تناغم خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد إسماعيل هنية, مع خطاب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة, وبات الخطاب متكاملا بشكل واضح في الرؤية والاهداف, السيد إسماعيل هنية قال خلال المؤتمر الوطني الذي حمل عنوان سيف القدس وحدة الوطن والشعب: «قرارنا واضح اننا سنواجه بكل الإمكانات ولن نسمح مطلقًا باستباحة المسجد الأقصى أو بالعربدة في شوارع القدس ضد شعبنا وأهلنا في القدس أو الضفة أو أراضي ال48»، مجددًا تأكيده أن مرحلة ما بعد سيف القدس تختلف كليًا عن ما قبل المعركة». وأضاف «أفعالنا تسبق كلماتنا على الأرض في غزة وفي جنين وفي القدس وفي كل أرجاء الضفة، وأهلنا داخل ال 48 وشعبنا في المنافي والشتات وأمتنا لن تسمح بهذه التجاوزات»، معتبرا أن الصراع مع الاحتلال دخل مرحلة جديدة بكل أبعادها ومآلاتها.
وهذا يتناغم مع ما قاله القائد زياد النخالة الذي أكد، على أن «القدس عاصمتنا الأبدية، وإن المسجد الأقصى قبلة جهادنا، وما يجري من محاولات لتهويده لن نقبل به، حتى لو ذهبنا إلى القتال كل يوم». رئيس حركة حماس السيد إسماعيل هنية قال « إن معركة سيف القدس أحدثت تحولات استراتيجية وشكّلت نقطة تحول مهم في مجرى الصراع مع المحتل وفتحت الباب واسعًا أمام مرحلة جديدة مختلفة بكل ما تحمله من أبعاد، لافتًا إلى كونها معركة شاملة ومركبة لم تقتصر بتأثيراتها على حدود الجغرافيا الفلسطينية بل تعدت إلى المنطقة والمجتمع الدولي بكامله» وهو أيضا ما عبر عنه القائد النخالة بالقول « إن معركة سيف القدس كانت وما زالت فرصة كبيرة لوحدة شعبنا ومقاومته، وأن حماية هذه الوحدة أصبحت واجبًا وليست خيارًا، وخاصة في ظل تحالفات معادية تنشأ من حولنا كل يوم، وتصب في مصلحة العدو. واعتبر أن معركة سيف القدس كانت محطة فارقة، في تاريخ نضال شعبنا ومسيرته نحو القدس ونحو فلسطين»
هذا الخطاب المتناغم توجته غرفة العمليات المشتركة بالقول « إن خيار الجهاد والمقاومة باقٍ ما بقي الاحتلال، وسيف القدس البتار لن يُغمد، ولن يسمح بالمطلق بكسر قواعد الاشتباك والعودة إلى مربع الاستفزازات الذي قلنا كلمتنا فيه بكل قوة، ولن ينجح العدو مهما فعل بفصل الجغرافيا الفلسطينية، والاستفراد بأهلنا ومقدساتنا، وعليه نؤكد على وحدة الساحات وعلى قدسية الدم الفلسطيني أينما وجد في غزة والضفة والقدس والشتات وصولا إلى انهاء النكبة الفلسطينية بعون الله.», لقد بات من الواضح ان فصائل المقاومة الفلسطينية تستعد للمعركة القادمة مع الاحتلال الصهيوني, وتحاول ان تعزز من متانة الجبهة الداخلية الفلسطينية وقدرتها على الصمود في أي عدوان جديد على شعبنا, لذلك كانت توصية الأمين العام للجهاد الإسلامي بضرورة تعزيز الجبهة الداخلية حيث اكد ان «على القوى السياسية الفلسطينية وقوى المقاومة أن تنتقل من المراوحة في المكان نفسه، إلى التقدم بتعزيز جبهتنا الداخلية، بعيدًا عن الروح الحزبية التي تبرز عند أي اختلاف في الرأي، وكأننا نهدم كل ما بنيناه في لحظة واحدة. إن التحديات التي تواجهنا لا يستطيع مواجهتها حزب بعينه، أو تنظيم ما... وإذا لم ندرك ذلك اليوم، سندركه في وقت لاحق، ونكون قد فوتنا علينا الفرصة السانحة.», وتعزيز الجبهة الداخلية يتطلب ان تقوم السلطة بواجبها تجاه دعم اسر الشهداء والأسرى، ومساندة فقراء شعبنا الذين يعيشون على مخصصات الشؤون الاجتماعية، وتحسين أوضاع الناس المعيشية، فهذا الامر منوط بالسلطة والفصائل الفلسطينية ومنوط بكل من يشعر بالمسؤولية تجاه شعبنا بمحيطه العربي والإقليمي فهل سيقومون بدورهم.
ومن أبرز ما جاء في كلمة القائد زياد النخالة قوله « «إن بإمكاننا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، فتح مزيد من الثغرات في جبهة العدو، لينزف حتى يرحل عن بلادنا. فها هي جنين بكتيبتها المظفرة تتقدم، وتتقدم طولكرم بكتيبتها، وتتقدم نابلس وكل المدن، وتشتعل القدس، ويتوحد فيها شعبنا المقاوم والعنيد. وتشهد على ذلك أيام شهر رمضان المبارك، ومواجهات العدو اليومية في رحاب المسجد الأقصى، ووحدة شعبنا ومقاومته الممتدة من جنين إلى غزة، والشهداء الذين يرتقون يوميًّا في الضفة الباسلة، ووحدة شعبنا في جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة؛ لقد كان يومًا مشهودًا أن يقف مسلمو المدينة المقدسة ومسيحيوها جنبًا إلى جنب، في مواجهة الوحشية الصهيونية.» هذه الحالة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني يجب استثمارها, ومنوط بفصائل المقاومة الفلسطينية استغلالها جيدا ويمكن تحقيق المزيد من الإنجازات لصالح شعبنا الفلسطيني ان استطعنا استغلال هذه المرحلة جيدا, لان العدو الصهيوني يتخبط, وهناك تباين وانقسام واضح في المواقف, كما ان هناك حكومة ضعيفة وهشة ليس عليها اجماع من الإسرائيليين, وتسعى المعارضة الصهيونية بكل قوة الى افشالها, كما ان شعبنا الفلسطيني يعيش حالة المقاومة بكل تفاصيلها, وقد أصبحت ثقافة المقاومة حاضرة بقوة في مسلكيات الحياة اليومية لشعبنا, لذلك نجد الطفل والشيخ والمرأة والرجل الكل يخرج ليتصدى للاحتلال, وقد أصبحت جنين علامة فارقة في تاريخ شعبنا ومقاومته, بعد ان اخذت على عاتقها مسؤولية انبعاث الفعل المقاوم في الضفة المحتلة من جديد, وباتت تمثل نموذجا للجميع, ودور المقاومة ان تجعل نموذج جنين حاضرا في كل مدن الضفة المحتلة.