يَرى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن الاحتلال "كسب معركة الصورة" من خلال المسيرة الاستعراضية التي جرت في ساحة باب العامود، وما رافقها من تنكيلٍ، واستعراضٍ، داخل المسجد الأقصى المبارك؛ في محاولةٍ لإرضاء الجمهور اليميني المتطرف، مع إشارته إلى أنَ المسيرة بدت كجزء من الدعاية الانتخابية الداخلية القادمة.
ولفت عبدو إلى أنَّ رد المقاومة من عدمه كان مدروساً وحكيماً، قائلاً: "المقاومة حافظت على وحدتها، والتزمت بتأجيل الرد على العدوان، وكظمت غيظها رغم هول الحدث، وهو أمر ينم عن موقف قوة، وليس موقف ضعف".
وقال: "يستطيع اليمين الديني والقومي أن يستفيد من إحياء مشاعر العنصرية وتغذيتها للبقاء في الحكم، بيد أن مشروعه محكوم بالفشل لعدة أسباب".
ووفق عبدو، فإن السبب الأول هو نقل اليمين الديني والقومي الحرب إلى داخل مدينة القدس والمسجد الأقصى يعنى تصويباً للبوصلة الفلسطينية التائهة نحو رمزية قوية جداً موحدة للفلسطينيين، والعرب، والمسلمين، كما يعني أيضاً وضع الظاهرة الإسرائيلية نقيض كامل لحضارتهم.
وذكر أن هذا يعني باختصار عدم قدرة الصهيونية على إغلاق ملف القدس، والصراع من خلال مسيرات واقتحامات تفجر الصراع، وتعيده الى نقطة البداية.
أما السبب الثاني وفق عبدو، فإن الرأي العام الدولي لن يصمت إلى ما لا نهاية تجاه دموية الصهاينة وجرائمهم، وما تبشر به القوى اليمينية من انحطاط سياسي وأخلاقي يهدد بتفجير المنطقة بالكامل.
والسبب الثالث كما يشير عبدو، فإنه لا يوجد طريق لليمين الفاشي غير طريق وحيد، وهو الهروب للأمام والانزلاق المتسارع نحو دوامة العنف والصراع الداخلي أي بين اليهود أنفسهم وتخريب النسيج الاجتماعي لدولتهم، وكذلك مع الفلسطينيين وقوى المقاومة في المنطقة.
وأشار إلى أن السبب الرابع يكمن في أن بقاء القضية الفلسطينية دامية دون حل يعنى عدم قدرتهم على تصفية القضية الفلسطينية، واحتفاظ دولة الاحتلال في جوفها بغرغرينا خطرة تعمل على قتلها من الداخل.
وأكمل عبدو حديثه "صحيح أن مسيرة الأمس المليئة بالحقد الأسود، والنزعة الاستعلائية، والعدوانية التي أشعرتنا بأنهم يحتلون القدس من جديد، لكن كل هذا الاستعراض لا ولن يستطيع أن يخفى حقيقة تعاظم المخاطر وزيادتها داخل دولة الاحتلال، وخارجها؛ ما يجعل من هذا المكسب الدعائي والإعلامي عديم الجدوى"