قائمة الموقع

المقاومة في صمتها حكمة وفي ضرباتها جرأة.. كل الخيارات على الطاولة!

2022-05-29T21:50:00+03:00
مناورة.jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

"كُن حكيماً.. اضرب خصمك في مكانٍ لا يتوقعه، ووقتٍ لا يرتقبه".. هكذا ينصحُ الخبير العسكري الصيني سون تزو (توفي عام 496 قبل الميلاد)، وذاع صيته بسبب عبقريته العسكرية التي اشتهر بها، وهو ما تتخذه المقاومة محددا من محددات الاشتباك مع العدو الإسرائيلي، لاسيما أنَّ ردودها وضرباتها لم تعد مبنية على ردات الفعل، وإنما على ضرباتٍ مدروسةٍ، وحكيمة، موزونة بميزانِ الذهب.

وبالتزامن مع مسيرة الأعلام الاستفزازية التي نفذها المستوطنون في مدينة القدس المحتلة، مساء اليوم الأحد، كان الفلسطينيون يراقبون المشهد عن كثب، وسط دعوات لفتح موجةٍ جديدة من التصعيد من قبل المقاومة الفلسطينية، وقصف المدن والمستوطنات؛ ردًا على هذه المسيرة.

وعلى الصعيد الآخر فقد ارتفعت حالة التأهب لدى جيش الاحتلال؛ خوفًا من رد المقاومة، ليسحب كل آلياته وجنوده من منطقة السياج الفاصل شرق قطاع غزة، ويستنفر سلاح الجو ليراقب ويتابع ما يجري في القطاع.

ووفق ما تقدم، فإن المقاومة الفلسطينية لم تدلوا بدلوها بعد، ولم ترد على هذا الاستفزاز من قبل المستوطنين وحكومتهم المأزومة، الأمر الذي يرى فيه المتابعون أنه يأتي في إطار برنامج واضح وضعته المقاومة، وهي القادرة على أنْ تحدد كيف له أن يسير.

الكاتب والمختص بالشأن الفلسطيني، عامر خليل، أشار إلى أن الشارع فور سماعه بأي اعتداء إسرائيلي، يتبادر إلى ذهنه استخدام القوة العسكرية لمواجهة هذا الاعتداء، ولتكون غزة هي رأس الحربة التي تصده، وذلك نابع من ثقتهم بقدرة المقاومة، وأنها النهج القادر على رد الصاع صاعين.

وقال خليل لـ"شمس نيوز": "هذا التوجه لدى الشارع يشي بأن غزة هي المُكلفة بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية، ويجب عليها الرد من خلال البدء بمواجهة جديدة وإطلاق الصواريخ، وهو ما يشي بثقة الناس في برنامج المقاومة"، لافتًا إلى أن مطالبة المقاومة بالرد الفوري يظلم ويثقل معادلة الاشتباك مع الاحتلال، خاصة أن المقاومة لم تعد ردودها مبنية على ردٍ عشوائي، وإنما وفق محددات ضرورية شاملة لديها.

ويرى أن الرد يجب أن يكون مختلفًا، مضيفًا "إذا كانت هناك ضرورة لمشاركة غزة فيجب أن تشارك، لكن هذه مسألة يحددها شعبنا وقيادته المقاومة، وذلك للحفاظ على معادلة الصراع متعدد الأوجه مع الاحتلال الإسرائيلي".

وتسائل خليل: "لماذا لا يُطرح مثلًا أن يكون الرد من القدس نفسها، أو الضفة أو الداخل المحتل، وربما يكون أكثر إيلاماً للعدو"، مردفًا حديثه: "المسألة يجب أن تكون شاملة لكل الساحات لتشترك في الردود على هذا الفعل العدواني الاستفزازي، بأكثر من طريقة ووجهة، وليس بالضرورة فتح جبهة مع قطاع غزة، الذي يمثل حالة ردع للعدو"، مستذكراً ببسالة المقاومة في معركة سيف القدس.

وذكر أن هذا الصراع مع العدو طويل وممتد، ولن ينتهي اليوم بهذه المسيرة بأي حال من الأحوال، مشيراً إلى أنَّ الحالة الفلسطينية التي تستنفر دائمًا لتقاوم الاحتلال، وتشتبك معه، وتشاغله موجودة بالضفة الغربية، والقدس والداخل المحتل، ومستمرة، وممكن تفعيلها بأي لحظة بعمليات جديدة، وأشكال جديدة للاشتباك.

وبشأن قواعد الاشتباك، وما شهدته مدينة القدس اليوم، قال خليل: "الجميع يطرح موضوع قواعد الاشتباك، أو (سيف القدس 2)، كأن غزة عليها القيام بمعركة مع الاحتلال كل عام، رغم قوة المقاومة وتقديرها وقوتها، المقاومة تتعامل مع الميدان بحكمة وذكاء عالي، وترد بالطريقة والوقت المناسب".

ويرى أنه ليس مطلوب من غزة أن تقود مواجهة مع الاحتلال في القطاع المُحاصر، الذي تسوده حالة من الأوضاع الحياتية، وتسوده حالة من الوضع الاقتصادي الصعب، مبينًا أن هذه المسألة يجب أن تأخذ بالحسبان، وليس بالضرورة أن تكون هناك معركة كل فترة معركة مع قطاع غزة.

واستدرك خليل "يبقى قطاع غزة قاعدة للمقاومة، من خلال قوة وتطور أدواتها ووسائلها، وفي أي لحظة تبدأ المقاومة معركة مع الاحتلال تكون بداية لتحقيق أهداف، وإنجازات أخرى مهمة في سياق هذا الصراع".

وبيَّن أن عدم تدخل المقاومة اليوم عسكريًا لا يعني خذلان للقدس، وإنما المقاومة هي من تقود المعركة إعلاميًا، وتحرض وتدفع باتجاه المواجهة، والمشاغلة، والاشتباك مع الاحتلال.

وأوضح أن المقاومة عندما تريد أن ترد لا تتحدث، أو تقول أريد أن أفعل، مشيرًا إلى أن من يقول سأفعل "لا يفعل في نهاية الأمر".

وأكمل خليل حديثه "المقاومة لديها برنامجها وخططها والامكانيات والوسائل والقدرات التي من خلالها يمكن أن تتحرك، وهي تأخذ بالحسبان كل العوامل المحيطة والظروف التي يمكن أن تنطلق فيها بمواجهة مع الاحتلال".

وختم خليل حديثه بالاعتقاد أنه ليس بالضرورة أن تعلن المقاومة عن موقف أو تبادر لشيء، متابعًا "هي تختار الوقت المناسب واللحظة المناسبة في تحقيق أهدافها لأي مواجهة مع الاحتلال".

وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة :"علينا أن نكون في كامل جهوزيتنا واستعدادنا للقيام بواجباتنا، ولنعلن للعالم أجمع أن القدس دونها أرواحنا، وأن إعلاننا عن مواقفنا والالتزام بها، هو الضمانة الوحيدة لعدم الانزلاق خلف من يحاول ترويضنا لصالح العدو، وللقبول بالأمر الواقع".

وقال القائد النخالة في الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس: "واهمون أولئك الذين يظنون أن مقاومة الشعب الفلسطيني يمكن أن تقف عندما يتعرض المسجد الأقصى للتهويد، إنهم لا يفهمون بواعث هذه المقاومة؛ إنها القدس، إنها فلسطين، إنه الإسلام بأبهى تجلياته".

من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، تعقيباً على التحضيرات لمسيرة الأعلام في القدس، إنّ "كل الخيارات على الطاولة، ومستعدون لكل السيناريوهات".

وأضاف هنية: "يريد الاحتلال أن يجعل مَسيرة الأعلام محطةً لتخطي منجزات معركة سيف القدس، وتجاوز البيئة التي أعقبت هذه المعركة، لكننا نقول بوضوح إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، والمسجد الاقصى حق لنا، وملك أيدينا".

وأوضح هنية أنّ "هناك ثلاثية متأهبة للتعامل مع تطورات الموقف غداً، وهي الأمّة والشعب والمقاومة"، معتبراً أنّ "رأس الحربة هم أهلنا في القدس، الذين لم يترددوا يوماً في الدفاع عن الأقصى والضفة والأراضي المحتلة عام 48، وستظل غزة الدرع والسيف".

وبالتزامن مع ما تسمى "مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة اقتحم ألفا مستوطن صباح اليوم الأحد باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حين أخلت قوات الاحتلال منطقة باب العامود واعتقلت عشرات الفلسطينيين.

في المقابل، دعت هيئات فلسطينية المقدسيين إلى الاحتشاد في باب العامود والبلدة القديمة لمواجهة المسيرة.

وفي أحدث التطورات، شارك عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير في مسيرة الأعلام التي بدأها المستوطنون باتجاه باب العامود في القدس المحتلة، علما أن بن غفير كان أيضا في مقدمة مقتحمي باحات الأقصى في فترة ما قبل الظهر، وأطلق تصريحات وصف فيها عمليات الاقتحام وتحضيرات المستوطنين لما تسمى مسيرة الأعلام بأنها يوم

اخبار ذات صلة