شمس نيوز/غزة
اتهمت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، عناصر من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية برام الله، بالتعاون المباشر مع إسرائيل في جمع ونقل معلومات عن تحركات قيادات في المقاومة بغزة تم اغتيالهم بطائرات وصواريخ الاحتلال، إلى جانب التحريض على قطاع غزة وخلق عداء للقطاع مع دول الجوار وخاصة مصر، مؤكدة أن الأمن بغزة ألقى القبض على عملاء اعترفوا بمساعدة الاحتلال في قصف كثير من المواقع والشخصيات خلال الحرب الأخيرة.
ونشرت الداخلية خلال مؤتمر صحافي للناطق باسمها إياد البزم، والناطق باسم الشرطة أيمن البطنيجي، اليوم السبت، مكالمات صوتية دارت بين ضبّاط من أجهزة أمن الضفة ، وبين عملاء تم تجنيدهم لتجميع معلومات عن المقاومة، واعترافات مصورة لعدد من العملاء، يعملون في أجهزة السلطة، ووجد بحوزتهم لدى اعتقالهم خرائط تظهر أماكن عمل المقاومة وتخزين عتادها العسكري.
وقال المتحدث باسم الداخلية، إن عناصر من الأجهزة الأمنية السابقة في غزة قاموا بجمع معلومات حول أهداف تخص فصائل المقاومة المختلفة وتسليم هذه المعلومات لضباط أمن السلطة في رام الله، ومن ثم وصول تلك المعلومات للاحتلال الإسرائيلي؛ راح ضحيتها العديد من الفلسطينيين من النساء والرجال والأطفال، حيث تم قصف عدة أهداف خلال العدوان الأخير على غزة بناء على تلك المعلومات.
وأضاف: بموازاة ذلك أيضا سعت هذه الجهات لاستغلال الظروف الصعبة في غزة وخاصة التي نجمت بعد العدوان لنشر حالة الفوضى والفلتان، من خلال القيام ببعض الحوادث الأمنية الداخلية والتي شملت تفجيرات وحرق مركبات وإطلاق النار؛ هذا فضلا عن الخلافات التنظيمية داخل حركة فتح والتي زادت حدتها في الفترة الأخيرة وانعكست على الشارع في غزة".
وكشفت الداخلية عن قيام الأجهزة الأمنية في رام الله بالتحريض على قطاع غزة والعمل على خلق عداء للقطاع مع دول الجوار وخاصة جمهورية مصر العربية من خلال صياغة تقارير ومعلومات كاذبة تزج بقطاع غزة في الأحداث الدائرة في مصر، مبينة أن لديها مئات الوثائق والمراسلات التي تثبت ذلك "وسيتم نشرها في حينه".
وحمّلت داخلية غزة رئيس الحكومة ووزير الداخلية رامي الحمدلله المسئولية عن كل ما يجري في قطاع غزة لتخليه عن مسئولياته وعدم توفير المرجعية لمتابعة عمل الوزارة وأجهزتها الأمنية، حيث لدينا عشرات الملفات الجاهزة التي تم استكمال إجراءاتها الأمنية وتنتظر قرار الوزير للتعامل معها.
وطالبت بتشكيل لجنة وطنية "للنظر في مئات الوثائق التي لدينا والتي تظهر تورط الأجهزة الأمنية في رام الله ضد شعبنا ومقاومته في غزة، ووضع حد لما يسمى بالتنسيق الأمني والذي يعتبر بمثابة تخابر مباشر مع الاحتلال" بحسب المتحدث.
وجاء على لسان المتحدثين: إن التحقيقات في الأحداث الأمنية التي وقعت في قطاع غزة مؤخرا أظهرت أنها ناتجة عن مخطط تقوده قيادات أمنية في رام الله لنشر الفوضى في قطاع غزة، للتغطية على فشل الحكومة في القيام بمهامها والتخلي عن مسئوليتها حسب ما تم الاتفاق عليه في اتفاق المصالحة، وإظهار قطاع غزة على أنه إقليم متمرد".
وأكدت الداخلية اعتقال الأجهزة الأمنية لعدد من المتورطين وآخرين مشتبه بهم مسئولين عن الأحداث الأمنية التي وقعت مؤخرا في القطاع، وقد اعترفوا بتلقيهم تعليمات مباشرة من شخصيات أمنية معروفة في الأجهزة الأمنية برام الله.
وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية تواصل تحقيقاتها حتى يتم الكشف عن كل من تورط في الإخلال بالأمن والاستقرار في قطاع غزة، مؤكدة أنها لن تسمح بعودة الفلتان الأمني مجددا للقطاع، وستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة لذلك.
ودعت الداخلية الفصائل الفلسطينية بإبعاد خلافاتها الداخلية عن المساس بحياة وأمن المواطنين، مشددة على أنها لن تسمح لأي شخص أو مجموعة أن تهدد الأمن والاستقرار، ولن يشفع لها أي غطاء تنظيمي أو غير ذلك، مبينة أن الأجهزة الأمنية ستواصل عملها والضرب بيد من حديد لكل من يحاول المساس باستقرار وأمن القطاع، بالرغم من التحديات الصعبة التي تواجهها وعدم توفر الإمكانيات ورواتب الموظفين.