أثار قرار بنك "إسرائيل" رفع قيمة الفائدة لعملة الشيكل مخاوف كبيرة لدى المستثمرين في عملية الدولار الأمريكي؛ إذ أن رفع الفائدة للشيكل سيؤثر سلبًا على قيمة الدولار؛ ما يعرض المستثمر للخسارة.
وكان محافظ بنك "إسرائيل" أمير يارون أعلن اليوم الإثنين، رفع سعر الفائدة في الاقتصاد بنسبة 0.4٪ بعد ارتفاعه بنسبة 0.25٪ الشهر الماضي، وسيكون سعر الفائدة الآن 0.75٪ ، وهو أعلى سعر منذ 2014.
وقد تسبب رفع سعر الفائدة للشيكل إلى خفض سعر الدولار الأمريكي مقابل الشيكل، إذ أن سعر صرف الدولار مقابل الشيكل بلغ نحو (3.33 شيكل) حتى الساعة 6:30 من مساء يوم الاثنين الموافق 23-5-2022، ومن المتوقع أن يستمر انخفاض الدولار أمام الشيكل؛ ليصل إلى نهاية العشرينيات.
المختص في الشأن الاقتصادي أحمد أبو قمر قال: "ارتفاع مؤشر الشيكل مقابل انخفاض مؤشر الدولار يعود لأسباب متعددة؛ منها، لم يتوقع "بنك إسرائيل" ارتفاع معدلات التضخم بالشكل الحالي في دولة الاحتلال، حيث ظهرت معدلات التضخم مرتفعة جدًا الأمر الذي اضطر "البنك" لاتخاذ خطوات لكبح جماح التضخم.
وأضاف أبو قمر لـ "شمس نيوز": "أول قرار اتخذه "بنك إسرائيل" رفع الفائدة للشيكل أكثر مما كان متوقعًا حيث بلغ ارتفاع الفائدة نحو (40 نقطة - 0.4%) في حين كان من المتوقع رفع الفائدة إلى (25 نقطة - 0.25%)".
وأوضح أن رفع الفائدة للشيكل الإسرائيلي دفع المستثمرين لسحب أموالهم من الأسواق وضعها في البنوك؛ ليستفيدوا من المعدل الأعلى الذي وضعه "بنك إسرائيل"، لافتًا إلى أن سحب الشيكل من الأسواق أدى إلى ارتفاع قوته أمام العملات الأخرى، وخاصة الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي".
وأشار إلى أن رفع الفائدة لصالح الشيكل منح الشيكل قوة أمام العملات الأخرى، كـ "الدولار واليورو" ما تسبب بانخفاض مؤشر الدولار في الأراضي الفلسطينية، قائلًا: "لا نستغرب إن شاهدنا مستويات نهاية العشرينيات للدولار مقابل الشيكل".
وتوقع أبو قمر أن يصل سعر الدولار مقابل الشيكل مستوى نهاية العشرينيات (3.29 – 3.28 – 3.27) خلال الفترة القادمة، لكنه استدرك قوله: "بأن ارتفاع الشيكل أمام الدولار سيكون على المدى القصير وليس على المستوى البعيد".
ويعتقد أبو قمر المختص في الشأن الاقتصادي، أن يرتفع الدولار الأمريكي مجددًا أمام الشيكل في منتصف شهر يونيو المقبل؛ ليصل لمستوى نهاية الثلاثينيات وبداية الأربعينيات.
ويرجح أبو قمر إقدام البنك الفيدرالي الأمريكي برفع فائدة الدولار في منتصف شهر يونيو لكبح جماح التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية، قائلًا: "الولايات المتحدة تعيش نسبة تضخم هي الأعلى منذ 40 عامًا".
ولفت إلى وجود بعض الأحاديث داخل الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانية رفع فائدة الدولار إلى (50 نقطة – 0.5%) وهي نسبة أعلى من التي رفعها "بنك إسرائيل" ما يؤشر إلى ارتفاع الدولار أمام الشيكل في حينه، مؤكدًا أن أسعار ارتفاع أو انخفاض الدولار الأمريكي والشيكل تبقى مرتبطة بتطورات الحرب الروسية الأوكرانية التي تؤثر بشكل كبير جدًا على مؤشرات العملات العالمية.