غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر مشروع البحرين.. الخاسر عربي والرابح إسرائيلي

شمس نيوز/عمان

رغم الجدل الذي رافق الكشف عن فكرة مشروع ربط البحرين الميت والأحمر بين إسرائيل والأردن قبل سنوات، إلا ان توقيع اتفاقية رسمية ببدء تنفيذ المشروع مؤخرا ضرب بعرض الحائط كل نداءات المعارضين والمحتجين عليه.

وبالرغم من الاتهامات للحكومة بالتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها ماضية في تنفيذ مشروع "ناقل البحرين" بواسطة أنبوب يمتد لنحو 200 كلم لتغذية الأخير بالمياه.

واعتبر مراقبون أن المشروع يُمثل تغولاً جديدا للاحتلال في الأغوار الفلسطينية للسيطرة عليها. ويتضمن الاتفاق إنشاء مشاريع إضافية كتحلية مياه البحر الميت، وإقامة محطات لتنقية المياه، وبناء مولدات لتوليد الطاقة الكهربائية.

ويقول عضو البرلمان رائد حجازين إن الأرض التي سيبنى عليها المشروع أردنية، كما أن المياه من حق الأردن في الأساس، إضافة إلى أن المشروع سينفذ من جهة البحر الميت المقابلة للأردن، وبذلك فإن الخاسر عربي والرابح إسرائيلي، عدا عن استغلال الاحتلال للمقدرات الأردنية.

ويؤكد حجازين أن كمية المياه التي ستحصل عليها الأردن من المشروع، هي بالأساس حقها الطبيعي من المياه القادمة من طبريا باتجاه وادي الأردن، إلا أن إسرائيل أقامت السدود بين طبريا والنهر وسرقة حصة الأردن.

وبحسب حجازين فإن الاتفاقية مكافئة للاحتلال لسرقته للمياه الأردنية، وتحقيق حلم قديم جديد لساسة إسرائيل مثل هيرتزل وبيريز، مدللاً على ذلك بمقولة لوزير التعاون الإسرائيلي سيلفان شالوم "إن المشروع أهم حدث بعد اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل".

ويقول حجازين إن الأردن من أفقر الدول بالمياه، وأن اللجوء السوري والعراقي زاد على ذلك، مشددًا على أنه لا مبرر لربط المياه الأردنية والخطة الاستراتيجية مع الاحتلال.

ويرى أن هذا المشروع من شأنه تعزيز وجود الاحتلال في منطقة النقب لزيادة البؤر الاستيطانية هناك، وإقامة مشاريع استيطانية في منطقة العربة الأردنية، واستغلال المياه في تبريد المفاعلات النووية في النقب، عدا عن استغلال حزب الليكود تلك الاتفاقية في انتخاباته القادمة.

وبحسب وزير الري الذي وقع المشروع حازم الناصر، فإن بلاده ستحصل على نحو 50 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب من بحيرة طبريا وفق الاتفاق، وتزويدها بحصتها من محطة مياه التحلية التي ستقام بعد مد الخط الناقل من جهة العقبة، وكذلك حصول السلطة الفلسطينية على 30مليون متر مكعب.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح عبدالستار قاسم أن فوائد المشروع كبيرة لإسرائيل لأنها ستحصل على كميات كبيرة من المياه لتزرع مساحات واسعة في منطقة النقب، متوقعا تغلغل إسرائيل في الأردن.

ويتابع: نرى مزيدًا من الخبراء الإسرائيليين في الأردن بحجة أنهم يشرفون على هذا الخط ومنشآت الكهرباء وتحلية المياه .

ويقول قاسم: إن هذا المشروع بالنسبة لإسرائيل مكسب كبير وخسارة كبيرة للشعب الفلسطيني، لأن إسرائيل تتغلل بالمزيد في الساحة العربية وهذا على حساب الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.

ويؤكد أن هذا يمثل جزءا من عملية التطبيع بإنشاء مشاريع اقتصادية مشتركة،وأن المشروع ليس بالجديد ومطروح من سنوات طويلة بين أخذ ورد، عدا عن سرقة الاحتلال لأكثر من 77% من مياه نهر الأردن.

ويتوقع قاسم إنشاء إسرائيل لمستوطنات جديدة في منطقتي الأغوار والنقب وستكون المياه هي العنصر الأساس في إنشاء هذه المستوطنات حتى لو منحت السلطة الفلسطينية ملايين المكعبات من المياه، مشيرًا إلى أن الاتفاقية حققت لإسرائيل هدفها الذي تناور فيه منذ زمن بعيد.