جدري القرود هو الشغل الشاغل للسلطات الصحية العالمية والمحلية، بعد أن تمَّ رصد بعض الحالات في أوروبا ودول أخرى خارج أفريقيا، لمنع انتشار هذا المرض الذي يسببه فيروس.
جدري القرود (فيروس جدري القرود)، هو مرض معدٍ يسببه فيروس Orthopoxvirus. ينتقل هذا المرض الحيواني عادةً إلى البشر في مناطق الغابات في وسط وغرب أفريقيا عن طريق القوارض البرية أو الرئيسيات، ولكن يمكن أيضاً الانتقال من إنسان إلى إنسان، لا سيما داخل منزل الأسرة أو في مكان الرعاية.
متى تمَّ اكتشاف جدري القرود؟
تمَّ اكتشاف جدري القرود في السبعينيات، بعد أن تمَّ القضاء على الجدري البشري عن طريق اللقاح. خلال هذه الفترة، عادت الحالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما يتذكر معهد باستور الفرنسي. وهكذا "وجد الباحثون أن الحالات الجديدة كانت حالات إصابة بجدري القرود، نتجت عن انتشار طفيف لانتقال العدوى محلياً لم يصل إلى جميع السكان".
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن الفيروس خارج وسط وغرب أفريقيا. في عام 2003، تمَّ اكتشاف حالات في الولايات المتحدة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن "معظم المرضى كانوا على اتصال بكلاب البراري المحلية المصابة بقوارض أفريقية مستوردة".
أعراض جدري القرود
يبدأ جدري القرود من 5 إلى 21 يوماً بعد الإصابة. لذلك، فإن فترة حضانة المرض متغيرة للغاية. والأعراض هي كالآتي:
- تبدأ العدوى بحمى، غالباً ما تكون مرتفعة مصحوبة بصداع وآلام في الجسم ووهن (تعب شديد).
- بعد حوالي يومين، يظهر طفح جلدي بضربة واحدة، تتكوّن من بثور مملوءة بالسوائل تتطور إلى الجفاف، والقشور ثم التندب.
- الحكة شائعة.
- تتركز الفقاعات بشكل أكبر على الوجه وراحة اليدين وباطن القدمين. تتأثر أيضاً الأغشية المخاطية في الفم والمنطقة التناسلية.
- تنتفخ الغدد الليمفاوية، وتصبح مؤلمة تحت الفك والرقبة.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يتراوح عدد الآفات من بضعة آلاف إلى عدة آلاف، مما يؤثر على:
- الأغشية المخاطية للفم (في 70%من الحالات)؛
- الأعضاء التناسلية (30% من الحالات)؛
- الملتحمة – الجفن (20% من الحالات)؛
- وكذلك القرنية (مقلة العين).
تلاحظ منظمة الصحة العالمية من جانبها أن: "العارض السريري مشابه لما يظهر في مرضى الجدري سابقاً، ولكنه أقل حدة". هناك فترتان بشكل عام: الأولى تسمى "الغازية" تتميز بالحمى، والصداع الشديد، وتضخم الغدد، وآلام الظهر والعضلات، ونقص الطاقة. ثم يحدث طفح جلدي (عادة ما يبدأ بالوجه ثم يتأثر باقي الجسم). تقول منظمة الصحة العالمية: "يتطور الطفح الجلدي في حوالي عشرة أيام من الحطاطات البقعية (آفات قاعدية مسطحة) إلى حويصلات (بثور صغيرة مملوءة بسائل)، ثم بثور وأخيراً قشور. ويمكن أن يستغرق الاختفاء الكامل لهذا الأخير مدة تصل إلى ثلاثة أسابيع".
وعندما تسقط القشرة، فإن الشخص لم يعد معدياً.
يضيف المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC): إن "الطفح الجلدي قد يشبه جدري الماء أو الزهري، قبل أن يتشكل في النهاية قشرة، تسقط لاحقاً. والاختلاف في المظهر مع جدري الماء، أو مرض الزهري هو التطور المنتظم للآفات".
ما العمل في حال ظهور الأعراض؟
إذا ظهرت الأعراض (حمى وطفح جلدي مع ظهور بثور)، توصي مؤسسة Santé Publique France بالاتصال بمركز طبي، والذي يمكنه إحالتك إلى استشارة طبية. يُوصَى بالعزل أثناء انتظار المشورة الطبية، وتجنّب الاتصال بأشخاص آخرين.
كيف يتم التقاط جدري القرود؟
يمكن أن يحدث الانتقال إلى الإنسان من خلال ملامسة حيوان أو إنسان مصاب، أو مع مادة في جسم الإنسان تحتوي على الفيروس.
يمكن أن ينتقل فيروس جدري القرود:
عن طريق الاتصال المباشر بالجلد المكسور أو الأغشية المخاطية لشخص مريض، بما في ذلك أثناء ممارسة العلاقة الزوجية.
وكذلك عن طريق الرذاذ (اللعاب، العطس، الرذاذ، إلخ).
يمكن أيضاً أن يتلوث الشخص من خلال ملامسة بيئة المريض (الفراش، الملابس، الأطباق، بياضات الحمام، إلخ).
لذلك من المهم أن يحترم المرضى العزلة طوال فترة المرض (حتى اختفاء آخر القشور، غالباً 3 أسابيع).
فعالية اللقاحات
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن لقاح جدري القرود فعّال بنسبة 85%. لكن تذكر، مع ذلك، أن الجيل الأول من اللقاحات ضد الجدري "لم يعد متاحاً لعامة الناس" اليوم. ولسبب وجيه: تم القضاء على الجدري في جميع أنحاء العالم في عام 1980، بعد إطلاق "البرنامج المكثف لاستئصال الجدري" في عام 1967.
بشرى قد تكون سارّة
يؤكد معهد باستور أن خطر الانتشار الدولي لجدري القرود محدود. أظهرت الدراسات أن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر كان منخفضاً، ومتوسط عدد الحالات التي تسبب فيها شخص مصاب بجدري القرود سيكون أقل من 1.