لم تكن الحروب على بلادنا نهاية العالم بالنسبة لنا، بل على عكس ذلك تدفعنا إلى اللجوء لأبسط الأشياء لخلق حياة لأشخاص قد سُلبت من بين أيديهم سواء نفسياً أو جسدياً، قد لا ننسى المأساة في وقت ذروة الحرب وتشرد العديد من بيوتهم وشوارعهم، وأيضا الذي يُهدم بيته وهو في داخله، ولكن نستطيع أن نرى الثغرة للنجاة من أي عرقلة أمامنا.
وفي يوم من الأيام كانت الشابة حكمة جبولي جالسة مع اختها الصغيرة بالعمر غزل، في بيتهم وحدهم في ليلة تجتاح الحرب سمائهم، وفي تلك الأجواء المريبة خاصةً على أرواح أطفالنا، وبلحظة واحدة تغير الحال إلى حالٍ أخر وهو دخول شظية لتصيب غزل مما يحولها من شخص كان يمشي ويلعب كباقي الأطفال إلى طفلة لديها الشلل النصفي.
الشابة حكمة جبولي، خريجة جامعة دمشق اختصاص هندسة طبية، تبلغ من العمر 25عاما، والتي تقطن في سوريا، لم تكن قادرة على مرور الأيام والأسابيع ورؤية أختها غزل بتلك المعاناة والعجز عن المشي والحركة، وهنا أتت إليها فكرة عبقرية بنوعها وهي ابتكار جهاز يساعد الأشخاص على الحركة مما لديهم شلل نصفي.
تقول جبولي:"جاءت قصة المشروع من قصة مؤلمة، وذلك عند نزول القذيفة على بيتنا وكان في البيت أنا وأختي الصغيرة فقط، وما أدى إلى إصابتها بشظية أدت بها إلى الشلل النصفي، وبالتأكيد لم أستطيع رؤية أختي هكذا تعاني من الإصابة، فقمت باختراع ذلك الجهاز".
وأوضحت جبولي، أن هذا هو جهاز طبي ذكي يساعد مرضى الشلل النصفي على الوقوف والجلوس وحتى المشي، وآلية عمله من خلال ارتداء المريض الجهاز ويكون موجود بجانبه الموبايل، وفقط يدخل المريض على التطبيق ويقول أريد الوقوف وتتم من هنا عملية الوقوف وعلى العكس تتم عملية الجلوس.
وأضافت:" أنني تلقيت الدعم من جميع عائلي وعلى الأخص أختي غزل تمنحني القوة والصبر، وكذلك دكاترة الجامعة والأصدقاء، ولكن الصعوبات لم تكاد تخلو وهي صعوبة استيراد القطع وأيضا الوقت الطويل بالتجارب، وتعلم اختصاصات بعيدة عن مجال تخصصي، وكنت أعمل بالصيانة حتى أقوم بجمع المال وأشتري محركات ومواد للتجارب".
وفي نهاية حديثها، أعربت جبولي أنه على كل شاب لديه فكرة معينة ولو كانت بسيطة بنظره أن يقوم بها، وبالتأكيد سنجد ناس تدعمنا وتدعم جميع المواهب، وأيضا عليه عدم الاستسلام أمام أي فكرة تأتي بذهنه وفيها حل لمشاكل معينة.