الاحتلال منذ عدوانه على فلسطين سنة ١٩٤٨ وهو يتحرك ضمن خطة مدروسة ومتفق عليها بحضور المجحوم هرتزل في مؤتمر بازل عام ١٨٩٧ والتي من أهم حلقاتها اقامة وطن قومي للصهاينة في فلسطين.
وعليه قد يعتبر الاحتلال أي محاولة له في دخول المسجد الاقصى الشريف هي نجاح،،، حتى لو جوبهت بالرفض الشعبي من المجتمع الفلسطيني بكامله، أو بمقاومة مسلحة من مجموع فصائل العمل الوطني والاسلامي، لأنه يعتبر ذلك خرق للجدار والحصن الحصين للأمة العربية والاسلامية ولو بمسمار،،، على الرغم أنه خرق هذا الجدار بقوة السلاح والتطرف والارهاب والعنصرية بمسامير وليس مسمار للأسف على مرأى ومسمع العالم العربي والاسلامي دون أن يحرك ذلك للأنظمة صاحبة القرار ساكن، بل قد يتم ذلك بمباركة بعض الانظمة.
من جانب آخر حتى تصبح هذه الاقتحامات أمر طبيعي لدى المشاهد العربي والاسلامي والفلسطيني والدولي بعد مرور الزمن، ويومًا بعد يوم تتسع دائرة هذه الاقتحامات الى وضع اليد ولو بشكلٍ محدود على اجزاء ولو صغيرة من المسجد الاقصى، الى أن يصل الأمر شيئاً فشيئاً الى التقسيم المكاني والزماني بالكامل كما حصل في الحرم الابراهيمي، لكن هذا كما حلم ابليس في الجنة، بإذن الله لن يتم ذلك بجهد المخلصين من ابناء شعبنا وأمتنا بمعية الله سبحانه، لأن فلسطين والقدس الأقصى آية من القرآن الكريم وجزء اصيل من عقيدة الأمة.
نحن بدورنا كمجتمع فلسطيني تصدينا لجميع محاولات الاحتلال الغادرة بالمساس بقدسية ورمزية القدس والمسجد الاقصى بكل ما اوتينا من قوة ووسائل تحول دون تهويد القدس ودخول قطعان المستوطنين الى المسجد الاقصى،،، ودفعنا في سبيل ذلك الغالي والنفيث وعن رضا وطيب خاطر رغم الألم والجراح الذي تهون في سبيل الله والأقصى،،، وبحمد الله وتوفيقه نجحنا في محاولات عدة لصد هذه الاقتحامات الممنهجة وافشلنا مخططات حكومة العدو التي تسعى لتهويد القدس والاقصى،،، ورغم ذلك نعتبر انفسنا مقصرين وندين انفسنا على الدوام ونطمع بتقديم المزيد فداًء للأقصى وفلسطين كاملة.
يبقى علينا أن نشير الى الحلقة المتفرجة من الأمة التي بيدها القرار والمال السلاح والقوة والامكانات (النظام العربي الرسمي،) الذي للأسف يقف متفرج ومكتوف الأيدي لا يحرك ساكن وكأن القرآن الكريم لم ينزل عليهم،،، وكأن سورة الاسراء نزلت بالفلسطينيين خاصة دون غيرهم من المسلمين،،، وكأن الأنظمة اصبحوا أقرب لليهود في الدم والعرق والدين (واذا تحرك أحد الانظمة يتحرك كوسيط، أو للضغط على الطرف الفلسطيني بعدم التصعيد.)
ولا يفوتنا القول أن بعض هذه الانظمة تبارك للاحتلال ارهابه وتطرفه وعدوانه ضد شعبنا ومقدساتنا، وتقدم له الهدايا والقرابين طوعًا لا جبرا بالتطبيع والاعتراف والتنسيق والتعاون الأمني والاقتصادي بل والاجتماعي والسياحي.
لكن نطمئن شعبنا والشعوب العربية والاسلامية والأحرار من امتنا أن هذا العلو والإفساد الاسرائيلي منصوص عليه في القرآن الكريم، وهو أنشاء الله يكون إشارة لإقتراب موعد المفسدة الثانية التي سيسوء فيه المؤمنون وجوه بني اسرائيل كما ورد في بداية سورة الاسراء،،، وأيضا هذا الخذلان العربي والاسلامي للطبقة الحاكمة يخضع لميزان وقانون الله القائل {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}، فلسطين كبيرة ومباركة من الله سبحانه وتعالى والمسجد الاقصى آية من القرآن الكريم وجزء من عقيدة الأمة، فيستحيل على هذه الانظمة التي ارتمت في احضان الشيطان الأكبر امريكا، وهؤلاء الحكام الصغار أن ينالوا شرف الدفاع عن القدس والمسجد الاقصى وشرف تحرير فلسطين،،، رب العزة بالتأكيد بعد فرز الكاذب من الصادق وتنقية الصف من الخبث والشوائب، وبعد أن يأتي ببني اسرائيل لفيفا في صعيد واحد، سيكون النصر المحتوم حليفنا ،،، والخيبة والخذلان ستحل حتماً على الاحتلال والانظمة معًا وفي آن واحد.
رب العزة أخر النصر بسبب نسيان سنة السواك،،، وقلب النصر الى هزيمة في معركة أحد بسبب عصيان الرماة لأمر النبي عليه الصلاة والسلام،،، وانهزم جيش المسلمين يوم حنين بسبب آفة العجب والكبر،،، فكيف بهؤلاء الحكام التي جرائمهم فاقت كل وصف،،، من ينتظر النصر من هؤلاء فهو واهم، هؤلاء كما السراب يحسبه الظمآن ماءً.
على الاحتلال أن لا يطمئن كثيرًا بتطبيع واعتراف وتنسيق بعض الانظمة معه حرصًا على عروشهم وكروشهم ومصالحهم وامتيازاتهم الشخصية، السواد الاعظم من المسلمين رافضين لسلوك هذه الانظمة والحكام، ورافضين كل الرفض للاحتلال، ونذكر الاحتلال أنه كان قبله المغول والتتار والصليبين الأكثر منه قوة وفتك واجرام، اجتاحوا البلاد وقتلوا العباد وبمساعدة بعض المهزومين، ولكن ما عمروا فيها، وسرعان ما كانت النهاية أن خرجوا منها اذلاء، لكن بعد ان خضعوا للقصاص العادل ودفعوا فاتورة الحساب باهظة.
سنبقى ومعنا الشعوب العربية والاسلامية وكل أحرار هذه الأمة بمعية الله نقاتل ونطالب في حقنا بكامل تراب فلسطين لا يضرنا من خذلنا أو تآمر علينا، وسنحرر كامل فلسطين كما حررها اسلافنا آجلاً أم آعاجلاً.
الف تحية وتحية لجميع قوى المقاومة الفلسطينية وللشعوب العربية والاسلامية ولكل صوت حر في هذه الأمة والعالم يقف مع قضيتنا ويساند شعبنا.
اللهم وحد صفنا والهمنا التوفيق والسداد في القول والعمل