غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تأجيل رد المقاومة على "مسيرة الأعلام" عمل مدروس وإفشال لخطط العدو

المقاومة الفلسطينية.jpg
شمس نيوز - غزة

تواصل المقاومة مفاجأة الاحتلال الإسرائيلي وتفويت الفرص عليه، إذ خالفت الحسابات الإسرائيلية حين أجلت الرد على مسيرة الأعلام واعتداء المستوطنين على المقدسيين وحرائر القدس.

ويرى مراقبون أن تأجيل الرد حمل رسائل مهمة بأن المعركة الشاملة ليست في قطاع غزة فقط؛ إنما في القدس أيضًا وفي كل المدن الفلسطينية، وأن المعركة لم تنته بعد، ولا زالت مستمرة.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، لفت إلى أن المقاومة لم تعد عملا عشوائيا، ولا عاطفيا، ولم تعد كما كان يقال قديمًا (يلا يارجال).

وقال: "المقاومة عمل مدروس ومخطط له، تدرس ما لديها وما لدى العدو، وتراقب وتعد الخطط وفق معلومات تصلها وتجمعها، ومن ثم تضع الخطط وتحديد الزمن المناسب".

وأشار إلى أن ما جرى يتجلى وفق هذه الرؤية، مستشهدًا بحديث المراسلين العسكريين للإعلام العبري.

وكان المراسل العسكري للقناة ١٣ العبرية، قال: "إسرائيل كانت تريد جر غزة إلى معركة حيث كانت مناورات عسكرية واسعة النطاق على حدود غزة، وغير ذلك أنها نشرت باصات ذات ذكاء اصطناعي كانت تقف على حدود غزة؛ لتستهدف، ولكن غزة كانت أذكى من ذلك".

وذكر الصواف أن المقاومة كانت تدرك هذه الخطة من خلال المراقبة لكل التحركات على بعد كيلو مترات عن السياج الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة.

وأضاف: "رغم المشاهد المؤلمة، والاستفزازات الكبيرة، والجهوزية العالية للمقاومة في قطاع غزة، إلا أن حكمة المقاومة وقراءتها للمشهد كاملا، استطاعت أن تفوت فرصة كان ينتظرها الاحتلال مع بدء مناورته التي أطلق عليها (عربات النار)".

وبيَّن الصواف أن كل المعلومات والتقارير التي جمعتها المقاومة كانت حاضرة، وتشير إلى ما كان ينتظره الاحتلال، ولذلك فوتت المقاومة على الاحتلال ما كان يكمنه لغزة ومقاومتها، وأفشلت خططه، كما أفشلت في السابق خطة مترو الأنفاق التي كان يتغنى بها الاحتلال".

وختم "المعركة لم تنته، والمشاهد حاضرة، وكذلك الرد حاضر، والمسألة مسألة وقت".

من ناحيته الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أشار إلى أنَّ رد المقاومة من عدمه كان مدروساً وحكيماً.

وقال عبدو: "المقاومة حافظت على وحدتها، والتزمت بتأجيل الرد على العدوان، وكظمت غيظها رغم هول الحدث، وهو أمر ينم عن موقف قوة، وليس موقف ضعف".

هذا وأكد الخبير الأمني اللبناني اللواء أمين حطيط أن المقاومة الفلسطينية طبقّت معادلة استراتيجية عسكرية كبرى مرتبطة بفعل محكوم بقاعدة عسكرية أساسية.

وأشار حطيط إلى أن هذه المعادلة تكمن في أنه "على الطرف الأول أن يقوم بالفعل في ميدان ينشئه هو، وأن يتجنب رد الفعل في ميدان ينشئه العدو".

وقال: "القاعدة العسكرية الثانية هي، على الطرف في المواجهة أن يتقيد بجدول الأولويات التي يضعها لنفسه خدمة للمهمة، ولا يكون العامل الآخر بمثابة انحراف عنها".