدس وأراضي الـ48- ومع لبنان وسوريا وإيران واليمن والعراق، لذلك فهو يُجري محاكاة لسيناريو حرب من هذا النوع الخطير، لافتًا إلى أن العدو يتابع خطاب قادة محور المقاومة بعد معركة سيف القدس، الذين أكدوا أن الاقتراب من الأماكن المقدسة سيؤدي إلى معركة إقليمية.

ورغم بدء المناورات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، ووجود بعض التخوفات من إقدام العدو لعمليات اغتيال ضد قادة المقاومة؛ إلا أن المفكر اللبناني د. عتريسي يعتقد بأن إعلان المقاومة جهوزيتها، ورفع حالة الاستنفار القصوى في جميع الساحات، سيمنع العدو من ارتكاب أي حماقة خلال مناوراته العسكرية.

اخبار ذات صلة