من المؤكد أن كل شخص شعر بمرحلة ما من حياته بوخز آلام الغيرة. فهذه الرغبة في امتلاك ما يمتلكه الآخر والاستمتاع بامتيازاته من الممكن أن يخلقا نزعات سلبية ويولدا موجات سيئة قد تدمر الأجواء من حولك بسهولة.
استعرضت الكاتبة سارة أم -في تقرير نشرته مجلة "سانتي بلوس" الفرنسية- العلامات السبع لمعرفة الأشخاص الذين يغارون منك ويحسدونك لتتجنبهم مهما كان ثمن ذلك، فما هي؟
يمدحونك كذبا
قال جان روستاند "ينبغي تعلم الاستماع للمدح بإذن العدو". ويشير اقتباسه هذا للمديح الذي يبدو كأنه نابع من القلب ولكنه في الحقيقة ينم عن عداء وغيرة شديدين. وقد تترجم ملامح الأشخاص امتعاضهم بمجرد مغادرتك الغرفة. فهم لا يمكنهم تحمل رؤية غيرهم يتطور ويستمتع بالنجاح ولا يسعهم تجنب مقارنة وضعهم بوضع الآخرين.
وأوضح عالم النفس السريري ليون ف. سيلتزر أنه "إذا لم تحترس من مدح الآخرين وتملقهم، فمن الضروري التساؤل عما إذا كان لديهم هدف خفي يفسر ثناءهم عليك. وبهذه الطريقة، يمكنك تقليل احتمال أن تكون مجاملاتهم الصادقة ظاهريا نابعة من شخصية ذات وجهين".
"الغيورون يعتبرون نجاحك نتيجة للمصادفة أو الحظ، وأنك لم تبذل جهودًا كافية لاستحقاقه (غيتي)
يحاولون التقليل من نجاحك
في الأقوال المأثورة، يقال "الجدارة ليست فرصة للنجاح أكثر مما يعد النجاح دليلا على الجدارة". ولكن الأشخاص الغيورين لا يشاركون هذه الفكرة، ويعتبرون نجاحك نتيجة للمصادفة أو الحظ، وأنك لم تبذل جهودًا كافية لاستحقاقه. ومهما كانت حججهم فهؤلاء الأشخاص يظهرون عدم تهذيبهم، وتعكس تصرفاتهم إحباطهم الشديد لعدم تمكنهم من الاحتفال بنجاحهم.
يظهرون انتصارهم عند نجاحك
الشخص الحسود هو ذاك الذي يبالغ بالحديث عن لحظات مجده حين تحتفل أنت بنجاحك الخاص. بالنسبة له، تعتبر كل الأمور تنافسا، وليس لديه أي حرج بجذب انتباه الأشخاص من حوله في أوقات تعد ثمينة بالنسبة لك.
فعلى سبيل المثال، يلقي الشخص الحسود خطبة في الوقت الذي تحتفل فيه بحفل زفافك، ويعتبر أن كل الوسائل ممكنة لجذب اهتمام وإعجاب الآخرين. فهذه طريقته لإظهار نجاحاته الخاصة، وهو ما يكشف في الواقع عن تدني تقديره لذاته.
ولا تكمن النصيحة بالانتباه لردود أفعاله البسيطة، بل بتهنئته على إنجازاته، وربما يمنحه هذا بعض التواضع ويوفر له مثالا جيدا للاقتداء به.
"الحسود يعتبر أن كل الوسائل ممكنة لجذب اهتمام وإعجاب الآخرين. فهذه طريقته لإظهار نجاحاته الخاصة (غيتي)
هم ملوك التقليد
لدى أولئك الذين تسكنهم الغيرة رغبة داخلية بتجاوزك، ويعتقدون أنهم يستطيعون ذلك بتقليد جميع تحركاتك وتعبيراتك. يطمئنهم تقليدك، ويمنحهم رأيا أفضل بأنفسهم ولكنه يكشف أيضا رغبتهم الشديدة بالتشبه بك. لا تدع هذا الأمر يؤثر على حالتك المزاجية وحاول نصحهم بلطف لتطوير أسلوبهم الخاص الذي يتناسب معهم.
يُنافسونك عن كثب
يعتبر بعض الناس الحياة منافسة، ورغم أنهم ينتمون لدائرة أصدقائك، فإنهم قد يرغبون بتجاوز كل ما تفعله. ويعتبرون هذا الأمر حافزا شخصيا ويتجاوزون كل الحدود بهدف الوصول لمستواك. ويمنحهم غرورهم شعورا بالتفوق يجعلهم لا يقبلون بتاتا فكرة عدم التميز في كل ما يقومون به.
وبدلاً من الخوض في لعبتهم السيئة وغير المجدية، ذكّرهم فقط بأن الأمر لا يتعلق بمواجهة تصادمية، لكن لكل فرد طريق خاص وفردي للإنجازات يتقدم فيه بما يتلاءم مع خطوته.
الحساد والغيورون سيشيرون تلقائيا لإخفاقاتك حتى يذكروا العالم بنقاط ضعفك (بيكسابي)
ينتقدون نقاط ضعفك
لدى الأشخاص الحساد والغيورين قوة دافعة سيئة بالرغبة بتصحيح العالم من حولهم باستمرار. وسيشيرون تلقائيا لإخفاقاتك حتى يذكروا العالم بنقاط ضعفك. وسيشعرون بسعادة عارمة برؤيتك تتعرض للإهانة أو التوبيخ. إضافة لذلك، سيحاولون إخفاء مساوئهم عن أنظار الآخرين.
ومع ذلك، لا ينبغي أن يؤذيك ذلك لأن الخطأ إنساني ويشكل جزءًا من عملية التعلم المثرية. تقبل عيوبك وتعلم من إخفاقاتك دون أن تعتبرها موضوعات حساسة.
يتحدثون عنك بالسوء
غالبا ما ينتظر الأشخاص الغيورون غيابك للتعبير بصوت عالٍ عن أفكارهم. وفي بعض الأحيان يصل بهم الأمر للافتراء، والمبالغة والكذب لشيطنتك في عيون الجميع.
لا تهتم بما يمكن أن يقوله الناس عنك في غيابك، لأنه في حال لم تكن لديهم الشجاعة الكافية للتعبير عن أفكارهم، فذلك دليل عدم تمتعهم بالمصداقية. فالرأي الوحيد الذي يهمك هو رأيك أنت! ثق بنفسك، واستمر في التقدم والإنجازات.