قائمة الموقع

المباهاة بالقتل.. وصراع الدم

2022-06-02T12:14:00+03:00
الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة.jpg

خالد صادق

أيام معدودة مرت على استشهاد الزميلة الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة, قبل ان يعاود الاحتلال الصهيوني استهداف صحفية فلسطينية أخرى بالأمس, حيث استشهدت فتاة فلسطينية، صباح امس الأربعاء، برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في مخيم العروب شمال الخليل بالضفة الغربية المحتلة, وأفادت وزارة الصحة، باستشهاد الزميلة الصحفية والاسيرة المحررة غفران هارون حامد وراسنة إثر إصابتها برصاصة أطلقها عليها جنود الاحتلال قرب العروب شمال الخليل، اخترقت الرصاصة صدرها من الجهة اليسرى وخرجت من الجهة اليمنى, والشهيدة وراسنة تخرجت من قسم الإعلام في جامعة الخليل وعملت صحفية في إذاعات محلية, واستشهاد الصحفية وراسنة يأتي بعد أقل من شهر على اغتيال الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة, ما يؤكد أن الاحتلال يعمل وفق سياسة ممنهجة لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين وتصفيتهم للتعمية على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني, هذه السياسة التي عبر عنها قطعان المستوطنين الصهاينة خلال احداث ما تسمى بمسيرة الاعلام, عندما تباهوا وتفاخروا انهم قتلوا الشهيدة شيرين أبو عاقلة, ولم يتوانوا لحظة واحدة في الاعتداء على الزملاء المراسلين الصحفيين, الذين تعرضوا الى مضايقات وتم التحرش بهم ومنعهم من التغطية للأحداث بشكل حر, وكانت الشرطة الصهيونية المجرمة مشاركة بشكل مباشر في كل هذه الانتهاكات ومتواطئة مع المستوطنين وتقوم بحمايتهم والتستر على جرائمهم في مشهد مقزز وفاضح يدل على طبيعة هذا الكيان المجرم, الذي ينتهك كل القوانين والأعراف دون ان يجرؤ احد على محاسبته على تلك الجرائم.

قطعان المستوطنين الصهاينة وخلال مسيرة الاعلام كانوا يتباهون بقتل شيرين أبو عاقلة بالقول «قتلنا شيرين» وكانوا يوجهون حديثهم للصحفيين, ومراسلي الفضائيات بمعنى انكم انتم أيضا أيها الصحفيون معرضون للقتل كما حدث مع شيرين, وهذا ما كنا نحذر منه, ونؤكد ان عملية استهداف الزميلة شيرين أبو عاقلة تحمل رسائل عدة منها انه ليس هناك محرمات امام الاحتلال, وان الصحفيين ليسوا محصنين من الاستهداف, وان أحدا لا يستطيع ان يقف في وجه رغبات إسرائيل ومخططاتها الاجرامية, وهذه المواقف الإسرائيلية جاءت وفق تطمينات أمريكية وأوروبية للإسرائيليين ان أحدا لن يستطيع محاسبتهم على أي جرائم يرتكبونها بحق الفلسطينيين, فماذا فعلت أمريكا للمستوطن الذي قتل المتضامنة الامريكية راشيل كورى امام عدسات الكاميرا وقام بدفنها وهى حية تحت الرمال, وماذا فعلت أمريكا عندما دمرت «إسرائيل» مكتب وكالة أسوشيتد برس التابع لها, فما بالكم ان كان المستهدف هو الفلسطيني الذي يصنفه الأمريكي بانه إرهابي ويضعه على القوائم السوداء, والمؤسسات الحقوقية والدولية هي أداة بيد «إسرائيل والإدارة الامريكية» ولا تتعدى قراراتها مربع الشجب والاستنكار, لذلك لا تقلق «إسرائيل» وهى تستهدف الصحفيين, ولا تتوانى في استخدام القوة المفرطة بحقهم, ولا يردعها رادع عن الاستمرار بسياسة الاستهداف للصحفيين اذا كان الصحفي يغطي في الميدان ليفضح جرائم «إسرائيل» لذلك ستبقى سياسة استهداف الصحفيين الفلسطينيين على يد الاحتلال الصهيوني مستمرة فاكثر من خمسين صحفيا استهدفهم الاحتلال دون ان يحاسبه احد على جريمته لذلك هو لن يرتدع.

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والتي نعت الشهيدة غفران قالت في بيان لها « اننا وإذ نستنكر هذه الجريمة الجديدة التي استهدفت الشابة غفران بدم بارد، لنؤكد أن الاحتلال يواصل إرهابه وإجرامه المنظم ويوغل في دماء أبناء شعبنا في مدن وقرى وطننا فلسطين», وأكدت ضرورة رص الصفوف والعمل على إعداد برنامج وطني شامل يستند إلى خيار المقاومة، وتفعيل الجهود الوطنية الرامية إلى مواجهة هذا الاحتلال والتصدي له بكل قوة وبسالة، خاصة في ظل الاعتداءات التي تتعرض لها أرضنا ومقدساتنا. وحملت الجهاد الاحتلال وقادته المجرمين المسؤولية كاملةً عن تداعيات هذه الجريمة النكراء، التي لن يصمت أمام بشاعتها أبناء شعبنا ومجاهدوه الذين يستمرون في جهادهم واشتباكهم ضد قوات الاحتلال», فالاحتلال يمعن في القتل, ويستهدف الفلسطيني لمجرد الشبهة, ويحاول ان يستغل توصيات حكومته الصهيونية وزعيمها نفتالي بينت لقتل اكبر عدد من الفلسطينيين, فسباق الانتخابات يتطلب ان يكون متلازماً مع سباق الدم الذي يجب ان يراق من الفلسطينيين, فاقرب الطرق لصناديق الاقتراع لدى نفتالي بين وبنيامين نتنياهو, هو إراقة الدماء وازهاق الأرواح, فاليهود كانوا يرقصون على جثث الموتى في باحات الأقصى, وفي ساحة باب العامود, وهم يقتاتون من اشلائنا ويلعقون دماءنا بألسنتهم وتبدو على وجوههم القبيحة ملامح مصاصي الدماء, لذلك لا نستغرب ان يتباهى الجندي الصهيوني بانه قتل كم واحد من الفلسطينيين, ويضع ذلك في سجله الاسود, لان حكومته النازية تجازيه عليه برتبة كبيرة واموال طائلة ونفوذ, فلا غرابة مطلقا ان يكون رهان الدم هو حلقة الصراع بين بينت ونتنياهو.

اخبار ذات صلة