أثرت شخصية رمضان شلح في تكويني المعرفي المقاوم، وتمنيت لو قابلته وجاهيا، وتطلعت إليه كأحد أهم ركائز العمل الوطني القادر على التغيير، وإحداث خطوات واسعة للأمام، ومنذ توليه مسؤولية الجهاد الإسلامي لفتني حضوره وتمكنه وإطلالته، وقوة طرحه الدقيق الحاسم. وكان يصيغ الجمل السياسية ببساطة عميقة.
إن اقتربت من شخصية رمضان شلح تجده مثقفا قبل أن يكون قائدا، ومقاوما قبل أن يكون أكاديميًا، وكاتب سياسي ببلاغة روائي عالمي، يطرح موقفه بفلسفة تأطيرية مقنعة، حيث يرسم المشهد برصانة وحكمة، يجيد اللغة الانجليزية والعبرية، درس بلندن وأمريكا، وترك العمل بأرقى جامعاتهم ليشارك الشقاقي مسيرته الثورية ويشاركه بتأسيس السرايا ومتابعة الفدائيين.
رافق الشقاقي بتأسيس حركة الجهاد الإسلامي وخلفه في قيادتها، فقد تعرف عليه في جامعة الزقازيق ابان دراسته في كلية الاقتصاد، كان لشلح بصمة واضحة بالحفاظ على مسيرة الجهاد الإسلامي وتطويره، وتأسيس سرايا القدس والانطلاق الموجه، ومواكبة المتغيرات في الساحة الفلسطينية، وتحمل تبعاتها، فقد كان في وجه أوسلو ورفضها بكل جوارحه، واعتبرها نكبة ثانية، وبقي ليومه الأخير يعمل على تجاوزها وطرح المبادرات لذلك.
رمضان شلح رجل وحدوي وعملياتي، وصاحب قرار، وحافظ على دور طليعي للجهاد الإسلامي، فلم يذوب في التشابكات الفلسطينية، واستمر بتنمية عمله العسكري، وأضحت حركة الجهاد اليوم بفضل مجاهدي السرايا وقيادتها الفاعلة، وبإرث الشقاقي وشلح رحمهم الله، من أهم ركائز وقوى وفصائل العمل الوطني.