ضجيج آليات الاحتلال ومجنزراته يُبدد هدوء الليل، وصوت إطلاق نار متقطع في المكان، أحد الجنود ينادي عبر مكبرات الصوت "المنطقة عسكرية مغلقة"، وبصوت مليء بالحقد والكراهية وبلغة عربية مفهومة يصرخ "انزل يا أحمد"، وعلى يمينه ويساره يركض الجنود ينتهكون حرمة البيوت، ويتخذونها كدروع بشرية خشية من رصاص المقاومين.
ساعات عدة قضتها عائلة الشهيد ضياء حمارشة بين قلق وخوف، وسط إطلاق نار متبادل ومواجهات عنيفة مع المواطنين أدت لاستشهاد أحد المواطنين وإصابة 6 آخرين، بينهم حالات حرجة برصاص الاحتلال.
وسط إطلاق النار، وضجيج الآليات، وصراخ جنود الاحتلال، خرج أحمد من المنزل، فأسرع أحد الجنود لتكبيل يديه وقدميه، واقتياده إلى آلية عسكرية؛ ليبلغه أحدهم "أنه قيد الاعتقال"، واقتحم الجنود المنزل، ونصبوا المتفجرات على جدرانه قبل أن يغادروا بلدة يعبد فجر الخميس.
مع بزوغ خيوط الفجر الأولى ليوم الخميس 2-6-2022 ضغط أحد جنود الاحتلال الحاقدين على زر المتفجرات في منزل الشهيد ضياء حمارشة؛ ليتحول المنزل في غمضة عين إلى كومة رماد.
الحاج بسام حمارشة عم الشهيد ضياء يقف على أنقاض المنزل المدمر، متمسكًا بالأمل لإعادة بناء منزل شقيقه من جديد، قائلًا: "سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال ضد شعبنا لن ترهبنا، وإن شاء الله مع أهل الخير والأحبة في يعبد سنبني 100 بيت بدلًا من كومة الرماد هذه".
يقول بسام حمارشة معلقًا على حادثة تدمير المنزل واعتقال شقيقه أحمد: "المنزل سيُعاد بنائه بإذن الله، أحمد لحق بنجله يزن الذي اعتقل بعد استشهاد ضياء مباشرة"، متمنيًا أن يلتقي أحمد ونجله يزن في السجن، ويعودا محررين من سجون الاحتلال.
يُشار إلى أن ضياء حمارشة (27 عاماً)، تمكن من تنفيذ عملية إطلاق نار بطولية في مدينتي "بني براك" و"رمات غان" بتل أبيب، يوم الاثنين 28 مارس 2022 واعترفت قوات الاحتلال آنذاك بمقتل 5 إسرائيليين، وإصابة عدد آخر بجراح مختلفة.