شمس نيوز - محمد أبو شريعة
على حين غرة، تفاجأ أعضاء الائتلاف الحكومي لدى الاحتلال، باستقالة النائب من حزب ميرتس غيداء زعبي من الائتلاف الحكومي، وتنازلها عن منصب القنصل الإسرائيلي في شنغهاي في الصين.
هذه المفاجأة المدوية للائتلاف الحكومي خاصة زعيمي هذا الائتلاف نفتالي بينت ويائير لابيد، اللذين علما عنها من خبر عاجل عبر القناة 12 العبرية، اعتبرها مراقبون ضربة جديدة يواجهها الائتلاف الحكومي بعد فقدانه الأغلبية؛ إثر انسحاب عيديت سليمان من حزب "يمينا" بقيادة رئيس الحكومة نفتالي بينيت.
المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، يرى أن هذه المفاجأة تحمل في طياتها ثلاثة معان، مبينًا أن المعنى الأول للاستقالة يكمن في أن الحكومة باتت هي من تمثل الأقلية داخل الكنيست، وبالتالي زاد من شللها التشريعي.
وقال لافي لـ"شمس نيوز": "الحكومة بات عليها البحث عن داعمين لتشريعاتها من خارج الائتلاف الحكومي، وهذا مرتبط بتعقيدات الابتزازات السياسية والشخصية إن حدث أصلا".
أما المعنى الثاني وفق ما يرى لافي فإن الطريق بات ممهدًا لتقديم مقترح حل الكنيست من قبل المعارضة، موضحًا أنه في حال تصويت القائمة المشتركة بالإضافة لغيداء وعيديت سليمان المستقيلات يتم حل الكنيست.
واستدرك "لكن يبقى نفتالي بينت مسيرا لرئاسة الوزراء حتى الانتخابات التي يجب إجراؤها خلال تسعين يوما من حل الكنيست، وبالتالي لن يصبح يائير لابيد رئيسا للوزراء حسب الاتفاق الائتلافي".
ووفق المختص لافي، فإن المعنى الثالث لهذه الاستقالة يكمن في أن البعض يعتقد أنَّ هذه الظروف ستجعل نفتالي بينت يصعد باتجاه غزة أو القدس؛ من أجل كسب أصوات اليمين، مشيرًا إلى أن هذا الاحتمال وارد.
وأبدى لافي اعتقاده أن العكس أكثر احتمالية، مردفًا حديثه "الآن سيعتبر الإسرائيليون الذهاب إلى أي معركة أنه يأتي في إطار المصالح الحزبية لنفتالي بينت، وبالتالي تفقد هذه المعركة شرعيتها أمام الشارع الإسرائيلي؛ الأمر الذي سيدفع بالجيش والمؤسسة العسكرية ألا توافق على معركة في مثل هذه الظروف".
وأكمل "حتى لو الجيش كان يخطط لمعركة مفاجئة، أعتقد أنه في مثل هذه الظروف والتعقيدات السياسية سيكون الانتظار سيد الموقف ما لم تفرض المعركة عليه، كما فعل نتنياهو العام الماضي على ضوء مسيرة الأعلام".
الحكومة في وضع حساس
من ناحيته المختص بالشأن الإسرائيلي جهاد ملكة، عاد إلى الوراء قليلًا، مستذكرًا الوعود التي قطعها كل من بينت ولابيد لينالا ثقة زعبي وحزب ميرتس، خاصة فيما يخص الوسط العربي في الداخل المحتل.
وقال ملكة لـ"شمس نيوز": "نكوث وتنصل هذه الحكومة، بالإضافة لاقتحامات المسجد الأقصى واغتيال شرين أبو عاقلة دفع زعبي لإعلان انسحابها من هذا الائتلاف، بالإضافة إلى أن سلوك بينيت ووزير داخليته بارليف في مسيرة الأعلام، كانت هي القشة التي أدت إلى استقالة غيداء زعبي".
وأشار إلى أن حكومة بينت أصبحت عرجاء، وبأغلبية أقل من النصف -59 مقعدًا من أصل 120-، مشيرًا إلى أن هذه الأغلبية قد تتسبب في سقوط الحكومة بأي لحظة.
ورجَّح ملكة أن تسقط حكومة بينت الأسبوع القادم، بعد أن يتم التصويت على حلها وفق المشروع الذي قدمه حزب الليكود اليوم.
وقال: "وضع الائتلاف الحكومي أصبح الآن حساساً جدا، يمكن أن يتطور لمزيد من التعقيد في المشهد؛ لنصل لانتخابات رابعة بعد شهرين"، مقدِّرًا أن يقدم بينت تنازلات جمَّة للحفاظ على حكومته كإلغاء مسيرة الأعلام، من باب الضغط على زعبي؛ لتتراجع عن قرار استقالتها.
وأكمل ملكة حديثه "أعتقد أنَّ حكومة بينت تلفظ أنفاسها، وحتى لو تم إنقاذها من القائمة المشتركة في تصويت حجب الثقة عنها، إلا أنها في نهاية المطاف لن تستطيع تمديد حكمها؛ بسبب ضعفها".