قائمة الموقع

خبر الجهاد الإسلامي أنقذت مصر وحماس معاً وحالت دون الانفجار بغزة

2015-03-11T16:28:23+02:00

شمس نيوز/غزة

عندما تتقدم الحكومة المصرية ممثلة في هيئة قضايا الدولة بطلب طعن على حكم صادر من محكمة مصرية باعتبار “حماس″ حركة “ارهابية” فهذه خطوة مهمة تعكس مراجعة لسياسة عكرت العلاقات بين الجانبين واعطت نتائج عكسية تماما.

النظر في الطعن تقرر ان يتم امام محكمة القاهرة يوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري، وهناك مؤشرات كثيرة تفيد بأن المحكمة ستقبل به، ويتضح هذا من ما ذكره السيد اسماعيل هنية نائب المكتب السياسي لحركة “حماس″ في خطبة يوم الجمعة الماضي، “ان مسؤولين مصريين ابلغوا الحركة ان الحكم القضائي باعتبار حركته منظمة ارهابية لم يتم تبنيه سياسيا”.

هناك عدة اسباب دفعت وتدفع السلطات المصرية لتغيير سياساتها المتشددة تجاه حركة “حماس″ نوجزها في النقاط التالية:

اولا: الزيارة التي قام بها الدكتور رمضان عبد الله شلح امين عام حركة “الجهاد الاسلامي” ونائبه السيد زياد النخالة الى القاهرة والتقيا خلالها مسؤولين كبارا في الحكومة المصرية واجهزتها الامنية بهدف تلطيف العلاقات مع حركة “حماس″ واخراجها من قائمة “الارهاب” واعادة فتح معبر رفح تخفيفا لمعاناة مليوني فلسطيني محاصرين فيه، وقد حققت هذه الزيارة نجاحا كبيرا على صعيد المسألتين المذكورتين وتم فتح معبر رفح في الاتجاهين لمدة ثلاثة ايام في الاسبوع فعلا.

ثانيا: التصريحات التي ادلى بها السيد هنية، واكد فيها على حرص حركة “حماس″ على امن مصر وسيادتها واستقرارها، وادانة اعمال “الارهاب” في سيناء، وهي تصريحات جاءت بطلب مصري ونقلها وفد الجهاد الاسلامي الى السيد هنية لترطيب العلاقات وتخفيف حدة التوتر.

ثالثا: التغيير الذي حدث في قمة القيادة السعودية ومجيء الملك سلمان بن عبد العزيز خلفا لشقيقه الملك عبد الله الذي انتقل الى رحمة الله، فالعاهل السعودي الجديد اعطى اشارات من خلال وزير خارجيته الامير سعود الفيصل انه ليس معاديا لحركة الاخوان المسلمين، كما ان حركة “حماس″ قدمت له التعازي بوفاة شقيقه، مثلما استقبل العاهل الجديد الشيخ راشد الغنوشي احد ابرز قيادات الاخوان المسلمين والمقرب جدا من حركة حماس الذي ذهب الى الرياض للتعازي ايضا، وذكرت مصادر في قيادة حماس ان مصادر سعودية عليا ابلغتها “ان المملكة في عهدها الجديد لا تنظر الى حماس كحركة ارهابية وتعتبرها حركة مقاومة فلسطينية”.

رابعا: لم تعثر السلطات المصرية على اي دليل يثبت تورط حركة “حماس″ في اي اعمال العنف او الارهاب المتصاعدة حاليا في شبه جزيرة سيناء، وصدور تصريحات عن مسؤولين في “حماس″ كان آخرها للدكتور موسى ابو مرزوق ادان فيها الهجمات “الارهابية” التي جرت يوم امس في سيناء ضد جنود مصريين، وقال ان هذا الهجمات جاءت لاعادة اغلاق معبر رفح الذي فتحته السلطات المصرية في اليوم نفسه.

السلطات المصرية، وباختصار شديد، ادركت ان سياسة تشديد الخناق على حركة “حماس″ وقطاع غزة بالتالي، كانت متسرعة، لان الحركة اخذت بجريرة عداء هذه السلطات لحركة الاخوان المسلمين وليس لوجود اثباتات تدينها بالتعاون او تقديم الدعم للحركات الاسلامية المتشددة في سيناء، فالعلاقة متوترة بين “الدولة الاسلامية” التي باتت ولاية سيناء تابعة لها، وبين حركة “حماس″ بسبب الخلافات العقائدية بين الطرفين.

وربما لا نبالغ اذا قلنا ان وساطة حركة الجهاد الاسلامي بين القاهرة وحركة “حماس″ انقذت مصر وحركة “حماس″ معا من حدوث انفجار كبير في قطاع غزة قد يتطور الى عدوان اسرائيلي موسع، لان الجناح العسكري لحركة حماس (القسام) كان على وشك اللجوء الى استئناف اطلاق الصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية لكسر الحصار والتلكؤ في عملية اعادة الاعمار، ووصول اهل القطاع الى حافة الجوع، واي عدوان اسرائيلي جديد على غزة يشكل صداعا لمصر والمنطقة بأسرها، فليس هناك لدى حماس ما يمكن ان تخسره.


المصدر"راي اليوم"

اخبار ذات صلة