قائمة الموقع

رحلت وحلمها بالعودة إلى قرية قطرة

2022-05-15T15:05:00+03:00
أمنة حسن عثمان.PNG
بقلم/ عبد الله عثمان

ولدت الحاجة أمنة حسن عثمان (ريان) في قرية قطرة قضاء الرملة عام 1917 ميلادي لعائلة محافظة على الدين الإسلامي وحبها للوطن، والدها هو الحاج حسن على ريان أحد أعلام قرية قطرة وله بيارات وأراضِ كثيرة ولها من الإخوة أخوين علي ومحمد الملقب (بيدس)، ولها من الأخوات تسعة وترتيبها من أخوتها الثانية بعد أخيها علي أبو حلمي.

درست الصف الأول في مدرسة قطرة ولم تكمل دراستها لأن والدها مزارع وله بيارات ومواشي تركت الدراسة حتى تقف بجانب والدها هي وأخواتها التسعة وكانت تحفظ من القرآن الكريم السور القصيرة التي حفظًّها إياها اخاها علي عن طريق التلقين.

تزوجت من الحاج عبد الله يوسف عثمان (أبو خميس) في قرية قطرة وانجبت منه ثلاث أطفال قبل الهجرة وسكنت في بيت زوجها بجوار مسجد البلد بالقرب من مقام (القطراوي) كان بيت العائلة كبير ووقفت بجانب زوجها أبو خميس بالعمل في بياراته وأرضيه المزروعة بالتين والعنب.

في 15مايو 1948م هاجمت عصابات الهاجانا بيوت القرية وأجبرتهم على الرحيل وبدأت رحلة الهجرة من قرية قطرة إلى قطاع غزة مشيا على الاقدام و هي تحمل ثلاثة أطفال وفوق راسها سل من عسف النخيل فيه قربة ماء وبعض القليل من الطعام لأطفالها.

امتدت الرحلة من قرية قطرة إلى قطاع غزة 15 يوما قضوها سيرا على الأقدام من قرية إلى قرية أخرى كان حلمهم كل يوم العودة إلى البلد وبعد ملاحقة قوات الهجانا المهاجرين في القرى المجاورة لقرية قطرة.

استقرت العائلة في قطاع غزة بمخيم النصيرات للاجئين وسكنت في خيم افرزتها لهم وكالة الغوث وبعدها قامت الوكالة بتنظيم مخيمات وفرز قطع صغيرة من المخيم لكل عائلة لبناء بيت صغير من الطين والسقف من القرميد.

وعاشت الحاجة أم خميس مع زوجها في المخيم وتنتظر العودة وأكرمها الله بأربعة أولاد وثلاثة من البنات.

وبعدها توفي زوجها أبو خميس وتركها تعيل أطفالها مما أجبرها للعمل لتوفير لقمة العيش لهم وتربيتهم أفضل تربية وحرصت على تعليمهم وزوجتهم وأصبحوا من الناس المميزين في البلد بأدبهم وحبهم لأهالي المخيم واحترام الناس لهم.

ولها من الأبناء والأحفاد ما يقارب 100 فرد، عاشت الحاجة أم خميس وحلمها العودة إلى بلدها الأصلية قطرة: "وكانت تقول "نفسي أرجع إلى البلد وأموت وأدفن تحت ركبة صبر في البلد".

كانت تحدث الأبناء والأحفاد عن حياتها التى عاشتها في قرية قطرة وتحبب الأطفال في بلدهم قرية قطرة وتشوقهم للبلد عن طريق القصص والحكايات.

وتروي الحاجة أم خميس للأطفال أن أول مختار للبلد من عائلة عثمان وكانت للعائلة أملاك وبيارات كثير.

توفيت الحاجة أم خميس وحلمها في العودة إلى أرض الآباء والأجداد، توفيت في قطاع غزة في مخيم النصيرات عن عمر ناهز 105 عام قضتها في طاعة الله وحب الجيران والناس جميعا لها.

شيعت جماهير المحافظة الوسطى يوم السبت 7\5\2022 م الحاجة أم خميس لمثواها الاخير في مقبرة النصيرات وشارك في جنازتها جمع غفير من أنحاء قطاع غزة.

تحدث الجيران عن سيرة حياة الحاجة أم خميس العطرة التي قضتها في طاعة الله و محافظتها على الصلاة.

رغم كبر سنها صامت شهر رمضان المبارك لعام 2022م وفي آخر يوم من شهر رمضان فجأة تعبت الحجة ونقلت إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح لتلقي العلاج كانت صحتها ممتازة لا تشكي من أي مرض معين وقدر الله لها أن تصوم شهر رمضان رغم كبرها وبعد قضاء شهر رمضان بثلاثة أيام توفيت الحاجة رحمها الله.

اخبار ذات صلة