قائمة الموقع

"اللي بجرب المجرب عقله مخرب".. المقاومة هي المقاومة!

2022-05-28T16:20:00+03:00
قصف تل ابيب.webp
شمس نيوز - خاص

كشفت مصادر موثوقة أنّ فصائل المقاومة في قطاع غزة رفعت منذ أيام حالة التأهب خشية من "غدر إسرائيلي"، ولمتابعة التطورات المتوقعة نهاية هذا الشهر في المسجد الأقصى، بعد سماح المستوى الأمني والسياسي في دولة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين بإقامة "مسيرة الأعلام".

و"مسيرة الأعلام" هي التي أشعلت العام الماضي شرارة معركة "سيف القدس" التي استمرت 11 يوماً وشهدت خلالها غزة واحدة من أعنف المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، إذ أمطرت المقاومة الأراضي المحتلة بنحو 4300 صاروخ، فيما نفذت إسرائيل هجمات عنيفة ضد المدنيين والبنية التحتية والمنازل والعمارات السكنية في القطاع.

وأعطت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أخيراً المستوطنين الضوء الأخضر لإقامة "مسيرة الأعلام" في 29 مايو/أيار الحالي، مروراً بالحي الإسلامي وباب العامود في القدس المحتلة، وهذا بعد فترة من محاولة حكومة نفتالي بينت منع المستوطنين من القيام باستفزاز الفلسطينيين في الأقصى، والسماح باقتصار اقتحاماتهم على فعاليات محدودة.

أكّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، اليوم الأحد، أنّ القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية، مشدداً على أنّ "المقاومة لن تقبل بمحاولات تهويد الأقصى ولو كلفها ذلك القتال كل يوم".

وخلال المؤتمر الوطني الذي تقيمه حركة حماس في الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس، أشار النخالة إلى أنّ "الهجمة اليهودية التي تستهدف القدس ومسجدها الأقصى المبارك ما زالت في ذروتها"، مؤكّداً أنّ "المسؤولية تزداد على المقاومة بالدفاع عن المسجد الأقصى".

وأضاف: "علينا أن نكون في كامل جهوزيتنا واستعدادنا للقيام بواجباتنا، ولنعلن للعالم أجمع أن القدس دونها أرواحنا"، مشدداً على وجوب "تعزيز محور القدس والحفاظ على وحدة قوى المقاومة في المنطقة".

وذكر النخالة أنّ "الشعب الفلسطيني المقاوم والعنيد يتقدم موحداً، وتشهد على ذلك أيام شهر رمضان المبارك، ومواجهات العدو اليومية في رحاب المسجد الأقصى"، لافتاً إلى أنّ "رايات المقاومة تعلو اليوم في كل مكان من فلسطين، وتتكامل الساحات، وتتكامل الأدوار".

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن دعوات المستوطنين لمسيرة الأعلام في القدس، وموافقة حكومة بينت وقرار المحكمة، كلها عوامل إشعال فتيل الانفجار، وتجاوز للخطوط الحمراء، التي أكدت قوى المقاومة بأنها بداية لمعركة مع الاحتلال.

وقال الصواف لـ"شمس نيوز": إن "دعوات المستوطنين اليهود بهدم المسجد الأقصى ليست جديدة، ولكنها في ظل حكومة بينت وضعفها، وصمت العالم العربي والإسلامي والتطبيع مع الدول العربية، وخنوع كثير من الأنظمة الإسلامية، ظن الاحتلال أن البيئة الدولية والعربية مهيأة للقيام بمثل هذا العمل التوراتي، حسب معتقدات اليهود".

وأضاف "تحويل الصراع بشكل علني إلى صراع ديني، وهذا ما حذرت منه المقاومة، وهو يعني أن الحرب ستندلع ليس في القدس وفلسطين، بل في الإقليم، وستكون اشتعالا لكل الجبهات وخاصة الفلسطينية، وهي دعوة لحرب شاملة لن تسمح فيها المقاومة التي ستبذل كل جهدها وقوتها للتصدي لها مهما كلف الأم

وأوضح الصواف أن المقاومة قالت كلمتها بأن ما يخطط له الاحتلال في مسيرة الأعلام هو تجاوز للخطوط الحمر؛ ما يعني تفجير الأوضاع في المنطقة، وهناك دعوات للنفير على المستوى الشعبي؛ للتصدي للصهاينة ومنع مسيرة الأعلام.

وأشار إلى أن المقاومة ستكون بالمرصاد، وربما نشهد معركة سيف القدس ٢، والتي ستكون أقوى من سيف القدس الأولى.

وتابع: "كل المؤشرات تدلل على عناد وغباء الاحتلال بتنفيذ خطته؛ إذ نعيش اليوم الأجواء التي عشناها قبل معركة سيف القدس، وهذا يعني أننا مقبلون على مواجهة واسعة".

بدوره، أضاف لافي، في مقالة له أن إصرار الاحتلال الإسرائيلي على تنظيم مسيرة الأعلام وفق مسارها الذي اندلعت بسببه معركة "سيف القدس" في أيار/مايو العام الماضي يدعو إلى التساؤل، قبل عدة أسابيع فقط، خلال شهر رمضان، إذ سارع المستوى الأمني والعسكري داخل الكيان إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وطلبوا منه منع مرور مسيرة للمستوطنين بقيادة إيتمار بن غفير تجاه باب العمود، وتم وضع الشرطة الإسرائيلية في مواجهة المستوطنين لمنعهم بالقوة، وصدر قرار بمنع عضو الكنيست بن غفير من المشاركة، ولو أدى ذلك إلى اعتقاله، وذلك كلّه بحجّة أنَّ المسيرة تعرض أمن "إسرائيل للخطر".

وقال لافي في مقالته، "أن هناك حالة إجماع كاملة بين قادة الجيش والأمن على إجراء المسيرة وفق المسار المعتاد، لأنهم باتوا مقتنعين بأنَّ التراجع عن ذلك سيؤدي إلى تكريس معادلة الربط بين غزة والقدس، وهذا يمس بالأمن القومي الإسرائيلي".

وأضاف "أن الجيش الإسرائيلي لم يقر المسيرة إلا بعد أن اعتقد بأنّه أتم جهوزيته لمواجهة أصعب الخيارات".

وأوضح أن مصلحة لنفتالي بينيت بحدوث حرب، لسببين: الأول أنه لن يتحمل مسؤولية اندلاعها، كما حدث مع سلفه بنيامين نتنياهو، أما السبب الثاني والأهم، أن هذه الحرب ستجعل القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس تنسحب من الحكومة، وبالتالي، بحسب الاتفاق الائتلافي للحكومة، يبقى نفتالي بينيت على رأس الحكومة مسيّراً للأعمال حتى انتخاب كنيست جديدة وتشكيل حكومة جديدة، بدلاً من أن يتولى شريكه في الائتلاف ورئيس الوزراء البديل يائير لابيد رئاسة الحكومة.

وختم مقالته بالقول: "مسار مسيرة الأعلام بات أمراً محسوماً لدى الحكومة والجيش والمؤسّسة الأمنيّة الإسرائيلية، ومحاولات الوسطاء تنصبّ باتجاه الجانب الفلسطيني، بعد أن أقفل نفتالي بينيت الباب أمام المطلب الأميركي الَّذي طالب بتغيير مسار المسيرة".

اخبار ذات صلة