غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

فكرة المقاومة غير محصورة بغزة

مفكر استراتيجي: معادلة "سيف القدس" لا تزال قائمة والعدو فشل في حرق مكتسباتها والدلائل كثيرة

المقاومة
شمس نيوز - مطر الزق

مقتطفات من حوار "شمس نيوز" مع الخبير العسكري اللبناني طلال عتريسي:

- تصدي المقدسيين الواسع عامل مهم في الصراع مع الكيان، ومكمل لدور المقاومة المسلحة في غزة

- مفاعيل معركة (سيف القدس) التي خاضتها المقاومة لم تكنْ بعيدةً عن المشهد الميداني الأخير في القدس المحتلة

- الشعب الفلسطيني بات يمتلك زمام المبادرة في مقابل الكيان الإسرائيلي الواقع (في حيصَ بيصٍ)

- العدو الإسرائيلي فشل فشلاً ذريعاً في حرق مكتسبات ومنجزات معركة سيف القدس البطولة

- سيف القدس أوجدت معادلة جديدة في الصراع لا يمكن أن تنتهي أو تتضاءل بهذه السهولة التي يتصورها البعض

 يرى المُفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د. طلال عتريسي، أنَّ معادلات ومفاعيل معركة (سيف القدس) التي خاضتها المقاومة الفلسطينية لم تكنْ بعيدةً عن المشهد الميداني الأخير في القدس المحتلة؛ إذ أنَّ الشعب الفلسطيني بات يمتلك زمام المبادرة في مقابل الكيان الإسرائيلي الذي وقع (في حيصَ بيصٍ).

ويستدل الدكتور عتريسي على حديثه -آنف الذكر- بالمشهد الميداني في القدس المحتلة، واستنفار الكيان بأكمله على المستوى السياسي، والأمني، والعسكري؛ لتأمين مسيرة داخل ما يسمونه (عاصمتهم الموحدة)؛ مشيراً إلى أنَّ خوف قادة الكيان من ردود الفعل كان واضحاً وطاغياً على المشهد، وهي واحدة من مفاعيل سيف القدس.

وذكر الدكتور عتريسي أنَّ العدو الإسرائيلي فشل فشلاً ذريعاً في حرق مكتسبات ومنجزات معركة سيف القدس البطولة، التي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، أنَّ المقاومة هي سيف القدس ودرعها.

نزعت الأمن والأمان من المستوطنين

ويقول: "سيف القدس أوجدت معادلة جديدة في الصراع لا يمكن أن تنتهي أو تتضاءل بهذه السهولة، ونتائجها لا زالت حية وتتفاعل، أولًا من جهة محور المقاومة، إذ تكشف الأيام أن التنسيق كان على أعلى درجة بين أطراف محور المقاومة أثناء معركة سيف القدس، والتنسيق في المواقف وفي الاستعداد لعمل مشترك في حال تخطى الصهاينة والمستوطنون الخطوط الحمراء التي رسمتها المقاومة في المعركة الأخيرة".

وأضاف: "معادلة سيف القدس جاءت لتنزع رداء الأمن والأمان من على المستوطنين، وهذا هو أمر ثابت، وشهدنا كيف أن جيشا بأكمله استنفر بكل قوته وقواته لحماية مسيرة الأعلام".

وتابع: "لا أحد يستطيع أن يقول بأن معادلة سيف القدس انتهت، خاصة أنَّ المعركة الأخيرة أدخلت ساحات جديدة في العمل المقاوم، وأثبتت فكرة وحدة الساحات، بمعنى ما يجري في القدس يؤثر على الحالة الميدانية في غزة، وما يجري في الأخيرة حتماً سيؤثر في المدن المحتلة عام 1948م".

ويرى عتريسي أنَّ الكيان الإسرائيلي لم يستطع كسر معادلة سيف القدس، بل هو أكد عليها، وعمل وفق مقتضياتها، مستدركاً: "لذا رأينا استنفار الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية التابعة للكيان، وهي تحمي مسيرة الأعلام، وتحاول فض أي اشتباك قد يحصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ خشية من سيف المقاومة".

وأوضح أنَّ تدخل الوسطاء الدوليين والعرب للحيلولة دون وقوعِ تصعيد عسكري يشي بأن الجميع يحسب لغزة ألف حساب، وأنها عنصر فاعل ومؤثر ومفردة مهمة من مفردات الصراع.

وأشار إلى أنَّ معادلات ومفاعيل معركة (سيف القدس) تتطور وتتعاظم، مستشهداً بالتنسيق العالي بين مفردات محور المقاومة، وهو ما تخشاه إسرائيل، وظهر واضحاً في مناورات (عربات النار) التي تحاكي التصدي لهجوم يستهدف الكيان من أكثر من ساحة".

حماية المستوطنين باتت محفوفة بالخوف والمخاطر

وبيَّن المفكر اللبناني أنَّ العدو الإسرائيلي يعيش لحظات عصيبة ومقلقة؛ نتيجة مسيرة الأعلام، التي جرت وفق تدابير عسكرية وأمنية عالية جداً؛ خوفاً من ردة فعل الفلسطينيين، الذين خاضوا معركة بطولية دفاعاً عن القدس ومسجدها المبارك.

وتابع: "قدرة الاحتلال على حماية المستوطنين كانت قدرة محفوفة بالخوف، ولنتخيل أن هؤلاء المستوطنين في ظل البلد الذي يحتله الكيان، يخافون من مسيرة في داخل القدس، ويحشدون لها الآلاف من عناصر القوات العسكرية، وهذا يدلل أن الشعب الفلسطيني يشكل تهديداً لهؤلاء المستوطنين، وهو ما يكشف عن معادلة الوجود الإسرائيلي والفلسطيني، الوجود الإسرائيلي المهدد والوجود الفلسطيني الذي يشعر بالثقة، ويدافع عن نفسه، ويستنفر، ويواجه، ويتحدى ويؤكد أن العلم الفلسطيني هو علم فلسطيني، وليست الأعلام اليهودية".

وتابع: "القدس ليس عاصمة للإسرائيليين؛ وهو ما تأكد للعدو من خلال الاستنفار الأمني والعسكري لحماية المستوطنين في القدس، لذا نقول: "إنّ ما جرى في القدس من تحشيدات عسكرية تنفي لدى الإسرائيليين فكرة أن تلك المدينة هي العاصمة الموحدة لكيانهم (..) لذا ستبقى القدس عاصمة الشعب الفلسطيني، وطبيعة النزاع والقتال والمسيرات والمواجهات داخل العاصمة يعني أنها غير محسومة للطرف الصهيوني، وهي مسألة عميقة ومهمة في مستقبل فلسطين أو أي مفاوضات يفكر فيها الصهيوني.

وعن أدوات المقاومة للتعامل مع العدوان الإسرائيلي في القدس المباركة، يقول: "استنفار الشعب الفلسطيني مسألة أساسية، وهي مكملة لتهديد المقاومة وصواريخ المقاومة، ونحن أمام ثنائية شعب فلسطيني في القدس الذي يقود المواجهة، والمقاومة المسلحة في غزة التي تمثل عنصر ردع للكيان وحمايةً للمرابطين في القدس".

وعن التعويل على غزة في الآونة الأخيرة للتحرك للرد، قال: "الأنظار التي كانت موجهة لقطاع غزة أمر طبيعي، لأن تهديدات المقاومة واليد على الزناد، وإمكانية الانفجار أربك الكيان ومنظوماته الأمنية والعسكرية، وعدم الرد لا يعني البتة أن المعادلة التي رسمتها المقاومة في مايو 2021 انهارت".