غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تفاهة ومتاهة الفلاسفة.. خاطرة وجع

وليد حلس.jpg
بقلم/ وليد حلس

بعد هزيمة حزيران عام 1967 والتي نقترب من ذكراها الأليمة والموجعة والتي ضاع فيها ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية واحتلت اول عاصمة عربية وهي القدس ودخل الصهاينة المسجد الأقصى المبارك واحتلوا هضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية وجزء من الأردن وجنوب لبنان واحتفل اليهود بهذا النصر ورقصوا فرحا وطربا عند حائط البراق (المبكى عندهم).

أما العرب المهزومين فانشغلوا بتفسير ما حصل من هول الصدمة فذهب بعض ادعياء الفكر والسياسة بان ما حدث لا يعدو كونه نكسة عابرة مؤقته وليست هزيمة واستسلام نهائي ومنهم من أصر على أنها هزيمة ومنهم من ذهب بعيدا بأن العدو الصهيوني أراد القضاء على الأنظمة الوطنية والثورية واستبدالها بأنظمة رجعية حليفة ولم يفلح بذلك فهذا يمثل صفعة وخيبة أمل للعدو ونصر وعزة لتلك الأنظمة التي بقيت على قيد الحياة بعد الحرب وهذا حال وديدن "الخيبانين" من هذه الأمة في كل زمان ومكان بالتفنن بصناعة الوهم والعدو البديل ونشر الثقافة التبريرية ومصادرة واجب الوقت ومطلوبة والسطو على ما استقر في نفوس البشر لتشويه الحقيقة وتشكيك الرواية وأخذنا بعيدا عن اهدافنا المنشودة وقضايانا المصيرية واشغالنا في سفاسف وتفاهة الأمور الهامشية والثانوية كما كان الحال سالفا حينما سألوا الإمام مالك امام دار الهجرة أمثال هؤلاء الأدعياء عن دم البعوضة ينجس الثوب أم لا فقال لهم الامام وهو محزون من شدة ما رأى من تدني الرؤية لديهم وسطحية الفهم عندهم، قبحكم الله سفكتم دم الحسين حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجئتم تسألون عن دم البعوضة ولم يجيبهم.

نعم إن الجهل والغباء والتخلف يقتل ويدمر ويهلك فليسكت هؤلاء القوم وليصمتوا وخيرا لهم ان يقوموا بتصويب أسنان أقلامهم وأفواه بنادقهم اتجاه صدور الأعداء على جبهات القتال وليس اتجاه صدورنا للتلاعب بأوجاعنا وأحزاننا لأن هذا المستوى المتدني من التفكير الهابط مخزي وقبيح ليس من شيم الرجال يفرح أعدائنا ويحزن قلوبنا.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".