قائمة الموقع

"أم أحمد" خرجت فجأة من تحت ركام جنين لتُبكي الملايين على "شيرين"

2022-05-11T20:05:00+03:00
ام أحمد فريحات مسنة فلسطينية تتحدث عن شيرين أبو عاقلة.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

كالصخرة الشماء تقف أمام الحواجز العسكرية لتتخطاها بإرادة الأبطال.. تنتقل وسط ضجيج الدبابات، وفوهات البنادق، وزخات الرصاص من زقاق إلى زقاق.. رائحة الموت تحيط بها من كل جانب.. مكثت أحد عشر يومًا خارج منزلها؛ لتنقل الحقيقة التي يخفيها جيش الاحتلال تحت الأنقاض، هكذا عاشت الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة أثناء تغطيتها الإعلامية لمعركة جنين البطولية التي وقعت عام 2002، وفقًا لأم أحمد فريحات.

"أم أحمد فريحات" هي سيدة فلسطينية من مخيم جنين، عاشت التفاصيل الدقيقة لمعركة جنين البطولية عام 2002؛ فكانت خير شاهدٍ على بطولات أبناء شعبنا لا سيما الصحفيين منهم، تستذكر سريعًا "أم أحمد" بطولات الزميلة شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة التي نقلت الأحداث أولًا بأول لمعركة المخيم.

تُهرول "أم أحمد" وسط الشارع والدموع تنسكب من عينيها وهي تصرخ أمام المارة الذين تجمهروا حولها وتقول: "من جنين الأبية طلعت.. شمعة مضويَّة، يا شباب لا تروحوا هي شيرين ضحت بروحها.. قولوا الله قولوا الله.. هي شيرين مش حيالله".

تتوقف "أم أحمد" أمام أحد المصورين وسط الشارع؛ لتُعيد شريط ذكرياتها إلى أيام معركة جنين البطولية، وتصرخ من قلبها المشتعل نارًا وغضبًا لاستشهاد شيرين وهي تقول: "الله يرحمها عاشت معركة جنين من أول يوم لآخر يوم، كانت تركض من زقاق إلى زقاق تساعدني للبحث عن أبنائي تحت الأنقاض".

ترتجف شفتي أم أحمد، ويرتعش جسدها وهي تصف قوة وشجاعة الزميلة أبو عاقلة أثناء البحث أسفل الركام عن أبناء أم أحمد، كانت تنتقل من زاوية إلى أخرى، تجلس على ركبتيها، وتنظر تحت الأنقاض، وتنادي بصوتها القوي: "في حدا هان" فيُجيبها صدى صوتها، تتوقف أم أحمد عن الحديث وتقول: "كانت ملابس شيرين متسخة بفعل الركام، وقد جلبنا لها ملابس جديدة في حينها".

تُعيد أم أحمد الذكريات إلى الماضي، وتقول بحزن وألم كأن المياه قد جفت من جوف شيرين: "كانت تشعر بالعطش الشديد، وجلبت لها زجاجة من الماء لتروي عطشها؛ حيث كانت الشمس حارقة يوم البحث عن أبنائي تحت الأنقاض.. الله يرحمك يا شيرين".

قطع أحد المارة شريط ذكريات أم أحمد فريحات مع شيرين أبو عاقلة خلال معركة جنين البطولية؛ لتعود إلى الواقع المؤلم وتقول: "تلقيت خبر استشهاد شيرين بحزن شديد، ونزل على قلبي كالصاعقة، وشعرت بالجنون، كانت مثل بنتي الله يرحمها".

صرخت أم أحمد صرختها القوية وسط الشارع داعية أهالي مخيم جنين للمشاركة في جنازة شيرين التي كانت واحدة من الإعلاميين الكبار الذين نقلوا جرائم الاحتلال خلال معركة جنين البطولية عام 2002.

ومن الجدير ذكره أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مدينة جنين صباح اليوم الأربعاء، وحاصرت منزلا لاعتقال عدد من الفلسطينيين؛ إلا أنها فشلت في ذلك، وأطلقت النار صوب الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة! رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحفيين التي تميزهم عن غيرهم أثناء التغطيات.

يشار إلى أن شيرين أبو عاقلة من الرعيل الأول من المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، وطيلة ربع قرن كانت أبو عاقلة في قلب الخطر؛ لتغطية حروب، وهجمات، واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

 

اخبار ذات صلة