غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مسيرة الأعلام.. رد اعتبار وفتيل حرب قابل للاشتعال 

مسيرة الأعلام.jpg
شمس نيوز - محمد الخطيب

تصرّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي على السماح لمسيرة الأعلام التي ينظمها المستوطنون في القدس المحتلة، بالتزامن مع قرار "محكمة الصلح" القاضي بالسماح للمستوطنين بتلاوة نصوص تلمودية والاستلقاء أرضًا "ضمن الطقوس" خلال اقتحام الأقصى.

وقال مدير عام وزارة الأمن الداخلي في "إسرائيل"، تومر لوطان، إن الوزارة أكملت الاستعدادات لتأمين مسيرة الأعلام، مشيرًا إلى، أن قرار المرور عبر باب العمود هو قرار "احترافي تماما".

وأضاف " مهمتنا هي الحفاظ على حرية التعبير وتأمين المشاركين، هذا هو القرار النهائي، وفي حال وردت معلومات استثنائية جدا جدا، سنقوم بإعادة تقييم الوضع، ولكن هذا احتمال ضعيف".

وتأتي الاستعدادات الإسرائيلية وسط تحذيرات من الفصائل الفلسطينية والتي خاضت معركة "سيف القدس" في مايو من العام الماضي، في أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات وسماح لمسيرة الأعلام حينها.

استمرار العدوان

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أكد أن ما شهدناه بعد معركة سيف القدس وخلال العام الجاري من اعتداءات للمستوطنين، يدل على استمرار حكومة بينت في سياستها العدوانية، والتي لا تستطيع التخلي عنها، إلا تحت الضغط.

وقال إبراهيم لـ"شمس نيوز" إن رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، كان سيذهب باتجاه التصعيد، وأن اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، وتهديدات المقاومة لتراجع الاحتلال.()

وأضاف "الاحتلال يحاول فرض تقسيم زماني ومكاني في الأقصى؛ إذ يقوم باقتحام الأقصى، وسط مقاومة من المرابطين المقدسيين".

ورجح أن ما تقوم به دولة الاحتلال لرد الفشل الذي منيت به منذ شهرين، وهي تمارس سياسة القمع والاعتقال، ولكنها لم تكسر عزيمة المقدسيين للتصدي للإجراءات العدوانية التي تقوم بها.

وأكد إبراهيم، أن سياسة الاحتلال العدوانية تعبر عن الأزمة التي يعيشها وعدم التناسق والانسجام من هذه الحكومة المتخبطة والمرتبكة، لافتاً إلى أن إنكار الاحتلال في ملف شيرين أبو عاقلة، والإنكار التام لاغتيالها، يعبر عن الأزمة الحقيقية التي يعشيها.

وحول دعوات المستوطنين لهدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، بيّن أن هذه الدعوات قديمة جديدة، ومنذ زمن وهم يطالبون بهدم القدس وبناء الهيكل المزعوم.

وأشار إلى أنه نسج من خيالهم تجسيد لفكرة الصهيونية والتوراتية اليهودية، بأن فلسطين لهم، وأنهم انطلقوا من منطلق أرض بلا شعب، وهم يحاولون ترسيخ هذه القاعدة حتى من ناحية دينية.

وأوضح أن هذه المخططات لن تنجح أمام الفلسطينيين، الذين ما زالوا يقاومون، مستذكراً محاولة إحراق الأقصى عام 1969، وغيرها من الأحداث، وما يجري في الحرم الإبراهيمي من تقسيم زماني ومكاني.

وأضاف الكاتب والمحلل السياسي، أن كل المحاولات الفاشلة لتشتيت فكرة أن الأرض لليهود، تجددت بقوة في عهد الحكومة الضعيفة التي يترأسها اليمين الاستيطاني؛ إذ لن يتخلوا عن فكرة أن المسجد الأقصى ملك لليهود، ولكن الفلسطينيين يقفون في وجههم.

 

فتيل انفجار

وعن موقف المقاومة من مسيرة الأعلام، أوضح أن المقاومة أرسلت للوسطاء أنها لن تسكت عما يقوم به المتطرفون والاعتداءات في القدس والضفة، وأن كل هذه التهديدات التي أرسلتها المقاومة رأيناها في معركة سيف القدس فعلاً.

ولفت إبراهيم إلى أن الوسطاء لم يستطيعوا لجم "إسرائيل" في كثير من القضايا، إذ يبقى الرهان على الشعب الفلسطيني والرهان عليه؛ فالمعركة لا زالت طويلة ومستمرة، ضد الاحتلال الغاصب، مؤكداً أن المقاوم لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تغول الاحتلال في المقدسات.

وتابع: "رأينا في جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة ما يمتلكه الشعب الفلسطيني من طاقة كامنة في قلب القدس، التي يدعي الاحتلال أنها عاصمة، مبيناً أن الفلسطيني يفشل مخططات الاحتلال دائما، وسيبقى مستمرا في مقاومته بكل ما يمتلكه من أدوات ووسائل.

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن دعوات المستوطنين لمسيرة الأعلام في القدس، وموافقة حكومة بينت وقرار المحكمة، كلها عوامل إشعال فتيل الانفجار، وتجاوز للخطوط الحمراء، التي أكدت قوى المقاومة بأنها بداية لمعركة مع الاحتلال.

وقال الصواف لـ"شمس نيوز": إن "دعوات المستوطنين اليهود بهدم المسجد الأقصى ليست جديدة، ولكنها في ظل حكومة بينت وضعفها، وصمت العالم العربي والإسلامي والتطبيع مع الدول العربية، وخنوع كثير من الأنظمة الإسلامية، ظن الاحتلال أن البيئة الدولية والعربية مهيأة للقيام بمثل هذا العمل التوراتي، حسب معتقدات اليهود".

وأضاف "تحويل الصراع بشكل علني إلى صراع ديني، وهذا ما حذرت منه المقاومة، وهو يعني أن الحرب ستندلع ليس في القدس وفلسطين، بل في الإقليم، وستكون اشتعالا لكل الجبهات وخاصة الفلسطينية، وهي دعوة لحرب شاملة لن تسمح فيها المقاومة التي ستبذل كل جهدها وقوتها للتصدي لها مهما كلف الأم

وأوضح أن المقاومة قالت كلمتها بأن ما يخطط له الاحتلال في مسيرة الأعلام هو تجاوز للخطوط الحمر؛ ما يعني تفجير الأوضاع في المنطقة، وهناك دعوات للنفير على المستوى الشعبي؛ للتصدي للصهاينة ومنع مسيرة الأعلام.

وأشار إلى أن المقاومة ستكون بالمرصاد، وربما نشهد معركة سيف القدس ٢، والتي ستكون أقوى من سيف القدس الأولى.

وتابع: "كل المؤشرات تدلل على عناد وغباء الاحتلال بتنفيذ خطته؛ إذ نعيش اليوم الأجواء التي عشناها قبل معركة سيف القدس، وهذا يعني أننا مقبلون على مواجهة واسعة".