غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"كتيبة جنين" تصطاد "اليمام" كالحمام.. رعب جديد يلاحق الاحتلال

كتيبة جنين - فرقة اليمام المقاومة في جنين.jpg
شمس نيوز -مطر الزق

شكلت "كتيبة جنين وحزام النار" هاجسًا وقلقًا مستمرًا لقادة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين؛ الأمر الذي دفع العدو للاستعانة بأقوى الوحدات العسكرية في الجيش وهي "وحدة اليمام" لما يميز جنودها عن غيرها من الوحدات العسكرية من قوة، وخطورة، وذكاء؛ إلا أن جنود وضباط وحدة اليمام أصبحوا يسقطون واحدًا تلو الآخر في حضرة المقاومة التي حولت تلك الوحدة لأضعف وحدة عسكرية في جيش الاحتلال.

يوم أمس الجمعة 13 مايو، اقتحمت قوات من وحدة اليمام مخيم جنين؛ لاعتقال المقاتل البطل محمود الدبعي في عملية خاطفة؛ إلا أنها فشلت في تنفيذ مهامها بسرعة فائقة، وسقطت في كمين محكم لأبطال "كتيبة جنين وحزام النار" أسفرت عن اشتباكات استمرت لأكثر من 4 ساعات متواصلة.

كثافة النيران التي أطلقها المقاومون صوب جنود وحدة اليمام أدت لقتل مسؤول فرقة اليمام الإسرائيلية، إضافة إلى تعطيب نحو أربع آليات ومدرعات عسكرية، حيث أكد جندي إسرائيلي شارك في اقتحام جنين أن الاشتباكات التي وقعت في جنين لم يشهدها المخيم منذ 20 عامًا، وشكلت قلقًا وخطرًا بالنسبة لنا".

وتعتبر وحدة اليمام من أبرز الوحدات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ومخصصة لتنفيذ العمليات الخاصة مثل: الإنقاذ، اغتيالات دقيقة، ملاحقة وأسر المقاومين، تنفيذ عمليات خاصة، وتماثل في قدراتها وتدريباتها وحدة العمليات الخاصة التابعة لرئاسة أركان جيش الاحتلال "سييرت متكال".

وتأسست هذه الوحدة عام 1974 على يد الضابط "حاييم ليفي"، الذي كلف الضابط "رؤوبين ياعكوف" (نمرودي)، بإنشاء وحدة خاصة؛ للتصدي لعمليات خطف المستوطنين، إذ تتبع لما يسمى "بشرطة حرس الحدود" (مشمار هجفول)، التي تعمل في القدس ومناطق الضفة الغربية.

وتعتبر وحدة من أصل 4 وحدات تتبع "لقوات حرس الحدود الإسرائيلي"، وأغلب عناصرها من جنود جيش الاحتلال السابقين، الذين خدموا في وحدات القتال الخاصة؛ حيث يعد شرط الانضمام الأساسي لأي عنصر فيها، أن يكون لديه خبرة لا تقل عن 3 سنوات في الوحدات الخاصة (لواء عوز، وحدة إيغوز، سييرت متكال.. إلخ).

الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات، أكد أن المقاومة الفلسطينية في مدينة ومخيم جنين باتت تُشكل هاجسًا وقلقًا مستمرًا لقادة الاحتلال الإسرائيلية، إذ أنها تواصل تطوير قدراتها وأدائها؛ لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر المادية والبشرية ضد قوات الاحتلال، خاصة فرقة اليمام التي تقتحم المخيم بشكل مفاجئ.

وأوضح اللواء عريقات لـ "شمس نيوز" أن جيش الاحتلال وفرقه العسكرية خاصة اليمام، أصبحت تفقد في كل عملية لاقتحام مخيم جنين خسائر، سواء بالأرواح أو بعدم القدرة على تنفيذ المطلوب؛ ما يدلل على فشل العدو في تحقيق أهدافه.

وقال: "إن العدو الإسرائيلي سعى جاهدًا لتغطية فشله في مخيم جنين باستهداف الصحفيين بينهم مراسلة قناة الجزيرة الصحفية شيرين أبو عاقلة مباشرة؛ ما أسفر عن استشهادها، وبعد أيام من استشهادها اقتحم المخيم، وحاول حرف البوصلة عن جريمته للاعتداء على جنازة الإعلامية شيرين أبو عاقلة؛ لكنه فشل فشلًا ذريعًا".

وأضاف: "لقد تكبد العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة خلال اقتحام مخيم جنين بمقتل قائد في وحدة اليمام التي تعتبر من أقوى قوات النخبة الإسرائيلية، وبذلك فشل في حرف البوصلة عن جريمته ضد الاعتداء على جنازة أبو عاقلة".

وأشار إلى أن وقوع قتلى وإصابات وخسائر مادية لفرقة اليمام الإسرائيلية في مخيم جنين يدل على أن المقاومة طورت نفسها، وأدواتها، ومهاراتها الميدانية في القتال، وهذا الأمر سيشكل هاجسًا كبيرًا لدى قادة المحتل.

ولفت إلى أن اشتباكات المقاومة في مخيم جنين تمكنت من تغيير المعادلة لصالح الفلسطينيين، إذ لم يعد الفلسطينيون ضعفاء كما يعتقد العدو الذي أصبح بين أمرين، كلاهما مر.

وتوقع اللواء عريقات أنه رغم تعرض جيش الاحتلال الإسرائيلي لخسائر بشرية وفشله في تحقيق أهدافه، إلا أنه سيستمر في ارتكاب الحماقات والجرائم ضد الشعب الفلسطيني؛ لأن بقاء قادة الاحتلال في الحكم يعني مزيداً من الدماء.

ويرى أن قادة الاحتلال بين أمرين خطيرين "إما السكوت والابتعاد عن مخيم جنين، وهذا يعد خسارة فادحة لهم، وإما التصعيد، وهنا أيضًا سيخسر العدو عددًا من الجنود كما حصل بقتل قائد وحدة اليمام".

ويعتقد اللواء عريقات بأن ما يحدث في جنين شكل هاجسًا لقادة الاحتلال، وجعلها قيادة هشة وضعيفة لا يمكنها اتخاذ قرار بتصعيد موسع ضد المقاومة في جنين التي باتت تصطاد جنود الاحتلال بشكل متميز.

من جهته، أكد الكاتب في الشأن السياسي والعسكري أحمد عبد الرحمن، أن تطور المقاومة كتيبة جنين والمقاومة بشكل عام للتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي يكشف وجود إخفاقات كبيرة لدى جيش الاحتلال، سواء في استخباراته، أو مواجهته الميدانية لأبطال المقاومة؛ إذ أن جيش العدو بدأ يحسب ألف حساب عند محاولته اقتحام مخيم جنين.

ويعتقد الكاتب في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن العدو الإسرائيلي منذ انتفاضة الأقصى حتى اليوم يعتبر المقاومين في مخيم جنين خطرًا يتعاظم تدريجيًا؛ لذلك فإن محاولات القضاء على المقاومة هي رسالة لكل مدن الضفة المحتلة بأن جنين فشلت في مواجهة الجيش، ولا داعي لتكرار النموذج في أماكن أخرى؛ لكن ما حدث عكس ذلك تمامًا، فقد أصبحت جنين شوكة يصعب التخلص منها.

وقال: "العدو يخشى تعميم نموذج "كتيبة جنين" على باقي مدن الضفة المحتلة، كما كتيبة نابلس، أو كتيبة الخليل أو كتيبة طولكرم وغيرها من الكتائب"، متوقعًا تعميم حالة المقاومة لباقي المدن المحتلة في الضفة، خاصة مع استمرار صمود كتيبة جنين، ومزيد من عملياتها البطولية ضد جنود الاحتلال.

وأضاف: "في أبريل الماضي اغتالت قوات الاحتلال ثلاثة من قادة كتيبة جنين-سرايا القدس خلال اشتباك مسلح أسفر عن قتل ضابط كبير في جيش الاحتلال، ووقع عدد من الإصابات، وما جرى بالأمس من ملحمة بطولية خاضها المقاتل الأسير محمود الدبعي يدلل على أن جنين في خضم معركة مستمرة قد تتدحرج لباقي المدن".

وأشار إلى أن المقاومة باتت تقتنص الفرص لقتل المزيد من جنود الاحتلال؛ إذ أن العدو خسر الميدان بإخفاقاته العملياتية؛ فقد تمكنت المقاومة من تحديد جنوده وقناصته بشكل دقيق بفعل المعلومات الاستخباراتية التي تمتلكها المقاومة؛ لذلك أصبح العدو في مرمى المقاومة يتلقى الخسائر عند كل عملية اقتحام للمخيم.

وبين الكاتب في الشأن السياسي والعسكري أن تصريحات قادة العدو وجنودهم يدل على مدى حالة الخوف والرعب التي يعيشها الجنود عند دخول المخيم؛ لذلك أصبح يحسب ألف حساب قبل التفكير باقتحام المخيم.