لعل قراءة سريعة لما يحدث اليوم في الأقصى ان معادلة سيف القدس لازالت كابوسا تلقي بظلالها وتداعياتها على العدو وما حدث اليوم من اقتحام باحات الأقصى من المستوطنين لا تعني ان معادلة سيف القدس قد تراجعت بل تأكدت نتائجها التي يفتخر بها كل فلسطيني، ان ينتقل العدو من الاستباحات الهادئة قبل سنوات الى الاجتياح والاحتلال العسكري للاقصى لتمكين مجموعة من مستوطنبن بالمرور منه فهذا انتصار فلسطيني كبير سيتم البناء عليه وعلى زعماء العدو الا يفرحوا كثيرا وبات مؤكدا ان على العدو اعادة احتلال الأقصى ثلاث مرات سنويا لتادية بعض الخزعبلات فيه، وشعبنا في كل مكان وقوى المقاومة لن تسمح له بذلك.
العدو اجتاح ودمر بشكل شبه كامل جنين وارتكب ابشع المجازر فيها ليقضي على ما سماه عش الدبابير فإذا بمخيم جنين الصغير جدا بعد عشرين عاما يتحول الى تهديد خطير ونموذجا وطنيا مقاتلا يتمدد في كل أنحاء الضفة وربما قريبا في مناطقنا المغتصبة عام 1948.
ما يقوم به العدو الان في الأقصى هو استنفار لكل الامة واعادة الاعتبار للعلاقة مع هذا العدو وهي علاقة العداء الاستراتيجي وسيشكل انتحار له ولكل من توهم للحظة انه يمكن ان يصل إلى تسوية معه أو راهن على التطبيع معه لحماية عروشهم ومشيخاتهم.
ان ثقافة الإنجاز الكبير الذي تحقق في معركة سيف القدس وما بعدها يجب الا يغادر تفكيرنا واقلامنا وهذا الاستنفار الوطني الكبير في كل مكان ما كان لنا ان تتوقعه لولا سيف القدس وأداء قوى المقاومة وان ما يحدث في جنين وطولكرم ونابلس وكل المحافظات هي من بركات سيف القدس