قائمة الموقع

تقرير: خالد زكارنة.. حضور لا يغيب ونهج يحمله الأوفياء

2022-05-23T09:37:00+03:00
الشهيد خالد زكارنة.jfif
شمس نيوز - إعلام الضفة

كان مصاباً عظيماً يتجاوز حالة الوصف، حين وصل الخبر إلى أخوته ورفاق دربه، باستشهاده الذي شكل خسارةً كبيرةً وفقداناً لأحد أبرز مهندسي سرايا القدس في انتفاضة الأقصى، الذين أتقنوا دورهم ببراعة مهندس، وأدوا ما عليهم بإخلاص مجاهد، إنه القائد الجهادي الكبير خالد محمود زكارنة.

يصادف اليوم الأحد الـ22 من أيار عام 2002م، الذكرى العشرون لاستشهاد القائد المجاهد خالد زكارنة "أبو أسامة"، ونستحضر ذكراه في عيون أهله وأحبابه ورفاق دربه، من أجل أن تبقى سيرته الخالدة في ذاكرة فلسطين، إلى أن تتجلى اَيات النصر في باحات المسجد الأقصى.

عائلة الشهيد زكارنة تورَّث ذكراه للأبناء

في مقابلة خاصة مع عائلة الشهيد خالد زكارنة، تحدث لنا شقيقه "أبو محمود"، واستذكر مسيرة الشهيد الطويلة من الطفولة والدراسة والجد والاجتهاد والفكر والجهاد والاشتباك والاستشهاد.

وقال أبو محمود: تميزت طفولة خالد بأنه كان يحب المغامرة والتحدي والتمرد، وكثرة التساؤل عن الاحتلال ومعاناة المهجرين والاستماع لهمومهم ومشاركتهم اَلامهم واَمالهم، واصفاً إياه بالبطل المثابر والإنسان الواضح في الرؤيا والتصور المستقبلي وعدم التردد مهما كانت التضحيات كبيرة.

وأضاف أنه في سنوات دراسته الجامعية خطَّ لنفسه مساراً خاصاً يتسم بتنمية مهاراته والتخطيط بجدية، والانتماء لحركة الجهاد الإسلامي التي وجد فيها ضالته، مشيراً إلى أنه جسد أفكاره في التخطيط للعميات العسكرية النوعية ضد الاحتلال.

وأكد موقف العائلة بالفخر والاعتزاز بابنها البار، ومسيرته الجهادية الحافلة من أجل فلسطين، لافتاً إلى أنهم ينقلون هذه المعاني لأجيال العائلة الذين لم يعيشوا خالد وبطولاته، من أجل أن تبقى سيرته حاضرة في وجدانهم. 

واستذكر أبو محمود، الابتسامة المتفائلة والحانية التي كانت ترتسم على وجه خالد، جاعلة التفاؤل يتسلل إلى قلب من يراه دون أن يصدق أن صاحبها قائد كبير، منوهاً إلى محبة إخوانه المجاهدين له، ومرافقتهم له حباً وارتياحاً للحديث معه.

وحول استشهاده، ونهاية رحلته المشرَّفة، قال: نتذكر الجائزة التي حصل عليها خالد، وهي جائزة الشهادة والمنزلة العالية بالفوز، وقد تكللت حياته بالنصر، معبراً عن فخره واعتزازه أنه من الشهداء الفرحين الذين رزقهم الله من فضله.

وفي رسالة للشعب الفلسطيني وعوائل الشهداء، ختم أن مصيرنا وقدرنا أن نكون مرابطين على هذه المباركة، وأن الموت مقدر على جميع الكائنات، مضيفاً، ما أعظم وأجمل أن ننهي حياتنا شهداء على طريق الله، وإنما النصر صبر ساعة.

الشهيد خالد زكارنة نموذج استثنائي في زمن استثنائي 

يصفه إخوانه بأنه كان رجلاً استثنائياً في زمن استثنائي، وفي هذه الذكرى يستحضر القيادي الشيخ طارق قعدان والقيادي المحرر جمعة التايه، حياة الشهيد خالد بعطائه وعقليته الفذة وعملياته النوعية واستشهاده على طريق القدس.

قال الشيخ طارق قعدان، إن الشهيد خالد زكارنة كان مميزاً بين إخوانه ورفاق دربه، وقد عمل كمهندس بارع في مسيرة سرايا القدس من خلال تصنيع المواد الجديدة، مضيفاً أن أنه أثرى تلك المسيرة بعملياته النوعية، وخاصة في عملية الاستشهادي راغب جرادات النوعية التي حطم بها عملية السور الواقي.

وأكد الشيخ قعدان، أن جهود الشهيد، ومبادرته وإقدامه وشجاعته في العمل وتبادل الخبرات، كان له الدور الأساس في العمليات الكبرى التي جاءت بعده مثل مجدود وكركور، مترحماً عليه وداعياً الله أن يرزقه الجنة في حضرة سيدنا محمد "ص"، وإخوانه الشهداء السابقين واللاحقين.

بدوره، قال الكاتب جمعه التايه، إن خالد كان ملتزماً دينياً بشكل لافت، ومن أكثر الناس التزاماً وأخلاقاً حميدة، مضيفاً أنه كان يحب العلم وينهل من الكتب، ويجالس إخوانه في السجن ويخطب فيهم الجمعة.

واعتبر الكاتب جمعة، أن الشهيد خالد بما كان يمتاز به من خصال وسمات استثنائية، وقدرة على العمل وإيلام العدو، كان يستعد لهذه المرحلة الصعبة، مشيراً إلى أن استشهاده شكّل خسارة كبيرة للمقاومة، وفقدان كبير لمثل هذه القامة العظيمة.

الجهاد: الشهيد زكارنة شكلَّ مرحلة مهمة في تاريخ مقاومتنا

أكد أ. طارق عز الدين، المتحدث الرسمي باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية، أن  الشهيد القائد خالد زكارنة قام بنقلة نوعية لأداء سرايا القدس، وتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرات التي بدت اَثارها جلية في العمليات الاستشهادية الكبرى.

وأضاف عز الدين، أن اغتيال القائد خالد زكارنة، جاء بعد سلسلة العمليات التي أصابت العدو في مقتل، مما جعله يحشد كل أجهزته للنيل من العقل المبدع لسرايا القدس، ظناً منه ووهماً أن هذا الاغتيال سينهي مقاومتنا ويوقف زحفنا المبارك نحو النصر والحرية.

وتقدَّم بالتحية والإجلال لشهدائنا الأطهار، الذين هم أمجادنا وتاريخنا ومحل فخرنا وافتخارنا، ونعاهدهم بهذه الدماء التي سالت على هذه الأرض، أن نستمر على الدرب، كما نتقدم بالتحية لأسرانا الأحرار، الذين يقبضون على جمرة الصبر حتى النصر الموعود بإذن الله.

وكان الشهيد القائد خالد زكارنة قد خاض اشتباكَهُ الأخير مع جنود الاحتلال، في 22-5- 2022م، في عمليةِ اغتيالٍ معقّدةٍ نفَّذَتْها أجهزةُ مخابراتِ العدو، وذلك حين قامَ بتجريبِ صاروخِ "لاو" للمرة الأولى ضد جنود الاحتلال، فانفجر بجسدهِ الطاهر، وارتقت روحُهُ راضياً مرضياً.

اخبار ذات صلة