شمس نيوز - محمد مهدي
يعلق العمال الفلسطينيين أمالهم بتحسن أوضاعهم المادية والمعيشية وتوفر فرص العمل على انجاز المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة الكفاءات المنتظرة , الأمر الذي سيساهم في حلحلة الأوضاع الاقتصادية وإعادة الحيوية لقطاع الإنشاءات والإعمار المتوقف في غزة بشكل شبه كامل بفعل شح مواد البناء .
وبين جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للعمال والذي يصادف الأول من مايو/ أيار أن نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية بلغت 23% بواقع 270 ألف متعطل عن العمل , فيما بلغت نسبة البطالة في غزة وحدها أكثر من 33% بما يناهز 130 ألف متعطل .
أظهرت أرقام الإحصاء أن نحو 110 ألف عامل في الأراضي الفلسطينية، يتقاضون أقل من الحد الأدنى للأجور الذي أعلنت عنه وزارة العمل قبل نحو عامين، منهم نحو 59 ألف عامل في الضفة الغربية، و 51 ألف عامل في قطاع غزة.
وأعرب العامل الفلسطيني أمجد شاهين عن أمله بتوفير المزيد من فرص العمل وتحسن أجور العمال الفلسطينيين بعد اتمام المصالحة الوطنية واستئناف العمل في المشاريع الحكومية وقطاع المقاولات , موضحا أن العمل في الفترة الراهنة مقتصر على أعداد قليلة جدا من العمال تعمل ضمن المشاريع القطرية ومشاريع وكالة الغوث .
وقارن شاهين في حديثه لـ"شمس نيوز" بين وضع العامل الفلسطيني قبل عام 2000 وبعده , معتبرا أن العامل الفلسطيني تحمل العبء الأكبر من أجل الدفاع عن الوطن وضحى بلقمة عيشة وعمله في ظل تجاهل واجحاف رسمي بما آلت إليه أوضاعهم .
وقاسمه بنظرات الأمل العامل محسن عطية الذي يمني نفسه بأن تتحسن أوضاع العمال بعد المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة جديدة , مطالبا الحكومة القادمة بضرورة وضع هموم العمال الفلسطينيين على رأس أولوياتهم والعمل الجاد من أجل حل مشاكلهم .
ويعود أصل الاحتفال بيوم العمال العالمي إلى ولاية شيكاغو عشية ما يعرف بإضراب هايماركت حين امتنع العمال والحرفيين عن العمل مطالبين بتحسين ظروف العمل , قبل أن تقوم الشرطة بإلقاء قنبلة على العمال المحتشدين , وإلصاق التهمة بثمانية من قيادات الحركة العمالية وتنفيذ حكم الإعدام بحق سبعة منهم .
خطة وطنية
وشدد المحلل الاقتصادي معين رجب على صعوبة فك شفرات المشاكل التي تواجه قطاع العمال في فلسطين وبخاصة أزمة البطالة , معلقا :" أزمة البطالة مزمنة ومعقدة جدا والحكومة لا تملك حل سحري لعلاجها , لذلك يجب أن تتضافر جهود كافة القوى من أجل اقرار خطة وطنية يعمل الجميع ضمنها للوصول إلى حلول مرضية ".
وأوضح رجب في حديثها لـ"شمس نيوز" أن استمرار الحصار للعام السابع على التوالي وتشديده في العام المنصرم بعد اغلاق الانفاق الحدودية تسبب بتسريح المئات من العمال من قبل أصحاب الشركات وأرباب العمل , معتبرا أن الاشكاليات التي تواجه العمال الفلسطينين تجعل من الاستحالة على العامل أن يشعر بيومه أو عيده في ظل عجزه عن توفير قوت يومه له ولأطفاله .
ووصف برامج التشغيل المؤقت التي تنفذها وزارة العمل بحكومة غزة بالمسكنات المؤقتة التي تسكن الألم ولا تعالج المعضلة , مردفا :" برامج التشغيل المؤقت مفيدة نسبيا وخاصة بالنسبة للخريجين الجدد ؛ كونها تزودهم بخبرات عملية وتؤهلهم للولوج إلى معترك الحياة العملية ".
وطالب رجب النقابات والاتحادات والتجمعات العمالية بضرورة تفعيل دورها في خدمة شريحة العمال والمطالبة بحقوقهم والدفاع عن مصالحهم والعمل الجدي من أجل توفير مزايا وضمانات للعمال خلال عملهم .
وكانت وزارة العمل في حكومة غزة قد أعلنت أنها شغلت ما يقارب 12 ألف عامل فلسطيني ضمن برنامج التشغيل المؤقت الذي أطلقته الوزارة قبل عام , موضحة أن الوزارة ستواصل عملها من أجل خدمة العمال بكافة الأشكال القانونية واللوجستية المتاحة .
سيئ للغاية
وأكد نقيب المقاولين الفلسطينيين نبيل أبو معيلق أن وضع العمال في الفترة الراهنة سيئ للغاية بفعل الحصار المستمر واغلاق الأنفاق التي كانت تساهم في ادخال بعض المواد الأساسية إلى قطاع غزة , موضحا أن اغلاق الانفاق تسبب بفقدان 70 ألف شخص لعملهم الأمر الذي فاقم أزمة البطالة .
وتمنى أبو معيلق في حديثه لـ"شمس نيوز" أن تحمل حكومة الوحدة الوطنية القادمة هموم العمال الفلسطينيين وتعمل على تقديم تسهيلات لهم والتخفيف من معاناتهم وتوفير فرص عمل مجدية لهم , معتبرا أن وزارة العمل في غزة كان بإمكانها أن تعمل بشكل أفضل مما هي عليه على الرغم من انجازاتها .