كتب: ياسرعرفات الخواجا
ربما يوحي هذان المصطلحان بشئ من الغرابة لدى القارئ وما هية العلاقة الرابطة بينهما. وهنا اؤكد بان الرابط بينهما هو الاستثمار السياسي .
الجيو سياسى: هو مصطلح تقليدي ينطبق فى المقام الأول على تأثير الجغرافيا على السياسة.
والتطبيع: هو باختصار تحويل العلاقات غير الطبيعيه إلى علاقات طبيعية وتشمل كل جوانب الحياة.
عاد إلينا مشهد الجزر السعودية(تيران وصنافير)الى الواجهة من جديد. والجديد فى هذا هو أن السعودية تجرى ومنذ فترة مفاوضات سرية بينها وبين مصر وإسرائيل وبرعاية أمريكية حول هذه الجزر..فمنذ عام ١٩٥٠م طلبت السعودية من مصر تولى حماية هذه الجزر فى إطار حربها مع الكيان الصهيونى وذلك بعد عام النكبة ١٩٤٨.ثم تطورت الأحداث واحتلت إسرائيل الجزر مرتين المرة الأولى أثناء العدوان الثلاثى على مصر.
والمرة الثانية فى عام النكسة ١٩٦٧م وبقيت تحت السيطرة الاسرائيلية الى ان تم توقيع اتفاقية (كامب ديفيد) بين مصر وإسرائيل حيث تم استرجاع أراضى سينا و الجزر أواخر ١٩٨١م وبقيت الجزر تحت الإشراف الدولى لأهميتها الاستراتيجية فهي تقع فى البحر الأحمر عند مدخل خليج العقبة .ومنذ ذلك الوقت والسعودية تسعى لاعادة سيادتها علي الجزر حيث كانت إسرائيل ترفض ذلك إلا أن تطور المشهد السياسى أدى انكشاف المفاوضات السرية التى تدور حول موضوع الجزر .فإسرائيل توافق جيوسياسيا بسيادة السعودية على الجزر وفى المقابل تريد توافق تطبيع العلاقات بين البلدين علي كل المستويات.وربما تقوم إسرائيل بفتح قناة تجارية تبدأ من ممر الجزر وتمتد إلى إيلات الى البحر الأبيض المتوسط مستقبلا. الأمر الذى لم ترفضه السعودية اصلا من حيث المبدأ.ونفس الامر تكرر مع المغرب حينما ضغطت إسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
فبعد ٢٦ عام من اتفاقية الأردنتم توقيع اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات. والسعودية حينها التزمت الصمت. لكن اللقاءات السرية بين السعودية وإسرائيل بقيت مستمرة. وهى تثبت بأن التطبيع بين البلدين هو مسألة وقت لا أكثرK هذا ما أكده ترامب حينما قال تحدتث مع الملك السعودي ليلحق بنا بركب التطبيع فرد عليه انه سيفعل ذلك بالوقت المناسب.
ويقول نتنياهو فى هذا الصدد بأن الاتفاقية مع الإمارات ستفتح الباب واسعا لدى السعودية للحوق بركب التطبيع.
وفي ٢٠٢٠م اعلنت إسرائيل أنها ستسير رحلات طيران مباشرة للامارات عبر الأجواء السعودية.امام كل هذه الإشارات و هذا الاندفاع المخزى تجاه هذا الكيان والتطبيع معه. وبدل ان تسعى هذه الدول للدعم والوقوف إلى جانب القضية الفلسطنية.بدلا من ذلك تفتح عواصمها لهذا الكيان وتطبع معه
دون أن تراعى مواقف شعوبها الرافضة لهذه الهرولة المجانية والمستفيد الأكبر من تلك الهرولة هو الكيان الصهيونى.فالتطبيع من قبل العدو هو استراتيجية احتلالية تعطيه المزيد من الشرعية للسيطرة والهيمنة ليس فقط على فلسطين بل وعلى كل المنطقة العربية برمتها . ليس غريبا على هذه الأنظمة المطبعة القضاء على ما تبقى من القضية الفلسطينية وانهائها من مشهد الصراع. من خلال تكوين علاقات طبيعية مع هذا الجسم الغريب ليتحول إلى كيان طبيعى فى المنطقة.
وبالتالى يستفيد هذا الكيان من مشروع التطبيع مستخدما تلك الدول كساحات وادوات لتمرير كل مخططاته السياسية والأمنية والعسكريةوالاقتصادية .
- الخلاصة
صحيح أن التطبيع يضر بالقضية الفلسطينية ويعطى عدونا شرعية لارتكاب افظع الجرائم بحق شعبنا ويعطيه الفرصة للاهانة والاستهتار بمقدساتنا والتجرؤ على فعل امور لم يكن يتجرأ عليها سابقا.
لكننا نقول أمام ذلك بأن أى اتفاقية تطبيع مع هذا الكيان الغريب دون إرادة ورغبت الشعوب فإنه لا يعدو أكثر من حبر عل على ورق .
ولابد أن يتأتى يوما يلفظ التاريخ كل المهزومين والمطبعين والمهرولين نحو السراب.