أثارت عودة العلاقات التطبيعية بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي غضبًا فلسطينيًا واسعًا؛ وخاصة بعد زيارة وزير خارجية أنقرة للمسجد الأقصى، في مخالفة لموقف الشعوب العربية والإسلامية، وبالتزامن مع اقتراب موعد "مسيرة الأعلام " في القدس المحتلة.
وأدانت حركة الجهاد الإسلامي بشدة، الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي لكيان الاحتلال الصهيوني ولقاءه بقادة العدو، وبرنامج زيارته الذي مثل تناقضاً كبيراً مع مواقف الشعب التركي والشعوب العربية والإسلامية.
وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي أ. طارق سلمي "إن هذه الزيارة التطبيعية جاءت قبل أيام قليلة من مسيرة الأعلام الفاشية ودعوات اقتحام المسجد الأقصى؛ ما يعني ضمناً عدم معارضة تركيا لهذه المسيرة والاقتحامات العدوانية للمسجد الأقصى، وخذلانها للشعب الفلسطيني الذي يستعد لمواجهة هذه المسيرة".
وأكد سلمي أن كل أشكال التطبيع مرفوضة ومدانة بشدة، من أي جهة كانت، مشددا على أنه لا مبرر ولا عذر لمن يطبعون مع العدو، أو يقيمون أي شكل من أشكال العلاقة معه.
من جهته يرى الكاتب السياسي مصطفى إبراهيم، أن عودة العلاقات بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي سيؤثر سلبًا على القضية الفلسطينية، سواء من حيث الدعم المادي أو المعنوي.
وقال الكاتب إبراهيم لـ"شمس نيوز": "إن عودة العلاقات "التركية الإسرائيلية" أثرت مباشرة على العديد من الفلسطينيين بتحديد إقاماتهم، ووضع شروط جديدة عليهم؛ لذلك فإن عودة التطبيع سيضر بشكل مباشر بالفلسطينيين وحقوقهم وقضيتهم.
وأشار إلى، أن الفصائل الفلسطينية تنظر لعودة التطبيع التركي مع الاحتلال على أنه لا يختلف عن التطبيع "العربي الإسرائيلي"؛ إلا أن الكاتب إبراهيم يرى بأن "اتفاقية أبراهام" أخطر بكثير من التطبيع الواقع مع تركيا؛ لأن القضية الفلسطينية تراجعت بشكل واضح في المنظور العربي، وأضرت بالقضية الفلسطينية، وحقوق الفلسطينيين داخل الدول العربية.
ويعتقد الكاتب إبراهيم أن عودة العلاقات التركية مع الاحتلال بدأت منذ فترة من الزمن، وزيارة وزير خارجية تركيا للمسجد الأقصى المبارك تأتي في إطار الترجمة الفعلية على أرض الواقع لزيارة رئيس الاحتلال لتركيا، ولقائه مع أردوغان؛ لتتحول الزيارة إلى مدخل لعودة العلاقات في جميع المجالات.
وقال: "إن تركيا أعادت حساباتها بعد 15 عاما من مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، ورأت أن عودة العلاقات سيساعدها لرفع قوة اقتصادها الذي تعرض للضرر خلال السنوات الماضية، إضافة إلى تأمين حدودها مع سوريا، وتسويق منتجاتها وصناعاتها العسكرية".
وأشار الكاتب إبراهيم إلى، أن العلاقة بين تركيا و"إسرائيل" ممتدة منذ خمسينيات القرن الماضي، قبل تولي رجب طيب أردوغان رئاسة الدولة التركية، وكانت حينها تعادي الفلسطينيين، باعتبارها دولة ضمن المنظومة الدولية التي تبحث عن مصلحتها.
وبيّن أن توجهات أردوغان الإسلامية، ومعاداته وتهديداته للاحتلال، ودعمه للقضية الفلسطينية والسلطة، كانت سببًا في قطع علاقة تركيا مع الاحتلال، وعودة العلاقات اليوم بالتأكيد سيؤثر على العلاقة التركية الفلسطينية.
يُشار إلى أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أجرى يوم الثلاثاء الماضي مباحثات في رام الله مع رئيس السلطة محمود عباس، وزار يوم الأربعاء المسجد الأقصى، وسيلتقي اليوم الخميس مع مسؤولين إسرائيليين، حيث تعد زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة هي الأولى لمسؤول تركي كبير منذ أكثر من 10 أعوام.