في اعقاب الخطاب الذي القاه قائد حركة حماس في قطاع غزة المجاهد يحيى السنوار بتاريخ 30/4 والذي هدد فيه "إسرائيل" بضريات موجعة ان تجرأت على القدس والاقصى واستمرت في ارتكاب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني, ونفذت مسيرة الاعلام, او ذبح القرابين في باحات الأقصى, او تجرأت على ممارسة طقوس تلمودية في باحاته تمهيدا لتقسيمه زمانيا ومكانيا, تعالت أصوات الإسرائيليين بالعودة لسياسة الاغتيالات, ويبدو ان هذه الدعوات المتزايدة للعودة لسياسة الاغتيالات تأتي ضمن "حالة الصراع السياسي الداخلي المحتدم بين حكومة نفتالي بينت والمعارضة الصهيونية التي يقودها بنيامين نتنياهو، فالمعارضة الصهيونية تستغل هذه الورقة في محاولة لإسقاط حكومة بينت الذي تعهد نتنياهو بإفشالها واسقاطها, وقد دعا نواب في الكنيست الصهيوني ومسؤولين صهاينة وصحفيين إسرائيليين صراحة إلى اغتيال "السنوار"، وبرروا في مقابلات وتغريدات دعواتهم هذه، بتحميله مسؤولية العملية الفدائية الذي وقعت داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 باستخدامه لغة التحريض على تلك العمليات مع تحريض مماثل من الجهاد الإسلامي, ولا تشمل التهديدات الصهيونية بالعودة الى سياسة الاغتيالات السنوار فقط انما طالت قيادات أخرى خاصة من حماس والجهاد الإسلامي, وقيادات المقاومة الفلسطينية السياسية والعسكرية, عمليات التصفية والاغتيال طالت مؤخرا قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين داود الزبيدي الذي تم تصفيته واغتياله بدم بارد على يد الاحتلال الصهيوني .
رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " القائد إسماعيل هنية حذر الاحتلال الصهيوني من استئناف سياسة الاغتيالات بحق قيادات المقاومة الفلسطينية، وما سيترتب على هذا التوجه العدواني من نتائج, ووجه هنيه رسائل واضحة إلى العديد من القادة والدول في المنطقة حذر فيها من استئناف العدو الصهيوني سياسة الاغتيالات بحق قيادات المقاومة الفلسطينية وما سيترتب على هذا التوجه العدواني من نتائج, وابرز تصريحات الاحتلال وتصعيد لهجته نحو مخططاته باغتيال قيادات في الحركة على رأسهم الأخ يحيى السنوار والشيخ صالح العاروري والقائد محمد الضيف والأخ زاهر جبارين وغيرهم, ونبه إلى "ما ينطوي على هذا النهج من ردود فعل كبيرة لا يستطيع أحد تقدير مداها وتبعاتها، وتنذر بمواجهة شاملة بين شعبنا ومقاومته، وسيدفع العدو ثمنا ليس في الحسبان", ويبدو ان المقاومة تتعامل مع تهديدات الاحتلال الصهيوني بجدية كبيرة, فحكومة نفتالي بينت الضعيفة, تبحث عما يحفظ لها ماء وجهها امام الإسرائيليين, بعد ان منيت بانتكاسات كبيرة, وفشلت في الوصول لأهدافها, ويبدو ان حالة الضعف واتلوهن التي تعيشها حكومة نفتالي بينت هي التي تدفع الحكومة نحو المجازفة والمغامرة, لكن ما يعيقها حتى الان هو انها لا تضمن النتائج, وتخشى ان تكون نهايتها بهذا الإخفاق المحتمل, بل ان المستقبل السياسي لنفتالي بينت وحكومته يصبح على المحك, ويكون مصيرهم في النهاية كمصير ايهود باراك وتسيبي ليفني وايهود والمرت وغيرهم فهؤلاء جميعا انهوا مستقبلهم السياسي بحماقات ارتكبوها ومغامرات غير محسوبة النتائج اقدموا عليها, ويبدو ان نفتالي بينت يخشى نفس المصير.
ما فشل الاحتلال في تحقيقه عبر الحرب والتصعيد، لن ينتزعه بالتهديد بالعودة لسياسة الاغتيالات، وتصريحات رئيس الحكومة الصهيونية المجرم النازي نفتالي بينت الذي أكد على أن الجيش الإسرائيلي وجميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لديها الحرية المطلقة من المستوى السياسي في أي نشاط يوفر الأمن للإسرائيليين. وتهديدات بينت بإطلاق يد الجيش والأمن الصهيوني، في مواجهة المتظاهرين الفلسطينيين الرافضين للاعتداءات والاقتحامات التي تنفذها جماعات يهودية متطرفة في المسجد الأقصى، كل ذلك يدل على المأزق الذي تعيشه حكومته النازية المجرمة، وما يخشاه بينت وما يدور من مخاوف في خالده هو الذي ستحققه المقاومة الفلسطينية، لذا فعليه ان يعيد حساباته جيدا، ويقف "على رجل ونص" قبل ان يقدم على ارتكاب أي حماقة جديدة والعودة لسياسة الاغتيالات، وقد بدأت أصوات ترفع في وجهه بان سياسة الاغتيالات التي مارستها إسرائيل على مدار سنوات طويلة, لم تؤد الى وقف المقاومة او منع تطورها, او اضعاف الحركة التي يتم استهداف قادتها, وذكروه باستهداف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي, وان الحركة بقيت وقويت, وذكروه كذلك باستهداف الشيخ احمد ياسين ولكن حماس بقيت وقويت, وكذلك امين عام الجبهة الشعبية أبو علي مصطفي, وغيرهم من القادة السياسيين والعسكريين الكبار, فتبعات أي عملية اغتيال مكلفة, ونتائجه وخيمة وقد لا تتحملها الجبهة الداخلية حسب قولهم, اذا فخيار العودة لمسلسل الاغتيالات امام "إسرائيل" ليس سهلا, ويجب قراءة انعكاساته جيدا, المقاومة للديها قدراتها القتالية التي تربك إسرائيل وتكبدها خسائر كبيرة, فهل تتحمل "إسرائيل النتائج وتتخذ قرارها بالعودة لسياسة الاغتيالات مجددا؟!, تطورات الاحداث هي التي ستحكم.